هدية فرنسية لباسيل… ما هو مقابل الإحتفال بالنصر تحت برج “ايفل”؟
فيما العيون مسلطة على القمة العربية في جدة يوم غد الجمعة تحديداً لناحية مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد فيها، الأمر الذي أكده وزير خارجيته فيصل المقداد عقب مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، يبرز ملفان أساسيان لبنانياً، الأول هو الاستحقاق الرئاسي بالطبع، والثاني ملف ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة دولياً من فرنسا. في الملف الأول استطاع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فرض حضوره على الساحة اللبنانية بعدما كانت القوى السياسية تعتبره بحكم المنتهي سياسياً، وها هي تفاوضه اليوم من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو ينتظر العروض من “حزب الله” والمعارضة في آن، ليقرر على أي بر سيرسو. أما الملف الثاني فيبدو أننا أمام القاضية غادة عون بنسخة فرنسية، بحيث لم تتسلم الدوائر اللبنانية أي مذكرة بملاحقة حاكم “المركزي”، فكل ما وصل هو عبر الاعلام فقط، وبالتالي تكون القاضية الفرنسية أود بوروزي أصدرت مذكرة في الاعلام كما كانت تفعل القاضية عون، ولعل هذا الأمر ليس مستغرباً، كون العقل المدبر لملاحقة سلامة أوروبياً، هو عضو المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر” المحامي وديع عقل، الذي كان يحتفل بالنصر تحت برج إيفل في العاصمة الفرنسية، لحظة إقرار المذكرة.
وفي هذا السياق، أوضح وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، في حديث، أن “لا مذكرة انتربول بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بل هناك مذكرة من قاضية فرنسية، لذلك على الدولة الفرنسية أن تقدم طلباً للأنتربول، ومن ثم يطلب الأخير من لبنان أن يدرسه بدوره”، مشيراً إلى أن “كل هذه الاجراءات لم تحدث حتى الآن، وبالتالي لا يمكننا أن نلاحق سلامة”.
قد لا يكون سلامة مذنباً، لكنه بالتأكيد غير بريء مما حصل من إنهيار في لبنان في فترة حاكميته، فهو إن لم يكن مرتكباً بنفسه، ترك الارتكابات تمر من دون اعتراض، ولكن بالتأكيد ليس وحده المذنب، فكل أركان الدولة تقريباً يشاركونه الذنب، ولعل البعض ممن هدروا المليارات على مشاريع لم تنفذ، هم أكبر المرتكبين بحق الشعب اللبناني. والعدل ينص على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن العدل “الجريصاتي” ينص على أن كل من ليس مع التيار هو مذنب حتى لو ثبتت براءته، وبالتالي تشن على سلامة اليوم حملة إعلامية يديرها عقل العونية القانونية من فرنسا، بالتوازي مع جمعيات أوروبية تحمل عنوان النزاهة لاعطائها الشرعية، وبالصدفة إن دخلت على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تجدها تنشر أخبار وديع عقل بالدرجة الأولى، ومن بعده القاضية غادة عون، وبعض العونيين الآخرين، وتمرر منشوراً من هنا أو من هناك لبعض المستقلين، المعروف عنهم أنهم “عونيون مستحيون”.
بالعودة إلى الاستحقاق الرئاسي، لا يبدو أن الفرج سيكون في المهلة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 15 حزيران المقبل، اذ إن التوافق بين المعارضة و”التيار الوطني الحر” ليس قريباً، بل ان المعارضة بأركانها كافة ليست موحدة على الاسم بعد، وهي تنتظر قرار رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، لترى إن كان بإمكانها الاتحاد حول اسم جهاد أزعور. وقد أصبحت المعارضة تشك بالنوايا الباسيلية، وتعتبر أنه يفاوضها من أجل مناورة “حزب الله”. وفي هذا السياق، أعلن رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل من دار الفتوى أمس، “أننا اليوم لسنا في موقع القيام بتحالفات سياسية واجراء امتحان ثقة، فالتيار الوطني الحر يرفض انتخاب سليمان فرنجية ونحن نرفض ذلك أيضاً، والمطروح اليوم هل يمكن لهذين الطرفين التقاطع على اسم مشترك؟ وحتى اليوم الحوار قائم ولم نصل الى نتيجة حتى الساعة وموضوع الثقة غير مطروح اليوم ولكن يمكن أن نصل الى هذا المكان في حال قرروا أن يأخذوا خيارات في السياسة مختلفة عن سابقاتها، ولكن هذا مختلف عن الواقع اليوم فالتيار لم يغيّر تموضعه السياسي ولا يزال يدعم سلاح المقاومة وحزب الله”.
إقليمياً، يبدو أن ما يحكى عن اجتماع خماسي دولي في العاصمة القطرية الدوحة للبحث في الشأن اللبناني، مؤجل الى ما بعد القمة العربية، فقد أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري أن لا اجتماع حول لبنان في الدوحة حالياً. وخلال إحاطة إعلامية عقدتها وزارة الخارجية القطرية، أوضح الأنصاري أن الدور القطري مستمر في تقريب وجهات النظر، وأن الخارجية القطرية تقوم بالاتصالات بين الجهات المختلفة، ومستمرة في القيام بدورها الايجابي بالتنسيق مع الجهات الاقليمية والدولية.
لبنان الكبير