مشاورات المعارضة الرئاسية تصطدم بعوائق جديدة… تفرمل احتمال التوافق!
اصطدمت المشاورات التي كان قد بدأها فريق من المعارضة مع «التيار الوطني الحر» بعوائق جديدة من شأنها أن تفرمل احتمال التوافق حول اسم مرشح لرئاسة الجمهورية، وهو الأمر الذي سبق أن لمّح إليه أكثر من طرف، انطلاقاً من أنه من الصعب على رئيس «التيار» النائب جبران باسيل أن يأخذ خياراً يستفز حليفه السابق «حزب الله».
وفي حين لم يعلن أي من الطرفين رسمياً فشل المفاوضات، قال مصدر بارز في «التيار»، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «لا تزال مستمرة حتى إنه حصل اتفاق أوّلي ومبدئي»، لكنّ تصريحاً للنائب في «التيار» آلان عون ربط فيه التوافق مع المعارضة بتبني اسم من «التيار» وضع علامة استفهام حول مصيرها، وهو ما أشارت إليه مصادر في «القوات»، معتبرة أن هذا الشرط الجديد «حجة لوقف المباحثات وللقول إنهم لا يريدون قطع العلاقة مع (حزب الله)».
وكانت معلومات قد أشارت في وقت سابق إلى وصول المشاورات إلى مرحلة متقدمة من البحث في الأسماء؛ أبرزها الوزيران السابقان جهاد أزعور وزياد بارود وقائد الجيش العماد جوزيف عون والنائب السابق صلاح حنين.
وأمس، عاد باسيل وقال إن الأهم في موضوع رئاسة الجمهورية هو المشروع الإصلاحي الذي لا يمكن تنفيذه مع الفاسدين أنفسهم الذين يمنعون الإصلاحات. وأوضح، في حديث لإذاعة «مونت كارلو الدولية»: «برأينا أن التوافق هو الذي يجب أن يحكم الاستحقاق الرئاسي ولكن على شخص يستطيع إخراجنا من أزمتنا»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الموضوع ليس بالاسم والحل لا يكون بفرض شخص على آخر، ومن يحكم وحيداً ولا يملك الأغلبية النيابية ولا الأكثرية المطلوبة سيفشل، ونحن محكومون بالتوافق ولكن على قاعدة الشخص الذي يقوم بالإصلاحات البنيوية للمالية العامة والاقتصاد والمؤسسات والقطاع المصرفي».
وفي إطار المباحثات بين «التيار» والمعارضة، قالت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «من أوقف التواصل الذي كان قائماً بين المعارضة والتيار وأسقط احتمال التقاطع بين الفريقين هو النائب آلان عون الذي أصدر موقفاً غريباً مستغرباً بعيداً كل البعد عن كل سياق النقاشات والحوارات التي كانت قائمة خلال شهر كامل». ولفتت في رد على سؤال عما إذا كان حصل تواصل بين الطرفين بعد موقف عون الأخير، قالت المصادر: «إلى الآن لم يحصل التواصل لكن يبدو واضحاً أن التيار وضع قاعدة جديدة لم تكن مطروحة في مرحلة التفاوض، وهي أن شرط تقاطع المعارضة والتيار هو تبني مرشح من الأخير»، معتبرة أن هذا الأمر يعني أن هناك طرفاً يريد أن يختبئ خلف حجة للقول إنه لا يريد قطع العلاقة مع (حزب الله)».
من جهته، تحدث النائب في «القوات» بيار بو عاصي عن استخدام باسيل المعارضة أداة ابتزاز بوجه الثنائي الشيعي. وقال، في تغريدة له على «تويتر»: «باسيل يحاول استخدامنا أداة ابتزاز في وجه (حزب الله) و(حركة أمل)… بعض نواب التيار يريدون استخدامنا أداة ابتزاز في وجه جبران باسيل… أمّا نحن فنريد إعادة الاعتبار للثقافة الديمقراطية وإنقاذ لبنان واللبنانيين من جهنّم التي وضعنا المثلث الجهنمي فيها».
وبعد موقفه يوم الأحد، عاد النائب آلان عون وقال في حديث إذاعي: «بعض من في المعارضة كان يتوقع أن يأخذ التيار إلى مواجهة مع الفريق الآخر لتصفية الحسابات إلا أننا نحن في وارد جمع الأفرقاء لا الاصطفاف ضدها». ورأى أن «المشكلة الرئاسية تكمن في الضمانات التي يعطيها كل مرشح تجاه المرحلة المقبلة. والذي يسهم في تطمين (التيار الوطني الحر) حول إنقاذ الاقتصاد والالتزام باللامركزية وإعادة العلاقات مع الخارج يكون المرشح الأقرب إلينا».
ولفت إلى أنه يتوقع أن يدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى جلسة انتخابية قبل المهلة التي وضعها، أي منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل، مشيراً إلى أن ما يقوم به النائب إلياس بو صعب، في لقاءاته مع الأفرقاء السياسيين، هو حلقة تشاور بين الكتل النيابية لتسهيل الوصول إلى نتيجة في الملف الرئاسي.
أتى ذلك في وقت لا يزال فيه «حزب الله» متمسكاً بمرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، حيث أكد النائب حسن فضل الله العمل بكل الوسائل لإنجاح مَن يدعموه.
وقال فضل الله، في احتفال في الجنوب: «هناك مناخات جديدة في المنطقة عنوانها حل النزاعات والتفاهمات بين الدول، ونأمل أن ينعكس ذلك إيجاباً على لبنان، لأنه يمكن الاستفادة من هذه الحالة الجديدة واستثمارها لمصلحة بلدنا، ولكن يبقى الأساس هو التفاهمات الداخلية اللبنانية، لإيجاد الحلول للأزمات الراهنة، وبلدنا قائم على التفاهمات، وقد رأينا كيف تفاهموا في المنطقة، وعولِجت بعض الأزمات، وعلينا في لبنان أن نتفاهم، ولا يوجد أمام اللبنانيين خيار آخر، والمدخل الطبيعي والضروري للحلول هو انتخاب رئيس للجمهورية».
وأضاف: «لدينا اليوم مرشح طبيعي أعلنّا عن دعمه وتأييده وهناك كتل أخرى أيّدته وتوجد آراء أخرى، نحن نمارس حقنا الطبيعي بصفتنا كتلة نيابية، فعندما نذهب إلى المجلس النيابي نُصوّت لمن نرى فيه الخيار الأفضل أو لمن يملك المواصفات التي تؤهله ليكون رئيساً قادراً على القيام بدوره في المرحلة المقبلة».
كارولين عاكوم- الشرق الاوسط