الاشتراكي: “نحن مع السياسة الواقعية ولا يضعنا أحد مع أي طرف أو خانة!
عقد اللبنانيون الآمال على اجتماعات القمة العربية لدفع الاستحقاق الرئاسي نحو الحلّ، إلا ان الستارة أُسدِلت على القمة العربية الـ32 من دون نتائج ملموسة لانتخاب رئيس، وصدر إعلان جدّة متضمناً في بنوده فقرة حول التضامن مع لبنان وحضّ كل الأطراف اللبنانية على “التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته”.
في الأثناء، داخلياً، توحي الأجواء المتعلقة بالملف الرئاسي بأن الشغور سيطول، خاصة مع إصرار فريق حزب الله على ترشيح رئيس المردة سليمان فرنجية من جهة، وفشل الاتصالات التي يجريها فريق المعارضة مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للاتفاق على مرشح موحّد من جهة أخرى. لكن أين الحزب “التقدمي الاشتراكي” من المفاوضات؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله يؤكد لـ”المركزية: “ان اللقاء الديمقراطي هو ضمن السياسة الواقعية التي تفرض ان يكون هناك مرشح غير مرشح التحدي، مرشح توافقي قادر على التعاطي مع كل الفرقاء اللبنانيين وفي الوقت نفسه لديه رؤية في الحد الادنى اقتصادية انقاذية اصلاحية وقادر على ان يفتح لبنان على عمقه العربي والدولي. ما زلنا على الموقف نفسه، واعتقد ان التمسك بالسقوف العالية في ظل هذه التسويات الاقليمية الكبيرة خطأ في السياسة. لبنان يجب ان يكون في الوقت الحاضر مقبلا على إعادة تسوية أوضاعه وإنقاذ ما تبقى من اقتصاده والبدء بخطة تعاف اقتصادي”.
ويضيف: “يجب تخفيض سقف الخطاب السياسي ومحاولة ردم الهوة بين الفرقاء السياسيين لإنتاج حلّ، لأن لبنان لم يعد يحتمل هذا التأخير، وكل يوم لدينا خسارات كبيرة وذلّ للمواطنين، والتسويات الاقليمية على قدم وساق. فالحري بنا كلبنانيين ان نحاول القيام بتسوية داخلية وان لا يفرض كل فريق حساباته على الفريق الآخر وهذا يتطلّب مساحات مشتركة بين الجميع، هذا كان موقفنا كلقاء ديمقراطي ولا يزال وسيستمر”.
ولكن كيف سنجد هذه المساحة المشتركة، يجيب: “علينا ان نفتش، لا خيار آخر لدينا”.
ورداً على المعلومات المتداولة بأن “الثنائي الشيعي” يعتبر ان “اللقاء الديمقراطي” أصبح أكثر ميلاً وقبولاً للمرشح فرنجية، يجيب: “موقفنا معلن وتحدث عنه رئيس الحزب وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط ونواب اللقاء، نحن مع السياسة الواقعية المرتبطة بوجع الناس وبتكريسنا لمفهوم التسوية في حالات استثنائية كتلك التي يعيشها المجتمع اللبناني في ظل الانهيار الاقتصادي الكامل. هذا موقفنا ونتمنى ألا يضعنا أحد في خانة أي طرف، بل في الخانة الوطنية الواقعية”.
هل المبادرات المطروحة كتلك التي يطرحها نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب والنائب غسان سكاف ممكن ان توصل الى التسوية المطلوبة؟ يقول عبدالله: “كل الجهود التي تصبّ في إطار التسويات مشكورة، ولكن المهم تلمسّ النتيجة التي تتطلّب من الفرقاء الاساسيين عدم الثبات على موقف واحد دون ان يكون هناك جهوزية للتسوية”.
يجري الحديث عن خطوة سعودية قريبة، لكن في حال كانت هذه الخطوة ستصبّ لصالح فرنجية، هل أنتم مستعدون للسير به في حال وجدتم ان حظوظه مرتفعة للوصول الى الرئاسة، يجيب: “نحن بأفضل العلاقات مع السعودية، كنا وسنبقى، لكن الموضوع الداخلي اللبناني وتصويتنا وخياراتنا السياسية هي رهن بقرارات اللقاء الديمقراطي”.
هل سيدعو رئيس المجلس النيابي الى جلسة لانتخاب رئيس، يقول: “ثمة كلام، لكنه غير دقيق والصورة غير واضحة، والرئيس بري أعلن سابقا وما زال يكرر بأنه إذا لم يلمس نتيجة للجلسة او تسوية معينة او نصابا معينا مؤمّنا فلن يدعو ولن يكرر السيناريو السابق. لم يعلنه شخصيا لكن هذا ما تم تسريبه من أجواء عين التينة”.
وعما اذا كان أمد الشغور سيطول، يجيب عبدالله: “في هذا الكمّ من الانهيارات المتلاحقة الاجتماعية والنقدية مع قضية مصرف لبنان حالياً، هل نحتمل المزيد من التأخير؟ هذا السؤال يوجَّه الى مَن يعرقل التسوية”.
هل سيكون الرئيس صناعة لبنانية محض، يقول: “لا أحد يمكنه أن يكون متحررا كليا، والتأثيرات الخارجية موجودة، لكن ألا يمكننا بالحد الأدنى تغليب المصلحة الوطنية؟ مع الأخذ بالاعتبار ان الخارج اليوم متحرك والعامل الخارجي اصبح ايجابيا بمعنى ان التوافقات الاقليمية كبيرة وهناك خريطة جديدة في المنطقة. فالاحرى باللبنانيين ان يلتفتوا باتجاه هذه التسويات”.
هل يجب التفتيش عن اسماء جديدة للرئاسة لا تشكل تحديا لأي طرف، يجيب عبدالله: “هل قائد الجيش جوزف عون او الوزير السابق جهاد ازعور او النائب صلاح حنين او الدستوري شبلي الملاط اسماء تشكل تحدياً؟ تحديا لمن؟ لبنان يزخر بالكفاءات المتعددة والموجودة في كل القطاعات ويمكننا ان نتفق على اسم لا يستفز احدا بالحد الادنى وتُجمع عليه الاكثرية”.
ألن يقوم الحزب الاشتراكي بمبادرة بهذا الاتجاه؟ يقول: “في الوقت الحاضر ننتظر ايجابيا وليس سلبياً نتيجة المبادرات المطروحة”.
المركزية