إطلالة بهاء الحريري بمأدبة إفطار: وعود فارغة وسياسة بال «ريموت كونترول»!
تشهد الساحة السياسية في عكار جمودا ملحوظا منذ زمن، خاصة حين ســادت لعبة الدولار مع انهيار الليرة اللبنانية، وتفاقم الازمات المعيشية والاقتصادية، وتسلل الفقر والجوع الى معظم العائلات التي تعاني من تدني القيمة الشرائية لرواتبها، وانعدام فرص العمل، وتداعيات الانهيار في مؤسسات الدولة الخدماتية … فتراجعت الحركة السياسية في عكار بمختلف اتجاهاتها ووجوهها، سواء النيابي منها او الحزبي او الاجتماعي …
وعلى غير عادة، تراجعت الانشطة الرمضانية التي كانت تعم عكار، ومنها مآدب الافطار التي كانت تنشط في شهر رمضان، وتكاد تنحصر في بضعة مآدب ذات اهداف خيرية …
وسط هذا الجمود، برزت مأدبة الافطار التي وقف خلفها رجل الاعمال بهاء الحريري، عبر شخصيات بلدية سبق له أن استدعاها الى قبرص والتقى بها، في سياق تحضيره لولوج الحياة السياسية اللبنانية، مستهدفا البيئة السنية في عكاروطرابلس والمنية والضنية، وهي البيئات التي سبق لها أن شكلت ركيزة الحشود الشعبية لشقيقه الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ..
استهداف بهاء الحريري للشمال بدأ من عكار، وعلى غرار وعود سعد الحريري للعكاريين، يطل بهاء الحريري عبر شاشة «زوم» على المدعوين بوعود اخرى، وهي الاطلالة الثانية له على العكاريين منذ سنتين، عبر «حركة سوا»، واعدا بمشاريع التنمية والنهوض بعكار والشمال، وتناثرت هذه الوعود مع تناثر اعضاء «حركة سوا» ذات التجربة الفاشلة التي لم تستطع ان تأخذ مكانها بين انصار سعد الحريري، الذين تبعثروا ايضا منذ اعتكاف الحريري وتياره عن العمل السياسي ..
لم تكن اطلالة بهاء الحريري مجدية عند العكاريين، حسب رأي الاوساط الشعبية، لان الوعود لم تعد تجوز عليهم، كما انهم ليسوا الجسور او المطية للوصول الى المواقع السياسية بالعزف على وتر الطائفة السنية ، وبحجة انها يتيمة تحتاج الى مرجعية، وفق ما قاله احد المراقبين السياسيين …
اكثر من ذلك، فادارة العمل السياسي لا يصلح بال «ريموت كونترول» عن بُعد، ومن الابراج العاجية، ولذلك كانت الدعوة لبهاء الحريري ان ينزل الى الميدان، وعبر اعمال تنموية ناهضة بالواقع العكاري والشمالي، خاصة في الظروف المعيشية والاقتصادية الخانقة، وانها المرحلة الاساس التي يمكن لبهاء الحريري ان يلجها باعمال وليس باقوال ووعود. وتتابع الاوساط، ان مأدبة أفطار هنا وهناك لن تفي بالحاجة ولن تبلسم جراح، ولن توقف انهيار الليرة وتحدّ من سعر صرف الدولار او تلغي السوق السوداء …
جهاد نافع- الديار