كيف تمكنت «كلاب تشيرنوبل» من العيش وسط التلوث الإشعاعي؟
رغم مرور ما يقرب من 40 عاماً من الكارثة النووية في تشيرنوبل، لا تزال مئات الكلاب الضالة تعيش في المنطقة المهجورة المحيطة بأطلال محطة الطاقة الأوكرانية.
ووفقاً لموقع «بيزنس إنسايدر»، فقد أثار هذا الأمر دهشة العلماء والأشخاص حول العالم لسنوات طويلة، حيث تساءل الجميع عن كيفية قدرة هذه الكلاب على العيش في التلوث الإشعاعي الناتج عن أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
وحسب الأرقام الرسمية، فقد توفي 31 شخصاً مباشرة بعد الحادث الذي وقع في 26 أبريل (نيسان) 1986 نتيجة انهيار مفاعل محطة تشرنوبل للطاقة النووية رقم 4 واحتراقه خلال تجربة، فيما تشير التقديرات الأخرى لوفاة ما بين 4 آلاف إلى 93 ألف شخص على المدى الطويل نتيجة التعرض للإشعاع.
وأصبحت «كلاب منطقة تشيرنوبل» محور دراسة علمية جديدة نظرت في التركيب الجيني لـ302 كلباً يعيشون في مواقع مختلفة داخل وحول المنطقة المحظورة، وذلك بعد جمع عينات من دمائهم.
ووجد فريق الدراسة أن الكلاب التي تعيش داخل المنطقة المحظورة أو في المنطقة المجاورة مباشرة لها «مختلفة ومتميزة وراثياً»، عن تلك التي تعيش بعيداً عن مركز الكارثة، وأن هناك اختلاطاً بسيطاً جداً في الجينات بين المجموعتين، مما يشير إلى أنهما نادراً ما يتزاوجان من بعضهما بعضاً.
وأشار الفريق إلى أنه في حين أن هذه النتائج لا تظهر أن الإشعاع هو سبب هذه الاختلافات الجينية، إلا أنها يمكن أن تساعد في فهم الآثار طويلة المدى للتعرض للإشعاع بشكل أفضل.
وقالت عالمة الوراثة من المعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري، التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، الدكتورة إيلين أوستراندر، التي شاركت في الدراسة: «إن البحث عن التغييرات في الحمض النووي، التي ساعدت على بقاء تلك الحيوانات على قيد الحياة وسط الإشعاع لمدة 40 عاماً هو الهدف الرئيسي من الدراسة حتى نتمكن من الوصول إلى طرق تمكن البشر من حماية أنفسهم بشكل أفضل عن التعرض لأي إشعاع».
الشرق الأوسط