هل من خلاف بين وليد جنبلاط ونجله تيمور… وهل يطرح “التقدمي” أسماء جديدة ؟
بعد مرور قرابة ستة أشهر من عمر اللبنانيين في دوامة الفراغ القاتل لا تزال الأوضاع على حالها، فلا حلحلة داخلية من دون الرجوع الى التسوية الاقليمية المنتظرة وكلمة السرّ التي ستعمم على كل الكتل النيابية. واحتلت باريس في الأسبوعين الماضيين محور اللقاءات والاتصالات، وكان الملف الرئاسي الطبق الرئيس على طاولتها مع العلم أن الكثير من اللبنانيين والمسؤولين معارضون لنهج الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من جهة، وإدارته من جهة أخرى، بحيث بات البلد منقسماً الى قسمين، الأول رافض لمرشح محور الممانعة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، والثاني مصر على تسميته متذرعاً بأنه المرشح الأقوى بين المرشحين الآخرين.
أمام هذا الواقع المنقسم والمتشرذم، وصفت مصادر الحزب “التقدمي الاشتراكي” ما يحدث بـ “السوادوية القاتلة”، معتبرةً في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “أمد الفراغ سيطول أكثر ولا مرشح جدي حتى هذه اللحظة ينهي الشغور الرئاسي، ولن نقوم بطرح أي اسم جديد ولا حتى سلّة الأسماء التي سبق وتقدمنا بها لأن ليس هناك تجاوب من الأطراف الأخرى”.
وحول استئناف حركة “التقدمي” بعد انتهاء عطلة الأعياد، أكدت هذه المصادر أن “مقاربتنا وحركة اتصالاتنا المعلنة أو الخفية لم تتوقف، لكن زخم الحركة الماضية لم يعد بالقوة نفسها، فلا زيارات خارجية قريبة لوفود من اللقاء الديموقراطي في القريب العاجل الى فرنسا أو المملكة العربية السعودية، مع العلم أن السفير السعودي وليد بخاري سيلتقي وليد جنبلاط لعرض آخر تطورات اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحيث لن يتغير الموقف السعودي أو يتبدل في مقاربته للاستحقاق الرئاسي، ونحن ملتزمون بهذا الموقف أكثر من أي فريق آخر”.
أما عن موقف فرنسا الواقعة بين نارين، الأولى التمسك بدعم فرنجية والثانية تأكيد البيان الذي صدر عن الخارجية الفرنسية أن ليس لباريس مرشح في لبنان، فأوضحت المصادر أن “هذا البيان ليس سوى للتخفيف من وطأة الاندفاع نحو فرنجية عبر وسائل الاعلام خصوصاً بعد فشل المقايضة الفرنسية الأخيرة والمتعلقة بفرنجية مقابل القاضي نواف سلام”، لافتة الى أن “حظوظ نواف سلام لم تعد كما كانت عليه في السابق ويبدو أن هناك اتجاهاً نحو رئيس الحكومة السابق تمام سلام”.
وأشارت المصادر الى أن “النائب ميشال الدويهي يحاول إقناع نواب التغيير بالسير في اتجاه التصويت للخبير الدستوري والنائب السابق صلاح حنين، وهناك تواصل بين مكونات المعارضة ولا يمكننا القول انها اتفقت بصورة نهائية على المرشح فوضعيتها صعبة وغير متماسكة على عكس الفرقاء الآخرين”.
وبعدما برز جو سلبي يتعلق بوجود خلاف بين رئيس “التقدمي” وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور، نفت هذه المصادر كل ما يجري تداوله جملةً وتفصيلاً، مشددة على “عدم وجود أي خلاف بين البيكين خصوصاً في الموقف من مقاربة الملف الرئاسي، ولم يصدر عن جنبلاط في أي لحظة أنه مع التصويت لفرنجية، وتيمور جنبلاط قدره أن يكون الوريث الشرعي لدار المختارة”، مستهزئةً بما يقال عن أن تيمور يفكر في الهجرة من لبنان وترك العمل السياسي والشأن العام.
وعلقت المصادر على كلام نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “لبنان أمام مرشحين واحد جدي والآخر يدعى الفراغ، فلنختر الأقرب الى الفوز بالحوار”، بالقول: “حزب الله واضح وحاسم في خياره لفرنجية ويدعو الآخرين الى الذهاب نحو هذا الخيار، فمنطق التفاهم والحوار أسلم من التهويل بالفراغ الرئاسي، وهذا المنحى في طرح الأمور يعقد المسألة أكثر من حلها”. ورأت أن “هناك حملة ممنهجة من الثنائي الشيعي للسير قدماً نحو فرنجية وأسهمه الرئاسية لم ترتفع بعد على عكس ما يتداوله فريق معين”.
آية المصري- لبنان الكبير