الدولار بمئة ألف… من يسبق التسوية ام الفوضى؟

المرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان قد تكون من اخطر المراحل، فمن يسبق : التسوية ام الانهيار؟ وفي المعلومات المؤكدة، ان هامش الحلول بدا يضيق ولا قدرة لمصرف لبنان على التدخل في موضوع ارتفاع الدولار الجنوني، ومن المتوقع وصوله اخر الشهر الى ١٣٠ الف ليرة، كما تعاني المصارف من ازمة سيولة وانتشار معلومات عن افلاس بعضها بالتزامن مع اجراءات قضائية دفعتها للعودة الى الاضراب المفتوح بدءا من نهار امس حتى نهار الاثنين، مقابل عجز رئيس الحكومة والسلطة القضائية الاولى عن تجميد الاجراءات بحق بعض المصارف .

التحقيق مع رياض سلامة
ومن المتوقع مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على خلفية الاتهام الموجه له من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش، باختلاس وتبييض اموال مع شقيقه رجا وماريان حويك، وسيحضر التحقيق القاضية الفرنسية اودي بيسي مع وفد قضائي اوروبي، وعلم ان التحقيقات لن تشمل سلامة فقط بل ستطال في المرحلة القادمة شخصيات اخرى، وسيتولى التحقيقات قضاة اوروبيون.

وفي ظل الاستعصاء الداخلي، تجمع معلومات المحللين الاقتصاديين على صعوبة المرحلة في الاشهر القادمة، وارتفاع معاناة الناس بعد «دولرة» الاسعار في قطاعات المحروقات والادوية والطحين ومولدات الكهرباء والمواد التموينية والاستشفائية وكل مقومات الحياة، وهذا ما ادى الى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين ما انعكس في استهلاك المحروقات بمعدل ١٠٠ الف صفيحة في اليوم، وتراجعا في نسب الدخول الى المستشفيات وزيارات الاطباء وشراء الادوية والمواد التموينية والالبسة والمطاعم وسيارات التاكسي، كما ساهم اضراب موظفي القطاع العام في شل كل المؤسسات، ووصلت الاضرابات الى معلمي المدارس الخاصة والشركات الكبرى التي تلجا يوميا الى عمليات الصرف بحق الموظفين، واللافت ان وزارة الصحة السورية سجلت ارتفاعا ملحوظا في نسب اللبنانيين الذين اجروا عمليات جراحية في مستشفيات دمشق بسبب الفوارق الكبيرة في الاسعار ومن كل المناطق اللبنانية، كما تساهلت السلطات السورية مع ركاب سائقي التاكسي المغادرين من دمشق الى بيروت الذين ينقلون معهم كميات كبيرة من الادوية على اختلافها وتحديدا المتعلقة بالامراض المزمنة بسبب الفوارق في الاسعار.

في ظل الواقع الماساوي الامور الى اين؟ وهل ستبقى الساحة للسوق السوداء؟ ومن يسبق التسوية الكبرى ام الانهيار الحتمي والفوضى والدماء والدموع، والناس «حبلت» والانفجار على بعد «سنتميترات» فقط.

الديار

مقالات ذات صلة