وضع حد للهستيريا الباسيلية والإنتحار السياسي: “عليي وعلى أعدائي”!
يستمر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في إختراع معارك سياسية وهمية تهدف الى إحداث ضجيج وتوتر يغطيان على التراجع السياسي الذي بات يُقلقه، ويعطلان كل مؤسسات الدولة على قاعدة “عليي وعلى أعدائي”.
يبدو واضحا أن باسيل يحاول إعادة تجربة عمه ميشال عون في العام 1989، لجهة ضرب مقدرات البلد تمهيدا لاسقاطه بالكامل عله يحجز مكانا له في التسوية يؤهله للسير نحو قصر بعبدا.
وبما أن اللعب بالامن ممنوع فلا يجد باسيل امامه سوى رفع السقوف السياسية والتعاطي مع الخصوم والحلفاء باسفاف سياسي دفع الجميع الى الابتعاد عنه، فضلا عن التعطيل الممنهج لكل شيء من الحكومة الى المجلس النيابي، ما يضاعف من الازمات التي ترخي بثقلها على اللبنانيين.
لا شك في ان باسيل ومعه بعض القوى المسيحية باتوا اسرى شعبوية سياسية تهدف الى إرضاء الشارع المسيحي الذي يعاني من الازمات كما سائر اللبنانيين ويفتش عن حلول لتأمين مقومات العيش الكريم وليس عن تسجيل نقاط سياسية لتيارات كانت وما تزال تستخدم وجع الناس لتحقيق مصالحها وطموحاتها وتعتبر حصولها على المكاسب انتزاعا لحقوق الطائفة.
لن ينتظر اللبنانيون طويلا حتى يشعروا بالافلاس السياسي الذي يعاني منه باسيل وينعكس عليه “هستيريا” يريد من خلالها الاطاحة بكل شيء، وهو لم يعد يمتلك سوى الصراخ السياسي والافتراءات والاتهامات ومساعي التعطيل، حيث لم يستوعب حتى الان كيف انه لم يعد ذا نفوذ، والحكومة تجتمع رغما عنه، وحلفائه ضاقوا به ذرعا وعلى وشك اسقاط ورقته، فيفتش يوميا عن كيفية إثارة الغبار السياسي تارة حول اجتماع الحكومة وتارة حول آلية إصدار المراسيم وطورا حول توقيع رئيس الحكومة، ويتباكى يوميا على دور رئيس الجمهورية الذي يمتنع هو قبل غيره عن تسهيل عملية انتخابه بفعل شهوة الحكم التي ما تزال تتملكه.
من يستمع الى تصريحات باسيل وسلوكه المتناقض يُدرك انه بات يفتقد الى الحد الادنى من التوازن السياسي، وهذا لم يعد مستغربا كونه منذ خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وهو يعيش وهم وحلم رئاسة الجمهورية ويستعد للتضحية بكل شيء لبلوغها، علما ان اعلان وفاة تفاهم مار مخايل في حال حصل من شأنه أن يُعلي صراخا من نوع آخر ناتج عن الاستفاقة من الحلم وعن خسارة عدد من نواب تكتل لبنان القوي.
يقول المنطق ان من يستطيع ان يعطي باسيل نوابا في الانتخابات بفعل “التفاهم” يستطيع ان يأخذهم منه عند سقوطه، ومن عزز حضوره منذ العام 2006 واعطاه كل اسباب القوة والنفوذ قادر على إعادته الى حجمه الطبيعي.
لذلك، لم يعد يختلف اثنان على ان افتقاد باسيل في تعاطيه مع الخصوم وما تبقى من الحلفاء لأدنى آداب التخاطب السياسي والايحاء بمحاربته الفساد الذي يتهمه كثيرون بأنه يمثل رأسه، فضلا عن إعتماده سياسه الابتزاز مع حزب الله وقاعدة “انا أو لا أحد” مع شركائه المسيحيين، و”عنزة ولو طارت” مع رئاسة الحكومة، كل ذلك سيودي به وبتياره الى الانتحار السياسي الذي بدأ بعض عقلاء التيار يشعرون بقربه ويحذرون من تداعياته ويشددون على ضرورة وضع حد للهستيريا الباسيلية!..
غسان ريفي- سفير الشمال