هذه معادلة الحزب الرئاسيّة… فهل تهبّ رياح التسويات على «هوا بنشعي»؟؟

بخطاب رئاسي بامتياز، أتى على شكل تصريح، بعد زيارة الى رأس الكنيسة المارونية، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، خرج رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الثلاثاء، فأعلن في أول تصريح له بعد دخول اسمه كمرشح رئاسي جدي، العناوين العريضة التي ستشكل برنامج عمله في حال حالفته الظروف ووصل الى قصر بعبدا.

فاجأ فرنجية كثر ظنوا أن الرجل سينسحب بهذه السهولة من السباق الرئاسي، فبدأ الاخير، وهو يتحدث من على منبر بكركي، مبديا حرصه على إعطاء التطمينات نفسها التي سبق وأودعها في الاروقة الباريسية، ولاسيما تجاه الملفات الاكثر حساسية وأبرزها العلاقة مع السعودية ومع الرئيس السوري كما النزوح السوري والاستراتيجية الدفاعية وصندوق النقد الدولي وغيرها.

المستمع لرئيس تيار المردة، الذي غاب عن الاعلام منذ فترة، وأُخِذ عليه أنه لم يخرج ليعلن ترشيحه بنفسه بل رشّحه الثنائي الشيعي بعدما اعلنها صراحة رئيس مجلس النواب وبعده أمين عام حزب الله، يظن لوهلة أن الرجل الذي تحدث بثقة تامة وكأنه الرئيس المقبل، نال موافقة السعودية على ترشيحه او بالاحرى نال «عدم الرفض السعودي» للمبادرة الفرنسية القائلة بثنائية فرنجية نواف سلام والتي تحولت اليوم بحسب اكثر من مصدر متابع لثنائية فرنجية تمام سلام،فهل فعلا رفع الفيتو السعودي عن سليمان فرنجية ولاسيما ان الاخير قال من بكركي انه لم يسمع فيتو سعوديا على اسمه؟

مصادر متابعة للملف الرئاسي اللبناني أكدت، ردا على هذا السؤال، عبر الديار أن ما فهمه البعض من أن كلام فرنجية يشير الى تبديل بالموقف السعودي، غير صحيح، وتكشف المصادر بان فرنجية نجح «بزكزكة» البعض عبر كلامه العلني فأوحى وكأن الامور سارية سعوديا عبر التسوية التي حكي عنها، علما أن المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية حرصت امس على التأكيد الا مرشحا رئاسيا مفضلا لدى باريس ولو أن كل الاجواء تؤكد ان فرنسا لا تزال تعمل لايصال فرنجية والكلام الفرنسي الصادر ليس الا كلاما دبلوماسيا على حد تعبير مصدر متابع.

المصادر التي اعتبرت ان الجملة الاساسية بتصريح فرنجية هي تلك المتعلقة «بان التسوية قادمة والتي ارفقها بتحذير موجه للمسيحيين بعدم البقاء خارجها وتكرار تجربة الـ1989، كأنه يقول «أنا جزء من التسوية القادمة فلحقوا حالكن»، أشارت الى ان حراك فرنجية لم يأت نتيجة تطمينات فرنسية حصل عليها ونجحت بفتح كوة بجدار الموقف السعودي المتصلب تجاه وصول فرنجية، إنما كلامه هذا وخروجه الى الاعلام اتى بعد نصيحة اسداها له حزب الله كما فرنسا حيث سمع فرنجية كلاما مفاده أنه يجب إسماع الداخل اللبناني بالتطمينات التي تحدث عنها امام الفرنسيين وتوضيح وجهة نظره علنا، فلبى فرنجية واختار بكركي التي تعتبر ممرا الزاميا للرئاسة المارونية.

أما في ما يتعلق بالبطريرك الراعي المعروفة مواقفه والتي لا تتمسك بشخص معين، فالاكيد انه لا يميل لسليمان فرنجية، لكن اوساطا متابعة لجو اللقاء، تشير الى ان البطريرك الراعي لا يمانع وصول فرنجية اذا تم الاتفاق على اسمه وهو كان ابلغ حزب الله أن من لديه فرصة للوصول لا يقف ضده وقال ما مفاده :» اذا استطتعم الإتيان بفرنجية فافعلوا».

وتذكّر المصادر بأن اسم سليمان فرنجية كان مدرجا اصلا في لائحة الأسماء التي أرسلت لمختلف الفرقاء ومن بينهم حزب الله بعد الجولة التي قام بها المطران نجم على المعنيين.

وفيما حكي ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لمس تبدلا بالموقف السعودي الذي كان لا يزال يرفض فرنجية رئيسا، جزمت مصادر التقدمي الاشتراكي عبر الديار بان كل ما قيل غير دقيق، وأشارت المصادر الاشتراكية الى أن لا تبديل حتى الساعة بموقف المملكة الرافض للمواصفات التي تنطبق على فرنجية ولاسيما لجهة اعتباره مرشح محور الممانعة او 8 أذار وبالتالي مرشح حزب الله.

هذا الموقف السعودي الذي يتشدد برفض وصول فرنجية، من دون أن يسميه بالاسم، يدركه تماما حزب الله الذي يبدو أنه حتى اللحظة وعلى عكس ما قيل، لم يلمس هو أيضا تبديلا حقيقيا بموقف المملكة، ولو أنه متأكد من ان الجو ليس مقفلا تماما.

وفي هذا الاطار، تكشف أوساط مطلعة على جو 8 اذار، ان حزب الله كما الرئيس بري يراهنان على ان التسوية الاقليمية ستشمل بمكان ما وتوقيت ما لبنان والتعويل راهنا هو على مشروع اللقاء الخماسي الذي سيعقد في الرياض.

وفيما يؤكد مصدر مطلع على جو حزب الله للديار ردا على سؤال عما اذا كان الاتجاه هو لرئيس وسطي اذا ما اصر الفريق المسيحي على رفض انتخاب فرنجية، واذا لم تجر رياح التسويات كما تشتهي سفنه الثنائي، ان» لا وسطيا».

ويقول : «يا سليمان يا سليمان»، علما ان معلومات الديار من مصادر مطلعة تفيد بان حزب الله لم يخرج من حساباته امكان الذهاب للخطة «ب» والتي ستعيد فتح قنوات التواصل مع التيار الوطني الحر على اسم مقبول لدى الجميع حتى أن البعض كشف عن كلام لبعض الاطراف مع السفير فريد الخازن.

ليبقى السؤال: هل تهبّ رياح التسويات على «هوا بنشعي»؟ أو تطيح بآمال فرنجية بالوصول الى كرسي بعبدا؟

الديار

مقالات ذات صلة