صمت باسيل يُربك ” التيار” داخلياً: الخبايا البرتقاليّة تشير الى دعم هذا المرشح!

تبدو خبايا الكواليس الرئاسية كثيرة، في ذهن رئيس ” التيار الوطني الحر” جبران باسيل، مع إرتفاع عدد الاسماء المرشحة الى الرئاسة، وتلك التي يتم التداول بها من دون معرفة سيرتها الذاتية، او على الاقل وجود دعم سياسي لها من قبل مرجعيات بارزة، لكن هوية مَن سيصل الى المركز الاول، تبقى حتى اليوم غير معروفة، حتى ولو جرى التلميح اليها من بعيد، فالكلمة الفصل وكما جرت العادة في لبنان، هي للضوء الخارجي الذي يتفق اولاً على إسم الرئيس اللبناني، ومن ثم يتصاعد الدخان الابيض من الداخل، ليصل الرئيس المقبول من اكثرية الاطراف، ولو على ظهر تسوية جديدة سياسية كما إعتاد اللبنانيون كل ست سنوات.

وسط هذا التخبّط ، يبدو باسيل كمَن يقاتل على كل الجبهات مع غياب كليّ للحلفاء ، مما يعني انه بات وحيداً يصارع الخصوم وما اكثرهم، ولذا فضّل إلتزام الصمت منذ فترة، وتحديداً منذ زيارته الصرح البطريركي، وانفتاحه على اللقاءات مع الاقطاب المسيحيين في بكركي والتي جوبهت بالرفض من معظمهم، لذا يعمل رئيس ” التيار” على المهادنة وعدم إطلاق المواقف، حتى انه لا يفصح عما يدور رئاسياً في ذهنه، اذ لم يخبر احداً من نواب تكتل” لبنان القوي” او رفاقه في “التيار الوطني الحر” أي معلومة، او تسريب خبر عن الاجتماعات التي عقدها مع المطران انطوان بو نجم، المكلف من البطريرك بشارة الراعي بجمع الاقطاب المسيحيين، اقله على مرشح واحد، لكن لم يتحقق شيء من مطالب باسيل في هذا الاطار، الامر الذي دفعه الى التروّي والطلب من نواب ومسؤولي” التيار”، عدم الغوص بالحديث عن الاستحقاق الرئاسي، وإطلاق المواقف بشأنه، إفساحاً في المجال بإتخاذ القرار المناسب ولو بعد حين، لانّ المرحلة الحالية تتطلب السكوت، والتفكير مطوّلاً قبل إعلان أي تصريح، منعاً لحدوث ” دعسة ناقصة ” ينتج عنها تداعيات سلبية.

الى ذلك لاحظ مراقبون سياسيون بأنّ باسيل هادئ، ولم يعد ينبش الماضي الاليم مع “القوات اللبنانية”، ويذكّر بالايام السوداء التي ادت الى إحباط المسيحيين، في ظل معلومات بأنّ الاتصالات قائمة منذ ايام لجمع القيادات المسيحية الرافضة لوصول رئيس تيار ” المردة ” سليمان فرنجية الى الرئاسة، ولو من خلال فتح قنوات الاتصالات الهاتفية ليس اكثر، لإتخاذ موقف موّحد ضمن مقولة ” جمعتهم المصيبة “، مع إشارة المراقبين الى انّ فرنجية غير مطمئن لهذه المحاولة، ولذا تراجع منذ إعلان عودة العلاقات السعودية – الايرانية عن فكرة إعلان ترشحه رسمياً ، خلال مقابلة متلفزة او مؤتمر صحافي، كما انّ معرفته بالاتصالات القائمة الهادفة الى رفضه، جعلته يتراجع ايضاً.

في السياق ترى مصادر معارضة، انّ باسيل يشعر بالوحدة اليوم اكثر من أي وقت مضى، لانه بات متروكاً في حقبة شديدة الخطورة تتطلّب الوقوف الى جانبه، في توقيت صعب يحتاج الى وحدة المسيحيين والاحزاب الفاعلة، لذا كان من الافضل لو تنبّه رئيس ” التيار” الى وجود افرقاء مسيحيين من مختلف الاحزاب، لهم وجودهم وتاريخهم، اذ لا يمكن لأحد إختصار المسيحيين بشخصه، او بتنصيب نفسه كوصيّ عليهم.

وتشير المصادر نفسها الى انّ غلطة باسيل في هذا الاطار بألف، وكان عليه الإستعانة بالديبلوماسية السياسية منذ اليوم الاول لدخوله المعترك السياسي، وخصوصاً حين تولى المهمات الوزارية بصورة خاصة، لكنه لم يترك للصلح أي مطرح، وهذا هو الخطاً الاكبر على الرغم من انه شغل منصب وزير خارجية لبنان لفترة طويلة، وكشفت انّ باسيل وضع إسم الوزير السابق جهاد أزعور كمرشح صديق الى الرئاسة، وحاول إبرازه كوسطي مقبول من اغلبية الاطراف، لان لا فيتو عليه من مجملهم كما قال، ولم يطرح أي مرشح من تكتل ” لبنان القوي”، لانه هو الاحق أي باسيل، وفق ما يقول، وطالما حظوظه معدومة فلا داعي لتسمية احد من التكتل.

صونيا رزق- الديار

مقالات ذات صلة