خطة قطع الطريق على فرنجية تتسع: «إننا لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب ساذجين»!
تتوسع خطة مقاطعة أي جلسة برلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان إذا كانت ستؤدي إلى انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية، المدعوم من «حركة أمل» و«حزب الله». فبعد تأكيد قوى مسيحية مثل حزب «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، مقاطعة جلسة كهذه، أعلن النائب عن مدينة طرابلس أشرف ريفي: «إننا لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر، لا بل سنعطله لأننا لن نسمح بأن يسجل التاريخ أننا كنا ساذجين».
ويعاني لبنان شغوراً رئاسياً منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفشل البرلمان منذ ذلك الوقت في انتخاب رئيس جديد، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة الثانية، وغياب أي توافق بين المكونات السياسية على شخصية تستطيع جمع أصوات ثلثي أعضاء البرلمان.
ويؤيد الثنائي «حزب الله» و«حركة أمل»، وصول فرنجية إلى الرئاسة، الذي يعارضه بشدة «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية»، إضافة إلى نواب معارضين لـ«حزب الله». ويحتاج أي مرشح للرئاسة للفوز بأكثرية ثلثي أصوات النواب في الجلسة الانتخابية الأولى (86 نائباً من أصل 128)، أو إلى أصوات الأكثرية في الجلسة الثانية التي يفترض أن يحضرها 86 نائباً على الأقل. وبالتالي فإن توافر النصاب القانوني، يمكن أن يوصل فرنجية للرئاسة في حال حصل على أصوات أكثرية أعضاء البرلمان (65) نائباً.
وتعد مقاطعة الجلسات أو الانسحاب منها حقاً ديمقراطياً يكفله القانون، رغم النقاشات التي تتناول الأمر من زاوية سياسية ومقاربة متصلة «بالمسؤولية الوطنية»، كما يقول البعض، في ظل الظروف التي يعاني منها لبنان، والشلل الذي يصيب السلطة التنفيذية في غياب رئيس للجمهورية؛ إذ تصرف الحكومة الأعمال في إطار ضيق ومحدود لتيسير أمور الدولة.
وبعد إعلان رئيس «القوات» سمير جعجع، عبر «الشرق الأوسط»، أنه لن يؤمن النصاب لانتخاب فرنجية، وهو قرار تلا إعلاناً مماثلاً من رئيس «الكتائب» سامي الجميل، أعلن النائب أشرف ريفي المعارض لـ«حزب الله»: «إننا لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر، لا بل سنعطله لأننا لن نسمح بأن يسجل التاريخ أننا كنا ساذجين، أو ألا يغفر لنا أبناؤنا».
وذكّر ريفي بأن «هذا الفريق عطل النصاب في الجلسات الـ11 السابقة وغادر الجلسة بعد الدورة الأولى». وأشار إلى «أننا سنعتمد أي طريقة ديمقراطية لمنع وصول أي مرشح محسوب على هذا المحور بعد أن جربناه خلال السنوات الست الماضية وأوصلنا إلى جهنم. البلد لم يعد يحتمل الغرق أكثر فأكثر، على أثر انهيار مؤسساته وقطاعاته كافة، وعملته الوطنية، إلى جانب عجز اللبنانيين عن تأمين أقل متطلبات الحياة».
وشكك ريفي «بإمكانية تأمين الفريق الآخر الـ65 صوتاً على خلاف ما يشاع»، ورأى أنه «لو استطاع ذلك لكان دعا إلى جلسة انتخابية»، مجدداً التأكيد: «إننا ثابتون على مواقفنا التي تصب في مصلحة البلد وتساهم في إخراجه من هذا الأتون من خلال رئيس إنقاذي، غير فاسد وغير منبطح أمام النظام الإيراني».
وكان ريفي التقى جعجع في مقر إقامته في معراب، وقال ريفي إن الجلسة «كانت في إطار التشاور والتنسيق مع الدكتور جعجع في ظل المرحلة الحساسة والخطرة والاستراتيجية التي يمر بها البلد»، مؤكداً «رفض أي مساومة في الملف الرئاسي؛ إذ لن نقبل سوى برئيس سيادي إنقاذي إصلاحي، كما سنرفض أي رئيس رمادي أو من الطرف الآخر، باعتبار أننا نؤمن بأن إنقاذ لبنان يتطلب رئيساً يتمتع بالمواصفات التي نتمسك بها».
وشدد على «الاستمرار في مواجهة أي مرشح تابع لمحور الممانعة احتراماً للبلد وأبنائه ومستقبله»، وقال: «لا يهول علينا أحد؛ إذ لا مصالح لدينا، بل التزام وطني وقناعة واستراتيجية». واعتبر أن «الشراكة الوطنية لا تتوقف عند العدد لأنها شراكة لبنانية تعددية ونوعية، فنحن أوقفنا العد منذ بداية عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي فإن من تناول نسبة المسيحيين في لبنان كلامه غير مقبول».
ولفت ريفي إلى أن «المشروع الإيراني بات في المقلب الآخر نحو الانهيار، ولكن نوجه تحية إلى شعبه البطل الذي ينتفض على نظام الملالي». وتوجه ريفي بالسؤال لـ«حزب الله»: «أين تأخذون الناس بعد أن فجرتم الصراع المذهبي وعيشتموهم في وهم تاريخي؟ هذه المنظومة الأيديولوجية غير مقبولة إسلامياً. ماذا استفدتم من جر الشباب وموتهم في الحرب السورية؟ هل ساهمتم في إنقاذ سوريا؟ وماذا بقي منها؟».
الشرق الاوسط