هل وافقت السعودية على فرنجية؟
كسائر زملائه من دبلوماسيي “خماسية باريس”، وقد تعذرت مشاركته شخصيا في زياراتهم الجماعية للمسؤولين لوضعهم في اجواء مداولات الاجتماع الفرنسي، بدأ سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري جولة دبلوماسية-سياسية استهلها من بكركي، نسبة للأهمية التي توليها الرياض للصرح البطريركي لا سيما في استحقاق رئاسة الجمهورية.
حرص الدبلوماسي الّلبق على إشاعة جو تفاؤلي جدا،ابان زيارة على مدى ساعة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لم يدل بعدها بتصريح. الا ان ما لم يقله بلسانه نقله عنه المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض فأكد “دعم المملكة للبنان والتزامه بدعم خريطة الانقاذ ومبادرات الدول لخلق شبكة أمان، وضرورة الخروج بحل لموضوع رئاسة الجمهورية، مشددا على ان المملكة لا تدخل في الاسماء انما مع رئيس انقاذي غير متورط بقضايا فساد مالي وسياسي…وكان توافق بين بكركي والمملكة على المواصفات التي يجب ان يتحلى بها رئيس الجمهورية”.
تعددت القراءات وتنوعت التكهنات في خلفية تفاؤل بخاري. منهم من ربطها بإعلان الثنائي الشيعي تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية توازيا مع الحديث عن عدم معارضة المملكة انتخابه، وثمة من رأى فيه اتفاقا خارجيا وداخليا على شخصية ثالثة خارج اطار فرنجية- معوض، فيما ذهب آخرون الى اعتباره نابعا من بلوغ نقطة التوافق على معادلة فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة، خصوصا ان اكثر من سياسي تحدث في اعقاب اعلان نصرالله تبني ترشيح فرنجية عن قرب نضوج “ثمرة” الرئاسة وموعد قطافها. الا ان اوساطا دبلوماسية تنقل عبر “المركزية” موقفا واضحا عن مسؤول سياسي سعودي، اكد فيه ان لا مرشح للمملكة وليست مع او ضد اي من المرشحين، وليست في وارد تعطيل مسيرة من يختاره اللبنانيون رئيسا. فالادارة السعودية ترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية على غرار دول اخرى تتدخل في الشاردة والواردة في بيروت، فيما تحدد موقفها ممن يُنتخب لقيادة مسيرة انقاذ الدولة اللبنانية بالركون الى ادائه وليس الى اي معيار آخر.
وفي معرض تفنيده لمواصفات المرشح الانقاذي الافضل، يكرر المسؤول السعودي القول “اننا نقدم النصح والعلاج وندلّ الى الدواء الشافي، واي مرشح يعمل وفق “الوصفة” هذه بما يسهم في انتشال لبنان من عمق ازماته نؤيده وندعمه. دعمنا للمشروع لا للشخص، موضحا ان ما ينقل من مواقف في شأن افضلية لمرشح على آخر من المملكة لا يمت الى الحقيقة بصلة، وجازما ان احدا في السعودية لم يبلغ اي مسؤول لبناني انه مع او ضد مرشح ما.
وتوازيا، تؤكد الأوساط الدبلوماسية اياها ان احدا من سفراء المجموعة الباريسية الخماسية لم يبلغ الرئيس بري رفض ترشيح فرنجية، كما أشيع، بمن فيهم السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وهي قالت حرفيا حينما سئلت “واذا انتخب فرنجيه؟”: سنتعامل معه ومع إي رئيس ينتخبه النواب، اذا كان مطابقا للمواصفات، ونحكم عليه استنادا الى ادائه.