صيغة مقدمة للسعوديين: فرنجية رئيساً بضمانات ونواف سلام رئيساً لحكومة إصلاحات

رغم الانطباع السائد لدى الدول المهتمة بالملف اللبناني، وفي طليعتها فرنسا وأميركا، بأن الاهتمام السعودي الأول هو تهدئة جبهة اليمن حيث لا واشنطن ولا فرنسا تمكنتا من العمل على هذا الصعيد، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارته باريس الأسبوع الماضي باتريك دوريل، المستشار الرئاسي الفرنسي المسؤول عن ملف الشرق الأوسط، والمتابع الدائم للملف اللبناني بتعليمات من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي ما زال يبحث عن إيجاد حل لإخراج لبنان من الأزمة والفراغ.

وكان الوزير السعودي قد دعا من باريس إلى تقارب لبناني- لبناني من أجل ملء الفراغ الرئاسي، وأيضاً القيام بالإصلاحات. وذلك على هامش لقائه نظيرته الفرنسية كاترين كولونا لإبلاغها الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية.

التفكير الفرنسي حالياً، كما عرضته السفيرة الفرنسية آن غريو على بعض القيادات اللبنانية، هو صيغة على أساس حكومة يترأسها نواف سلام للقيام بالإصلاحات المطلوبة مع ضرورة انتخاب رئيس. وإذا كانت حكومة برئاسة سلام، وقائد الجيش جوزيف عون رئيساً، أمراً غير مقبول من “حزب الله” الذي أعلن ذلك، فباريس تبحث عن صيغة ربما تكون حكومة برئاسة نواف سلام مع سليمان فرنجية رئيساً، ولكن بضمانات من فرنجية بألّا يستخدم الثلث المعطل لتعطيل عمل سلام والإصلاحات، أو الإسراع بزيارة دمشق من دون موافقة الأطراف التي تعارض ذلك، والعمل على دفع الإصلاحات التي قد يقوم بها سلام من دون تعطيله، وإلا فلن تدوم حكومة سلام طويلاً.

وهذا التفكير حول ضمانات يعطيها فرنجية قُدّم له. ولكن حتى الآن ما زالت السعودية ترفض مبدأ انتخاب فرنجية كونه تابعاً لـ”حزب الله” وباريس لن تعارض السعودية، ولكن التفكير السائد لدى باريس أنه ربما بعد الاتفاق بين السعودية وإيران عبر الصين، بإمكان السعودية أن تفاوض إيران على أن يعطي فرنجية هذه الضمانات كي تخرج هذه الصيغة مع سلام على رأس حكومة بإمكانها أن تحكم وفرنجية، مع ضمانات بأنه لن يعطل الحكومة.

وتعتقد باريس أن بإمكان السعودية أن تقوم بتعبئة لدى بعض النواب المسيحيين الذين لها مونة عليهم وبعض أصوات السنّة لإعطاء فرنجية غطاءً مسيحياً أكبر، مع دعم سنّي إذا أعطى الضمانات المطلوبة. حتى الآن ترفض السعودية هذه الصيغة، ولكن التفكير الفرنسي هو أنه إذا كان قائد الجيش جوزيف عون مرفوضاً من جانب فكيف يتم انتخابه؟ وكذلك المسؤول في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور. وترى باريس أن صيغة نواف سلام مع سليمان فرنجية مع ضمانات أكيدة هي الحل للفراغ، ووحدها المفاوضات السعودية الإيرانية بإمكانها التوصل إلى مثل هذه الضمانات، ولكن باريس لن تفعل شيئاً إذا لم توافق عليه السعودية، لأنها شريكة أساسية لفرنسا وللتعاون في لبنان. إلى ذلك، هناك موعد قادم للقاء سعودي أميركي حول لبنان بطلب من الجانب السعودي.

رندة تقي الدين

مقالات ذات صلة