…وتاج بعبدا بإنتظار ولادة التاسع… أو مرحلة الموت الأخير!
بريطانيا العظمى، توجت ملكها تشارلز أمس في احتفال لم يشهد له مثيل منذ 70 عاماً، بينما فشلت القوى السياسية في محاولة القيام بعملية قيصرية، لاستيلاد رئيس للشهر السابع. فبعد أن أكدت القوى الاقليمية أن المشكلة لبنانية، وحلها يجب أن يكون لبنانياً، يبدو أن القوى السياسية تطمح إلى ولادة في الشهر التاسع، بحيث وضعت لنفسها موعداً في منتصف تموز لانتخاب رئيس للجمهورية، بما يبدو أنها ولادة من الخاصرة. وإن مرّ الموعد ولم ينجز الاستحقاق، فقد يبدأ الجسد اللبناني بمرحلة الموت الأخير.
الأسبوع الأخير من الشهر السادس لسلطة الفراغ كان حافلاً بالجولات والمبادرات، وقد استكمل سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري جولته بزيارة كليمنصو، وأكد خلالها أن الحلول المستدامة تأتي من داخل لبنان وليس من خارجه، مشدداً على ثوابت المملكة بضرورة ملء الشغور الرئاسي والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى أن لا فيتو على أي مرشح وليس للمملكة مرشح خاص، وأنها تحترم خيارات اللبنانيين. وكرر أن الانتخابات شأن سيادي لبناني داخلي، كما نقل دعوة المملكة إلى التوافق بين اللبنانيين. وفيما لم يعرف بعد إن كانت الجولة ستتضمن زعيم بنشعي أم لا، أكدت المعلومات أنها ستشمل اليرزة، وعند إعلان اختتام الجولة، يمكن عندها بناء المعطيات.
وبينما غابت امس أي زيارة أو تحرك لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، كان النائب غسان سكاف يحل ضيفاً على السفارة السعودية، حيث التقى السفير بخاري، وشدد على وجوب “أن نستغل فرصة الهدوء الاقليمي بعد الاتفاق السعودي – الايراني من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولكن لا نريد أن يفرض علينا هذا الاتفاق رئيساً على قاعدة الربح والخسارة”. كما التقى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في منزله، حيث دعا من سمّاهم “معرقلي إنجاز الاستتحقاق إلى تليين المواقف والتخفيف من الشروط والتحلي بقليل من التواضع والكثير من المسؤولية”.
إقليمياً كما محلياً، تحتل المملكة العربية السعودية المشهد، ولكن يبدو أن الملفات الاقليمية، أسهل عليها من التعقيدات اللبنانية، وهي تكرّس نفسها لاعباً أساسياً في المنطقة. الديبلوماسية السعودية تعمل على ملفين شديدي الأهمية، الأول، الاقتتال السوداني، بحيث بدأت مفاوضات أمس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، برعاية الرياض، في مبادرة أتت بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الأميركية، ما يدل على أن العلاقة الوثيقة للبلدين، لم يهزها اتفاق بكين، الأمر الذي يظهر قدرة السعودية على اللعب بعصا العملاقين الأميركي والصيني من دون خسارة أحدهما.
أما الملف الثاني فهو عودة سوريا إلى الحضن العربي، اذ أكد المتحدث باسم جامعة الدول العربية جمال رشدي أن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية اليوم سيبحث في عودة سوريا، وأن اتخاذ قرار ايجابي في هذا الاطار وارد، بل محتمل جداً.
إتمام هذين الملفين، سيحقق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ما يطمح إليه، وذلك بتحويل بلاده عبر الديبلوماسية الناجحة الى اللاعب الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، منطقة تتجه نحو تبريد الجبهات السياسية والعسكرية.
لبنان الكبير