إسرائيل تبحث عن ردّ… بلا تصعيد ونشوب حرب واسعة مع حزب الله !
أدخلت الصواريخ التي انطلقت من لبنان باتجاه مستوطنات الجليل الغربي، مؤسسة القرار السياسي والأمني في كيان العدو في حال من الإرباك، والضغط ودفعت المنظومة الأمنية إلى إجراء تقديرات وضع استمرت وقتاً طويلاً في البحث عن القرار الواجب اتخاذه بما لا يؤدي إلى نشوب حرب واسعة مع حزب الله في لبنان. وبالتزامن، سادت حالة من الهستيريا بين مستوطني الشمال والجنوب بحسب القناة 13، في التلفزيون الإسرائيلي.
في هذه الأجواء، وبعد سلسلة مشاورات أجراها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مع الجهات الأمنية، حول إطلاق 34 صاروخاً من لبنان، بحسب جيش العدو، أكد بأن «الجدال الداخلي في إسرائيل لن يمنعنا من العمل ضد أعداء إسرائيل، في كل مكان وعند الحاجة». وأضاف أن «إسرائيل ستخرج موحدة من هذه الحادثة».
وفي محاولة للتغطية على السياسات التي يعتمدها في المسجد الأقصى، أكد نتنياهو أنه «لا يوجد أي اهتمام بتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي». ودعا إلى «تهدئة النفوس والعمل بشدة ضد المتطرفين الذين ينتهجون العنف هناك». وتوعد بأن «أعداء إسرائيل سيدفعون الثمن على كل عمل عدواني. وسيكتشفون مرة أخرى أننا في لحظات الاختبار سنكون موحدين وندعم عمليات الجيش وبقية الأجهزة الأمنية».
مع ذلك، أكدت مصادر أمنية أن إسرائيل تبذل جهودها من أجل الفصل بين الساحات وعدم الانجرار إلى تصعيد شامل، لكن بالطبع مع إعادة الردع. في السياق نفسه، دعا عضو المجلس الوزاري، يسرائيل كاتس، إلى أن يكون «الرد قاسياً، والقادة في غزة يتحملون المسؤولية عن كل ما يعنيه ذلك… وما حدث في لبنان يتطلب رداً قوياً. وإذا تصدع الردع ولو قليلاً، سنصل إلى موقف لا نستطيع أن نواجهه، وعلينا الرد وإعادة الردع».
أما عضو الكابينت السياسي – الأمني، الوزير بتسلئيل سموتريتش المتطرف، فكتب على حسابه: «في هذه اللحظات نترك كل الخلافات والاتهامات والاعتبارات السياسية ونتحد ضد أعدائنا»، مضيفاً أن إسرائيل «لن تتسامح مع الاعتداءات على مواطنيها، وسيندم أعداؤنا. الهدف المطلوب توجيه ضربة قاسية للإرهاب وإعادة الردع لإسرائيل». مع الإشارة إلى أن مواقف هذا الوزير لا تعكس بالضرورة توجهات المجلس الوزاري.
وفي موقف يكشف المخاوف والقيود التي تواجهها إسرائيل، ذكرت القناة 13، أن إسرائيل نقلت رسائل إلى الجانب الثاني عبر اليونيفيل، عبر الحكومة اللبنانية، بأن يبقى حزب الله خارج هذا الحدث، وأن لا يتدخل. وتوجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى سفراء إسرائيل في الخارج بالتوجه إلى وزارات خارجية الدول التي يتواجدون فيها والتوضيح أن إسرائيل سترد على إطلاق الصواريخ من لبنان و«ستتخذ التدابير المطلوبة من أجل الدفاع عن نفسها».
وحمّل جيش العدو الحكومة اللبنانية وحركة «حماس» الفلسطينية، مسؤولية إطلاق الصواريخ، واصفاً ذلك بالحدث الخطير. وأضاف أن «الحديث عن حدث متعدد الجبهات. لكن الفاعل الذي أطلق الصواريخ هي حركة حماس من لبنان».
وليست المرة الأولى التي تطلق فيها صواريخ الكاتيوشا من سهول جنوبي صور باتجاه فلسطين المحتلة. لكن صلية الأمس كانت الأضخم. أكثر من ثلاثين صاروخاً أطلقت على دفعات بُعيد الثانية والنصف من بعد الظهر، من سهل المعلية باتجاه مستوطنات الجليل الغربي. هديرها القوي وشهب النار التي امتدت خلفها كانت واضحة في سماء صور، حيث تمكن عشرات المواطنين من التقاط صور لها وهي تنطلق من مرابضها.
وحتى منتصف ليل أمس، لم يكن العدو الإسرائيلي قد ردّ على الضربة الصاروخية سوى بقصف مدفعي، إلّا أنه أبلغ قيادة «اليونيفيل» بأنه سيردّ على إطلاق الصواريخ، من دون أن يُحدّد الزمان والمكان. وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، فتحت قيادة العدو الملاجئ للمستوطنين، تحسباً لتدهور الوضع إلى مواجهة مع الجبهة الشمالية.
وبانتظار الرّد الإسرائيلي المُرتقب، حافظت المخيمات الفلسطينية في منطقة صور على هدوئها. وفي جولةٍ لـ«الأخبار» عليها، تبيّن أن الفصائل لم تتخذ أي إجراءات استثنائية. كما أكد مصدر مسؤول أن الصواريخ «لم يتم تبنيها من قبل أي فصيل من المقاومة الفلسطينية»، مُبيّناً أن ما صدر عن العدو من اتهامات لفصائل فلسطينية «يهدف إلى زجّ المخيمات الفلسطينية لأهداف مشبوهة وإيصال رسائل في أكثر من اتجاه».