بري وضع النقاط على حروف ترشيح فرنجية… وورقة معوض ساقطة ومجرد كلام في المجالس والاعلام!
كيف تتعامل القوى السياسية والكتل النيابية مع الاستحقاق الرئاسي؟ ومن ترشح ؟ منذ ان توقفت جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بعد الجولة الحادية عشرة، واثر تحولها تدريجيا الى مهزلة ، كما وصفها الرئيس نبيه بري ، لم يطرأ اي تطور ايجابي ملموس ينقل الاستحقاق الرئاسي من مرحلة المناورة والاختبار الى مرحلة الحسم .
وصار معلوما، ان الانقسام الداخلي الحاد حول هذا الاستحقاق، يصعّب مهمة الساعين لانتخاب الرئيس ، مع العلم ان هناك جهات داخلية وخارجية هي التي تساهم في عدم تسهيل هذه المهمة، ولا تعطي حتى الآن اية اشارة ايجابية لتحقيق الهدف المنشود .
ولا يختلف اثنان على ان المرشحين الجديين المطروحين على الطاولة حتى الآن هما : سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون ، وان الحديث عن خيار ثالث هو مجرد كلام في المجالس والاعلام تتنوع اسبابه واهدافه ، طالما ان احدا من الذين يتحدثون عن مثل هذا الخيار لم يسم اسما واحدا بشكل جدي وصريح .
ويقول مصدر سياسي ان بري وضع النقاط على الحروف واكد المؤكد عندما قال ” ان مرشحنا معروف كان وما يزال وهو سليمان فرنجية”.
ويضيف المصدر ” منذ الجلسة الاولى لانتخاب الرئيس وقبلها، كان معروفا ان الثنائي الشيعي وكتلة “المردة” وعدد ملحوظ من النواب السنة يؤيدون انتخاب فرنجية، رغم عدم اعلان ترشيحه بشكل علني ، وقد وضعوا في صندوق الاقتراع ورقة بيضاء او عبارة ” لبنان الجديد” او كلمة اخرى . اما مشاركة نواب “التيار الوطني الحر” في التصويت بورقة بيضاء فكانت لاسباب اخرى تتعلق برفضه تأييد ميشال معوض او التصويت لاي اسم آخر، ورغبته في عدم فك الارتباط مع حزب الله، قبل ان يتخذ لاحقا لاسباب كثيرة معروفة، موقفا آخر تمثل بالابتعاد عن الحزب والتصويت بكلمات مرمزة، تعكس رفضه لخيار فرنجية واعتماده خيارا آخر .
واعلن التيار على لسان رئيسه جبران باسيل معارضته الصريحة انتخاب فرنجية وكذلك العماد جوزاف عون ، رافعا شعار الخيار الثالث من دون تحديد هويته ، خصوصا انه لم يخف رغبته في استمرار الرهان على تحسين ورقة ترشيحه، التي تكاد تكون معدومة الفرص والحظوظ لاسباب معروفة ، لا سيما بعد ان اثقلت بالعقوبات الاميركية عليه شخصيا .
وبرأي المصدر ان تسريب ثلاثة او اربعة اسماء من باب الحديث عن الخيار الثالث، بقي في اطار المناورة ، لان باسيل لم يطرح في لقائه الشهير مع السيد حسن نصرالله، ولاحقا مع الوفد القيادي لحزب الله اسما واحدا يندرج في هذا الخيار ، واكتفى بمعارضته لانتخاب فرنجية، وعبّر في مناسبات عديدة ايضا عن معارضته انتخاب العماد عون .
وفي المقابل ، يرى المصدر السياسي ، ان المعارضة التي تتقدمها “القوات اللبنانية” لم تطرح بعد اسم اي مرشح جدي بشكل علني، بعد سقوط ورقة ترشيح النائب ميشال معوض في الجلسة الـ١١ نهائيا ، خصوصا مع اعلان كتلة “اللقاء الديموقراطي” ، التي واظبت على التصويت له، وفي تلك الجلسة وقف هذا المسار واعتمدت الحوار لانتخاب مرشح توافقي .
ويقول المصدر ” صحيح ان سمير جعجع بقي بعد الجلسة الاخيرة حريصا على اعلان استمرار تأييد معوض ، لكنه في الوقت نفسه لم ينكر واقع ما انتهت اليه جلسات الانتخاب، مبديا رغبة في اعتماد اسم آخر يمكن ان يحصل على اصوات اضافية في وجه مرشح الطرف الآخر، مع التشديد على المواصفات التي تركز عليها ” المعارضة السيادية . وحتى الساعة، لم يطرح جعجع اسما واحدا يشكل نقطة استقطاب جدي في وجه فرنجية ، ولم يبد رغبة صريحة بتاييد العماد عون ، لا بل كان تحدث عن الحاجة لانتخابه الى تعديل دستوري يلزمه ثلثي اعضاء المجلس” .
من هنا ، فان “القوات” لم تسم حتى الآن مرشحا بديلا لورقة معوض الساقطة ، ولم تفصح عن موقفها النهائي والواضح من قائد الجيش ، وهي ليست بصدد الافصاح عن خيارها وهوية مرشحها الجدي ، وقد اكتفى جعجع منذ يومين باعلان اللجوء الى سلاح عدم تأمين النصاب في وجه انتخاب فرنجية .
واذا كان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط قد اختار اعتماد اسم يحظى بالتوافق، الا انه حرص على عدم طرح او تحديد هوية هذا المرشح . اما حديث البعض من كتلته عن رغبة غير صريحة بسلوك خيار انتخاب العماد عون ، فبقي في اطار اقرب الى التلميح . ورغم اعلانه عدم تأييد انتخاب فرنجية ، الا انه ابقى الباب مفتوحا امام هذا الخيار اذا توافرت ظروف التوافق الداخلي والخارجي عليه .
وبالنسبة لحزب “الكتائب” فان هوية المرشح البديل عن معوض يجب ان تنسجم مع المبادىء والمواصفات العمومية التي يركز عليها، مثل ان يكون “سياديا” ويحظى بثقة عربية ودولية .
وصار معلوما بعد وقائع جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ان نواب المعارضة مشتتون ، وليسوا مجتمعين على هوية واسم المرشح الرئاسي الموحد ، وبالتالي لا يشكلون كتلة واحدة ومؤثرة في الاستحقاق الرئاسي.
محمد بلوط- الديار