إتفاق المعارضة وباسيل … وربع الساعة الأخير!

خلافاً لكل ما يتمّ التداول به عن أجواء إيجابية على خطّ المشاورات الجارية بين الكتل النيابية المعارضة ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فإن المعلومات المستقاة من جهة نيابية فاعلة ووسطية، تشير إلى أن الإستحقاق الرئاسي، قد دخل في مرحلة جمود قاتل وطويل منذ أشهر ولا يتحرك، في ظلّ عدم قدرة المعارضة على إيصال مرشحها إلى النصف زائد واحداً، وبالتالي أن تتحول المسألة إلى منافسة ديموقراطية في المجلس النيابي… وتوازياً عدم قدرة الكتل الأخرى، على الوصول أيضا إلى النصف زائد واحداً من أجل إيصال مرشحها.

ولذلك، وفي ظل غياب القوى السياسية التي من الممكن التقاطع معها على مستوى المعارضة، من أجل تحقيق هذا الهدف، تكشف معلومات المصادر، أن تقاطعاً قد حصل بعد فترة طويلة بين المعارضة بمعظم مكوناتها من جهة، وبين «التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، حيث أن « الوطني الحر» قد أبلغ النواب الذين تواصلوا معه من المعارضة، بأنه يتجه إلى تبنّي المرشح جهاد أزعور. وتؤكد أن هذا التطور الذي حصل أخيراً، هو تطور مهم ونوعي لأنه في حال استتبع بإعلان وإتفاق، فهذا يعني أن الأمور وصلت إلى خواتيمها.

وعليه، فإن المعلومات تكشف أن الجمود الحالي قد ينقلب إلى واقع جديد، في حال انتهت الأمور إلى إعلان مشترك أو إلى إعلان منفرد من قبل» الوطني الحر» من جهة، ومكونات المعارضة من جهة أخرى على مرشّح واحد سواء كان أزعور أو غيره، لأن هذا يعني أن الإستحقاق الرئاسي دخل في مرحلة جديدة، وفي عملية خلط أوراق رئاسية جديدة، وخرج بالتالي من المراوحة وأن الأمور بدأت تتحرك، على اعتبار أنه وفي حال وصلت المعارضة وتكتل «لبنان القوي» إلى تأمين النصف زائد واحد، فإن ترجمة هذا الأمر يعني أن مرحلةً جديدة قد انطلقت، وتتطلب إمّا التسوية على أزعور، أو التسوية على إسم مرشّح آخر، خصوصاً وأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد حدد منتصف حزيران المقبل كحدٍ زمني أقصى للدعوة إلى جلسةٍ إنتخابية، في ظلّ ضغط خارجي كبير وضغط داخلي أكبر أيضاً، بمعنى أن هناك مكونات سياسية نيابية، نجحت بأن تدعم أحد المرشحين، وأن يحصل هذا المرشح على ما يزيد عن النصف زائد واحد.

هل يعني هذا التطور أن الإتفاق قد أنجز؟ تجيب الجهة النيابية، بأنه في مطلق الحالات الأمور مرهونة بخواتيمها وطبيعة تطوراتها في الأيام القليلة المقبلة، لأنه لا يمكن للأمور أن تبقى في ظل هذا الواقع الحالي اليوم، خصوصاً إذا تطورت باتجاه الإتفاق، فإن هذا الإتفاق يتطلب ترجمةً، وهو ما يبقي الأمور مرهونةً بعملية ترجمتها من خلال إعلان واضح ورسمي، لأنه من خلال هذا الإعلان يلتزم كل فريق بالذهاب قدماً بهذا التوجه، حيث أن الجهة نفسها تخلص إلى أنه لا يمكن القول بأن الإعلان قد حصل لأنه لم يحصل بعد، حيث أنه من المفترض أن يحصل في الأسبوع المقبل.

فادي عيد- الديار

مقالات ذات صلة