هل تخلّى الثنائي عن مرشح التحدّي؟
بغض النظر عن تأكيد حزب الله على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم امس ان الحزب لم يتبن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لـ”حرقه”، وهو موقفٌ من الطبيعي والبديهي ان ينطق به، لفت موقفٌ للحزب أتى غداة الاعلان عن الاتفاق السعودي – الايراني، اعلنه عضو المجلس المركزي في حزب الله، نبيل قاووق، الاثنين، وأعلن فيه أنّ “حزب الله وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحلّ الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيداً من الفيتوات والمواصفات الخارجية، أما وصول رئيس للتحدّي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدّث عن الحاضر والمستقبل”.
هذا الكلام، استوقف مصادر سياسية معارضة، قالت عبر “المركزية” إن الحزب بدا فيه يعلن ان مرشحه فرنجية، بات من الماضي. الا اذا كانت الضاحية تعتبره مرشحا “توافقيا”، علما ان القوى السياسية المعارِضة للحزب، أعلنت بوضوح، قبل موقف الحزب تبني فرنجية في العلن، وبعده، انها لا يمكن ان تسير به.
في الموازاة، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يتحدث عن مزايا فرنجية التي تخوّله قيادة البلاد في هذه المرحلة، مذكرا انه نال في السابق ترحيبا اميركيا وخارجيا وانه من الزعماء الموارنة الاربعة.. فقال “اريد ان اسأل من هو سليمان فرنجية الم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ الم يرشحه السفير ديفيد هيل ؟ الم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحا ؟ واسمحوا لي ان أتحدث كماروني انا لي حصه بالموارنة انا لبناني ، الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك الى كل لبنان وفرنجية ابن هذا الشمال”. واضاف “في الانتخابات السابقة الم تلتقي القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومها تم التوافق على اربعة اسماء وأن من ينتخب من بين هؤلاء الاربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين ؟ الم يكن سليمان فرنجية احد هؤلاء الاربعة ؟”. واضاف “نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية انا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل ازمة النازحين لاننا اذا كنا سنعتمد على الاوروبيين والاميركيين فهم غير مكترثين لهذا الموضوع ، نريد رئيسا قادرا على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية ، رئيسا مؤمنا باتفاق الطائف وانطلاقا من كل ذلك رشحنا الاستاذ سليمان فرنجية”.
البارز هو ان مواقف بري هذه أتت عقب استقباله في عين التينة السفير السعودي وليد البخاري، وقد بدا فيها كأنه منزعج من الرفض الداخلي لكن ايضا الخارجي المستمر، لفرنجية، فأراد تعدادَ نقاط قوّته ساعيا الى تسويقه ورفع حظوظه.
عليه، وفي ضوء كلام قاووق عن انتهاء مرحلة مرشحي التحدي، من جهة، وإدراك بري ان الموقف السعودي من فرنجية لا يزال هو هو رغم اتفاق بكين، من جهة ثانية.. هل يمكن القول ان الثنائي الشيعي قرر فتح الباب امام التفاوض الجدي على مرشح جديد يكون فعلا قادرا على تحقيق إجماع سياسي – نيابي؟