ما التحذيرات الأولية لإصابة بورم دماغي؟

يقول مراهق مهووس برياضة اللياقة البدنية “كروس فت” CrossFit ويعيش مع ورم دماغي غير قابل للاستئصال الجراحي إن “صدع حادة” كانت أول علامة على مرضه.

صدم روب بيشان، المهووس بالياقة البدنية، البالغ من العمر 19 سنة، وهو عامل بناء من فورس في اسكتلندا، عندما أخبره الأطباء أنه لم يبق أمامه سوى ستة إلى تسعة أشهر للعيش بعد تشخيص إصابته بورم دماغي غير قابل للجراحة – وهو الورم الدبقي الجذعي الداخلي المنتشر diffuse intrinsic pontine glioma – في عمر 17 سنة فقط في يناير (كانون الثاني) 2020.

بعد إجراء الخزعة في فبراير (شباط) 2020، تحسنت توقعات روب بشكل كبير، ولكن بعد ستة أسابيع من العلاج الإشعاعي خمس مرات في اليوم، بدأت هيئته البدنية والصحية في التدهور عندما اكتسب 25 كلغ في ستة أسابيع إلى جانب التأثيرات الجانبية الأخرى بسبب استخدام “استيرويد”.

لذا، جنباً إلى جنب صديقته جودي، 20 سنة، بدأ روب في ممارسة رياضة “كروس فت” في المنزل، حيث أعاد إحياء شغفه باللياقة البدنية وعمل على تحسين صحته العقلية.

من خلال المشاركة في “قاوم السرطان” Battle Cancer، وهو حدث يستخدم تحديات اللياقة البدنية لجمع الأموال للجمعيات الخيرية لمكافحة السرطان، يريد روب الآن استخدام حملتهم الحالية “هل أنت واحد منا” Are you one of us لتسليط الضوء على القصص الإيجابية للأشخاص المصابين بالسرطان.

قال روب، “ليس الأمر كله كئيباً. لقد مررت بأسوأ عام في حياتي ثم أفضل عامين في حياتي. عادة، نسمع كثيراً عن مدى فظاعة السرطان، لقد سمعنا ذلك مرات عديدة. نحن نعرف ذلك. ما نريد أن نراه هو كيف نحيا حياة طيبة. سأعيش دائماً مع السرطان ولن أعيش حياة رهيبة”.

منذ أن أصبح مهووساً برياضة “كروس فت” في عمر 12 سنة، أحب روب قضاء الوقت في التمرين، ولكن عندما بدأ يعاني الصدع أثناء التدريبات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 عندما كان في 17 من عمره، أدرك أن شيئاً ليس على ما يرام.

وأوضح روب، “بدأت أصاب بحالات صداع تعميني وتجعل رؤيتي ضبابية. كنت محظوظاً جداً. ذهبت إلى الأطباء، ولم يتمكنوا من العثور على أي شيء، ونصحوني بالذهاب إلى طبيب العيون. لكن طبيب العيون قال إنه لا يوجد شيء، لذلك عدت إلى الطبيب الذي أحالني إلى قسم الأعصاب في مستشفى أبردين الملكي”.

اكتشف الأطباء بسرعة ورماً في المخ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي في كانون الثاني (يناير) 2020، وأخبروا المراهق أن لديه ستة إلى تسعة أشهر فقط للعيش، وشخصوا حاله في البداية بورم دبقي داخلي منتشر.

قال “بصراحة لم تكن لدي أية فكرة عن وجود مشكلة ما. كنت في حال صدمة، صدمة لا تصدق. قالوا لي إن لدي ستة إلى تسعة أشهر للعيش”.

وأضاف “قالوا إذا كان العلاج الإشعاعي فعالاً بما فيه الكفاية، فسيكون لديك عامين كحد أقصى”.

في فبراير 2020، خضع روب لجراحة لأخذ خزعة في مستشفى إدنبره الملكي على أمل تحسين تشخيص حاله الخطرة.

وأوضح “لقد كانت بشرى سارة”.

لقد توقعوا أن تكون درجة تفشي الورم عالية، لكن الخلايا التي حصلوا عليها كانت منخفضة درجة الانتشار. لقد حير الأمر جراح الأعصاب الذي أتعامل معه، حيث إن الورم الدبقي، في جميع الحالات، معروف بكونه سريع الانتشار.

ولفت “لا تزال الطبيعة الدقيقة لنوع الورم الذي أعانيه غير معروفة. وبسبب الخزعة فقدت كل إحساس في جانبي الأيسر، وهو أمر مخيف حقاً. كان علي أن أتعلم المشي مرة أخرى نتيجة لذلك. كما عانيت أيضاً من الرؤية المزدوجة، وهو أمر غريب حقاً ولكن لحسن الحظ تحسن ذلك بمرور الوقت”.

ومع ذلك، عندما بدأ روب مساره من المنشطات بعد العلاج الإشعاعي، شعر بأن جسده خرج عن السيطرة، وأضبح يعاني الآثار الجانبية واكتسب أكثر من 25 كلغ في ستة أسابيع.

وأوضح روب “عندما تبدأ المنشطات للمرة الأولى، فإنها تجعلك تشعر بالرضا التام. لا تشعر بالتعب أبداً ولا شيء يؤلمك على الإطلاق، مزاجك رائع. لكن كما يظهر بعد بضعة أسابيع، بدأت الآثار الجانبية في الظهور”.

وقال “كان ذلك بعد حوالى أسبوعين من علاجي الإشعاعي. لقد اكتسبت 25 كلغ في ستة أسابيع. وأصبح لدي علامات تمدد رهيبة لجلدي، وكانت بشرتي تتمزق كل يوم”.

وأضاف “لم تكن مجرد زيادة في الوزن. بل احتباس الماء أيضاً. لقد كانت معدتي صلبة. لقد كان مؤلماً للغاية. كان لدي حب شباب رهيب وكان ذلك مؤلماً أيضاً”.

لكن روب حاول التدرب بقدر ما كان قادراً على ذلك، وبدأ في إدخال “كروس فت” تدريجاً في روتينه مرة أخرى في مرآبه في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، مع التدريب الذي يمنحه التركيز الذي تشتد الحاجة إليه.

وقال روب “أثناء الإغلاق [بسبب الوباء]، بدأت في استعادة لياقتي. لدينا صالة ألعاب رياضية منزلية بها جهاز ’كروس فت‘ وتمكنت من إقناع جودي بمشاركتي أيضاً”.

وأكمل “كنت في حاجة ماسة إلى إنقاص وزني واستعادة قوتي. كنت أتدرب كل يوم لأطول فترة ممكنة. اللياقة البدنية شيء لطالما أحببته. أعتبر أن كروس فت أنقذ حياتي لأنني لا أعتقد كنت لأكون حيث أنا اليوم أو ربما لأكون على الإطلاق هنا من دونها”.

وأشار “لقد منحتني التركيز وأعتقد أنني تعافيت بهذه السرعة بسبب مستوى لياقتي”.

في عام 2021، انضم روب إلى “قاوم السرطان”، وهو حدث لجمع تبرعات للياقة البدنية يحتفي بالمصابين بالسرطان ويساعد في تمكينهم.

تقوم “قاوم السرطان”، التي تنظم أنشطة في جميع أنحاء العالم، بجمع الأموال للجمعيات الخيرية لمكافحة السرطان من خلال تحدي فرق مكونة من أربعة أفراد للقيام بخمس تدريبات مكثفة لمدة 10 دقائق.

قال روب: “في نهاية عام 2020، رشحني أخي لجائزة ’مهما تطلب الأمر، جائزة العقل يتفوق على الجسد‘ Whatever It Takes (WIT) ،Mind Over Matter”.

وأضاف “الشخص الذي قدمها كان سكوت بريتون، صاحب ’قاوم السرطان‘. لقد اقترح في الواقع أن آتي إلى حملة لجمع التبرعات. لقد كان أمراً لا يصدق على الإطلاق. لقد أحببت ذلك. كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها بشخص آخر مصاب بورم في المخ. وكان يبدي حسناً [في صراعه للمرض] أيضاً”.

وأكمل “الألم الذي عانيت منه أنا وجودي وعائلتي في تلك التدريبات لم يكن شيئاً مقارنة بما مررنا به في العام السابق. كنا نحارب شيئاً ما معاً. كان من الجيد نوعاً ما الاحتفال بالمعاناة التي مررنا بها”.

واليوم روب هو وجه حملة “هل أنت واحد منا؟” التي تنظم أثناء حدث “قاوم السرطان”، حيث يسلط الضوء على أولئك الذين عانوا السرطان كأبطال وليسوا ضحايا.

وقال “الورم الذي أعاني منه مستقر الآن، أجري 6 فحوص شهرية. أحاول أن أرى الأمور الإيجابية في كل شيء. حدث لي شيء فظيع، لكنني ما زلت سأبذل قصارى جهدي وألهم أكبر عدد ممكن من الناس”.

وختم “أريد أن أظهر للناس أنه لا يزال بإمكانك ممارسة اللياقة البدنية. ما دمت أنا أزاول ممارسة اللياقة البدنية، فيمكنهم ذلك أيضاً. السرطان لا يعني دائماً نهاية حياتك، إنه يعني فقط بداية طريق جديد”.

اندبندنت

مقالات ذات صلة