الانتخابات الرئاسية اللبنانية نحو الخطة “ب”.. وتيمور جنبلاط لرئيس غير تقليدي!
يبدو أن الاستحقاق الرئاسي مؤجل إلى ما بعد شهر رمضان وأن الاطراف السياسية باتت ملزمة بالانتقال إلى الخطة “ب” والتفتيش عن أسماء من خارج دائرة المرشحين المطروحين وفي طليعتهم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض.
وقد عززت مواقف بعض الدول هذا التوجه التي اعتبرت أن التمسك ببعض المرشحين يعني استمرار الشغور الرئاسي وهذا أمر غير مقبول، الامر الذي يفترض إيجاد تقاطعات على أسماء مقبولة وغير استفزازية ولا تشكّل تحدياً لأي من الاطراف المتخاصمة. ويتلاقى هذا التوجه مع اقتراح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي زار العاصمة الفرنسية والتقى مسؤولين في قصر الاليزيه لعرض وجهة نظره. واللافت في هذه الزيارة هو طبيعة الوفد الاشتراكي الذي ضمّ رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط والنائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور وهم نواب في صلب الخط السيادي.
ويقول بعض العارفين لـ”القدس العربي” إن باريس بدأت تتراجع عن موضوع المقايضة بين فرنجية رئيساً للجمهورية وبين الرئيس نجيب ميقاتي أو السفير نواف سلام رئيساً للحكومة خصوصاً أن هذا الطرح لم يلقَ قبولاً لا سعودياً ولا امريكياً. وقد جاء طرح الوفد الاشتراكي ليعزّز هذا التراجع خصوصاً أن النائب تيمور جنبلاط لديه رؤية متقدمة ويعمل بوحي كلمات المعلم كمال جنبلاط: “مسْتَقْبَلُنا مِنْ صُنْعِ أيدينا… وليس قَدَراً فُرِضَ عَلَيْنا من ظالم”، وهو كشاب يريد الالتزام بما وعد به في حملته الانتخابية لجهة إكمال معركة السيادة وتثبيت عروبة لبنان وعلاقات لبنان الطبيعية بالدول العربية، ومن هنا لن يصوّت تيمور لتقليديين ويريد رئيساً منفتحاً وسيادياً، وإذا كان تيمور ماشى أباه وليد جنبلاط واقترع للرئيس نبيه بري في رئاسة المجلس النيابي إلا أنه لن يمشي في الانتخابات الرئاسية بموجب مقايضات وتسويات على الطريقة التقليدية ما يعني أن خيار سليمان فرنجية مستبعد لدى تيمور، وهو ما يلمسه “تيار المردة” أيضاً والثنائي الشيعي. وفي اعتقاد تيمور أن البلد لا يحتمل الدخول في تجربة تقليدية جديدة شبيهة بما مضى، وأنه غير مضطر للتعايش القسري مع مثل هذه التجربة على مدى 6 سنوات جديدة مع ما يمكن أن يتركه هذا الوضع من تداعيات على البلد.
وفيما كان جنبلاط والوفد المرافق يطرحون وجهة نظرهم في قصر الاليزيه كانت مساعدة وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف تجري محادثات في بيروت التي لم تكن مضطرة لشمولها في جولتها لو لم تكن تريد إيصال رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين وخصوصاً للمعطلين منهم بضرورة حسم أمرهم والذهاب نحو انتخاب رئيس على القاعدة الآتية:
“نحن مع مواصفات محددة لرئيس الجمهورية غير صدامي ولا يُنظر له كمرشح تحد وندعم لبنان ولكن لا نفرض أي اسم على اللبنانيين ولا نقبل تدخل أي دولة في موضوع فرض الاسماء على اللبنانيين في اشارة ضمنية إلى فرنسا وفي اشارة إلى المعارضة لعدم قبول أي مقايضة.
موقف الولايات المتحدة هو مشابه لموقف المملكة العربية السعودية ونحن مع رئيس أو رئيسة غير صدامي ولا يُنظر له أو لها كمرشح تحد ويكون سيادياً واصلاحياً من خارج الاصطفافات السياسية يسعى للتعاون مع صندوق النقد الدولي وإلا فأنتم ذاهبون نحو وقت خطير كما أوردت باللغة الانكليزية “You are going to a dangerous time”.
لن نعود لعلاقات طبيعية مع الرئيس السوري بشار الاسد ولسنا مستعدين لأي تطبيع”.
وتأتي هذه المعطيات لتفرمل الاندفاعة الفرنسية ولتضع مبادرتها امام حائط مسدود ولتناقض الايحاءات التي رافقت الاتفاق السعودي الايراني عن تسوية على حساب لبنان يسوّق لها فريق الممانعة ولتعيد مجاراة الموقف السعودي في لبنان بعدما ظهرت باريس وكأنها تأخذ بعين الاعتبار رأي الثنائي الشيعي وتتجاهل آراء المكوّنات اللبنانية الأخرى وفي طليعتها الكتل المسيحية الرافضة خيار فرنجية.
القدس العربي