“الخروج الآمن”: “التران ماشي”…”إذا مش بـ 15 بـ 25”
في ظل الشلل السياسي وتلبد المناخات الرئاسية، وفي وقت تردد ان الرئيس بري يصر على عقد جلسة تشريعية قد تحصل يوم الخميس، تسير البلاد بخطى ثابتة نحو مصيرها المحتوم، بطقمها السياسي “الماشي” وشعبها “الغاشي”، كلاهما على “ما يقدر الله” وملائكته.
فمن اطلالة الامين العام لحزب الله، الى مقابلة حاكم مصرف لبنان، مرورا بمهرجان “التيار الوطني الحر” بـ حضور “جنراله”، وفي موازاة حركة التصريحات والمواقف على مستوى اكثر من صف، بات واضحا ان مياه الرئاسة تحركت وبقوة، بل اكثر من ذلك ان كلمات السر المطلوبة قد وصلت الى بيروت، والاكثريات الرقمية توفرت.
بين طيات تلك المحطات وسطورها، بات واضحا ان الكثير من السيناريوهات الشخصية ترسم لمرحلة عنوانها “الخروج الآمن” لطبقة منحت اياما لفترة سماح، حيث الشعار الذي تتناقله الصالونات السياسية “اذا مش 15 فـ 25″، وفقا للمتابعين والمراقبين من ديبلوماسيين و”مفاتيح انتخابية”.
عزز هذه الفرضية مجموعة من المعطيات، وفقا لكلام دببلوماسي كبير في بيروت، خلال لقاء جمعه بنائب سابق نهاية الاسبوع، حيث فند اهم النقاط التي تدفعه الى القول بان “الولادة القيصرية” شارف موعدها، وابرزها:
– تأجيل جديد لاجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الى اجل غير مسمى هذه المرة، رغم ان الصور التي سرّبت للمجتمعين، اظهرت علامات الراحة بادية على وجوه الجميع، ما يظهر ان التشنج لم يكن طاغيا على النقاشات.
– الهجوم “الجدي” الاول، المدعم بالوثائق، الذي يشن ضد قائد الجيش العماد جوزاف عون، في لحظة سياسية “ملعوبة” من قبل الجهة التي نفذته، والتي ليس بالضرورة الطرف الذي وجهت اصابع الاتهام ضده.
– المعطى الاقليمي المتسارع على خط الخليجي – السوري، والذي يبدو ان ثمة من يحاول “الخربطة” عبر حرق الطبخة وتسريبها قبل حدوثها، رغم جدية المعطيات، دون اخراج عامل الغارات “الاسرائيلية” التي عادت الى الواجهة.
– دفن تفاهم مارمخايل بارادة طرفيه ، بعدما بات غير مطابق لمواصفات المرحلة المقبلة ، خصوصا ان التيار الوطني الحر تقصد مشاركة رئيس الجمهورية السابق مهرجان الـ “لا والف لا مش لح نمشي”.
– الكلام الذي ادلى به رئيس “التيار الوطني الحر” وبوضوح، نتيجة المعلومات الدقيقة التي تبلغها من المعنيين وعبّر عنها بكلمات واضحة ، ما يعني ان الاسماء باتت واضحة عنده.
– الحركة المشبوهة التي حصلت نهاية الاسبوع الماضي ، وكانت ساحتها منطقة بدارو ، وما تحمله من رمزيات، وردة فعل الامنيين خلال اجتماع مجلس الامن المركزي، تزامنا مع ما ابلغ به وزير الداخلية والبلديات بعض من التقاهم عن مخاطر امنية جدية.
“جنرال بعبدا” الذي كان مرشح حزب الله، تربع على الكرسي الرئاسي “عالبارد”، بفعل تفاهم معراب مع “الحكيم”، التسوية الرئاسية مع “الشيخ سعد”، وتفاهم مارمخايل مع “السيد”. بعد ست سنوات ونيف، هل تفتح طريق القصر الجمهوري “عالحامي” على انقاض المؤسسات، والاستقرارين: المالي الذي كان اول ضحايا مسلسل “هز” لبنان، والامني المفترض انه مسيّج دوليا بالخط الاحمر، ام بالاثنين معا؟
كل ما سبق، يبقى رهنا بثوانيه الاخيرة، رغم صعوبة قلب الاتفاقات عند خط النهاية، رغم ان التجارب تعملنا اننا في لبنان، فكم من رئيس نام على ان بعبدا في “الجيبة” ليستيقظ وقد انقلبت الامور رأسا على عقب، قالبة معها البلد بكامله، وما تجربة النائب الراحل مخايل الضاهر سوى البرهان اليقين.
ميشال نصر- الديار