تباعد بين «الثلاثي» و«الثنائي» … وباسيل في جلباب الممانعة!
لم تكن الأزمة اللبنانية بندا رئيسيا على جدول أعمال القمة العربية التي عقدت في جدة، حيث طغى ملف عودة سورية للجامعة العربية وحضور الرئيس بشار الأسد شخصيا، إضافة إلى الوضع المتفجر في السودان، والقضية الفلسطينية، والرؤية المطروحة لعالم عربي جديد.
على ان الأزمة اللبنانية حضرت في اللقاءات الجانبية التي عقدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع المسؤولين العرب، وأيضا كلمة ميقاتي أمام القمة التي أكد فيها أن أزمة لبنان زادت مع شغور منصب رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه يعاني من أزمات متعددة ويعيش سنوات عجاف. وإذ ثمن ميقاتي عودة سورية للقيام بدورها كاملا في الجامعة العربية، فإنه دعا إلى وضع خارطة طريق لعودة السوريين إلى أراضيهم.
واكتفى «إعلان جدة»، الصادر في ختام القمة العربية، بالدعوة إلى انتخاب رئيس للبنان وتشكيل الحكومة في أسرع وقت.
على صعيد الحراك الرئاسي، أشارت صحيفة «نداء الوطن» إلى أن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية حاول أن يستفيد من مشاركة الرئيس الأسد بالقمة كي يرسل إليه مطالب تحريك ترشيحه، وأنه أرسل الطلب إلى شقيقه ماهر الذي أجاب بقوله: «راجع السيد حسن، الملف عنده..».
وعليه، فإن الكثير من المعادلات الداخلية لن تتغير بعد القمة، حيث «الثنائي الشيعي» يتمسك بترشيح فرنجية، و«الثلاثي المسيحي» يصر على رفض فرنجية، وأي مرشح آخر من طرف فريق الممانعة، من دون أن يفصح عن اسم مرشحه، تجنبا لحرقه، طالما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممتنع عن تحديد موعد الجلسة الانتخابية الثانية عشرة قبل أن يؤمن النصاب، وبالتالي الفوز المؤكد بالانتخاب للمرشح الذي يدعم، مما يسهم في تعقيد الأمور.
وآخر التسريبات الرئاسية أن بري يدرس تعيين جلسة الانتخاب المرتقبة في 6 يونيو، وهو الذي نفى ما سرب سابقا عن موعد 15 يونيو.
مصادر المعارضة تقول إنها تبحث عن التوافق على مرشح، بمعزل عن الاتصالات مع «التيار الحر»، التي تبين أنها لا تبشر بالخير، بسبب ما يبدو من عجز جبران باسيل عن الخروج من جلباب حزب الله.
لقد كان على باسيل الاختيار بين أن يبرم اتفاقا مع المعارضة، وتحديدا مع «القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«التغييريين»، لخوض معركة رئاسة الجمهورية بمرشح وحيد، أو التوصل إلى تجديد «تفاهم مار مخايل» مع حزب الله، الذي لفت ظهور مسؤول علاقاته الخارجية عمار الموسوي على شاشة منبر «التيار»، قناة «أو تي ڤي»، مؤخرا، ما أوحى بحرص الطرفين، الحزب والتيار، على الاحتفاظ بشعرة معاوية بينهما.
أما بالنسبة لتطورات ملاحقة حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، فقد نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون طلب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من سلامة تقديم استقالته من الحاكمية، وفقا لما ذكرت وسائل الإعلام. وقد تزامن هذا النفي مع مطالبة سلامة نفسه بمحاكمة السياسيين المعنيين، وسؤاله، عبر الإعلام، عما إذا كان التحقيق معه وحده «لأنه ليس لدي زعران في الشارع؟»، وكأنه يلوح بفضح المستور من صفقات وأسماء خلال فترة حاكميته الممتدة لنحو 12 سنة متواصلة.
وكثف سلامة من ظهوره الإعلامي بعد الغياب عن جلسات التحقيق الفرنسي، «بسبب عدم العثور عليه» ثم دعوته القضاء إلى التحقيق مع السياسيين في خطوة «شمشونية» بلغت أصداؤها من يعنيهم الأمر من السياسيين مباشرة، لكن لا شك أن لهجة سلامة ستختلف بعدما أبلغ لبنان رسميا أمس بمذكرة اعتقال دولية بحقه عبر منظمة الإنتربول، حيث طالبه وزير الداخلية بسام مولوي بالاستقالة.
في غضون ذلك، قرر حزب الله، الممسك بالقرار اللبناني الرسمي، إقامة مناورة عسكرية في جنوب لبنان الأحد المقبل، وقد حدد مكانها في إقليم التفاح، وبخاصة في بلدة «عرمتى» تحت أضواء كاميرات الإعلام اللبناني والأجنبي، في رسالة متعددة العناوين، في الداخل والخارج، للتأكيد على وجود حالة المقاومة التي ينادي بها حزب الله في لبنان.
لكن مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف رأى مبالغة فيما نقلته وسائل الإعلام عن العرض غدا في أحد معسكرات «المقاومة الإسلامية» في الجنوب، وقال «في الحقيقة النشاط العسكري المشار إليه، والمحدود بطبيعته، مكانا وزمانا، والذي سينفذ أمام الإعلاميين ووسائل الإعلام حصرا، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، هو عينة بسيطة عن قدرات المقاومة الحقيقية في إطار توجيه رسالة إلى العدو الصهيوني عن جاهزية هذه المقاومة».
الانباء