«فتنة المايوه» مستمرة: هل صيدا للكل!؟
لم تجتز صيدا «فتنة المايوه» بعد. تعرض ناشطة صيداوية ترتدي لباس البحر على شاطئ المسبح الشعبي قبل أيام على أيدي شيخ ومرافقيه لا يزال يتفاعل، ما استدعى تدخلاً من خارج المدينة للفريق الداعم للحرية الفردية، وأيضاً للشيخ «الذي يحمي هوية صيدا الإسلامية والمحافظة». وبعد أسبوع من المنازلة الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقلت المنازلة إلى حلبة المسبح الشعبي أمس، وانتهت بثلاثة موقوفين إسلاميين وجريحين مدنيين.
وكانت ميساء حنوني أعلنت الاثنين الماضي تعرضها لاعتداء من قبل إمام مسجد الفرقان في الهلالية وأحد مشايخ الدعوة عبد الكريم علو، عندما كانت مع زوجها سامر يعفوري على الشاطئ. وبحسب حنوني، فقد وجّه إليها علو ومرافقوه شتائم وتهديدات ورشقوها بالرمال والقناني، في حين قال علو إن رواداً للشاطئ استدعوه معبّرين عن استيائهم لارتداء حنوني «المايوه» في مكان عام، وعندما حاول نصحها تصدّت له بالشتائم والصراخ، واتهمته باستخدام العنف والتحرش اللفظيين ضدها.
بعد يومين، أصدر علو بياناً أعلن فيه عن «لقاء أخوي» جمعه مع يعفوري، زوج حنوني، ووضع اللقاء في إطار «حفظ المدينة من أي فتنة داخلية بعد الإشكال الذي حصل على الشاطئ». ومن دون استعراض تفاصيل الإشكال، اختتم البيان بـ«التأكيد على احترام حريات الجميع وعادات المدينة وأعرافها، وبأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكونان إلا بالموعظة الحسنة».
غياب حنوني عن اللقاء سرعان ما عوّضته «جمعيات نسائية» و«هيئات مجتمع مدني» بالدعوة إلى مؤتمر صحافي ووقفة للمطالبة بـ«حرية ارتياد الشاطئ والسباحة بالمايوه ورفض التنمر والقمع». الدعوة كانت كفيلة بإثارة الجدل مجدداً، واقعياً وافتراضياً. فدعا بعض المشايخ في خطب يوم الجمعة الماضي وفعاليات القوى الأمنية إلى منع إقامة هذا النشاط تحسباً لردود فعل الغاضبين في المدينة ذات الطابع المحافظ، وهو ما حدث أمس.
فرغم إعلان القوى الأمنية وبلدية صيدا منع إقامة أي نشاط، تقابل الخصوم قبل ظهر أمس عند الكورنيش البحري: مشايخ ومؤيدون للشيخ أحمد الأسير والجماعة الإسلامية شاركوا في وقفة تصدٍّ لأصحاب الدعوة الذين كانت المشاركة الصيداوية في صفوفهم شبه معدومة، وتقدمهم النائب مارك ضو. تبادل الطرفان الشعارات التي سرعان ما تحولت إلى شتائم وتهديدات، واخترق الإسلاميون الحاجز البشري الذي فصلت به القوى الأمنية وشرطة بلدية صيدا بينهم وبين من «جاؤوا ليستفزونا في مدينتنا الإسلامية ولينشروا الفساد والرذيلة بتحريض من السفارات». وفيما أصيب شخصان من الداعين بجروح، بينهما الباحث محمد شمس الدين، أوقفت القوى الأمنية ثلاثة من المعتدين، قبل أن يتفرق الحشد.
وفي خطوة لافتة، رفعت بلدية صيدا لافتة على مدخل المسبح الشعبي تعدد فيها وصايا السباحة من بينها ارتداء اللباس المحتشم. مصدر بلدي أوضح لـ«الأخبار» أن البلدية «ترفع البنود نفسها عند بداية كل موسم سياحي، عملاً بالقوانين التي تسمح لها بالسماح والمنع وفقاً لمقتضيات المصلحة العامة». مصلحة البلدية العامة اقتضت ليس التذكير باللباس المحتشم فقط، بل بمنع السباحة من الأساس على المسبح الشعبي حتى افتتاح الموسم رسمياً بعد نحو شهر. علماً بأن المسبح الشعبي هو الشاطئ الرملي العام الوحيد في نطاق المدينة.
آمال خليل- الاخبار