سحر “السوشيل ميديا” وصل إلى الأطفال.. فاحذروا الوقوع في فخّه
سحر “السوشيل ميديا” وصل إلى الأطفال، وأسرهم في عالمه الأخّاذ والمشوّق… طلبات صداقة ومتابعة من هنا وهناك تنهال عليك وعند التحقّق منها يتبيّن أنّ صاحبها طفل لم يتخطّ الخامسة عشر من عمره. فإلى أي مدى يُعتبر انخراط الأطفال في “الحياة الافتراضيّة” صحيًّا؟
أشارت الخبيرة التربويّة الدكتورة لورانس عجاقة في حديث إلى وكالة “أخبار اليوم”، إلى أنّ “السّاعات التي يقضيها الأطفال أمام هذه الوسائل توسّع الفجوة بينهم وبين الواقع، وتحول دون قدرتهم على التّأقلم مع مجتمعاتهم “الواقعيّة”.
واستعانت عجاقة بدراستين لتبيان خطورة الوضع، الأولى للجمعيّة الوطنيّة البريطانيّة، تبيّن خلالها أنّ عدد الأطفال الذين دخلوا المستشفيات بسبب “تسميم” نفسيّاتهم جرّاء التعرّض لمواقع التّواصل الاجتماعي كان كبيرًا جدًّا، أمّا الثّانية، فوجدت رابطًا سلبيًّا بين استخدام “تيك توك” و”انستغرام” والحياة العاديّة، خصوصًا عند المراهقات”.
وشرحت: في مرحلة العمر الحسّاس هناك تغييرات كبيرة في بنية الدّماغ والجسم، لذا يصعب على أصحاب هذا العمر أن يحموا أنفسهم من آثار المحتوى الذي يتعرّضون له، فهم بطبعهم لا يعجبهم شيئًا، وغالبًا ما لا يشعرون بالرّضا، فكيف إذا كانت الحياة التي يرونها على هذه المنصّات مختلفة عن الواقع الذي يعيشونه؟
وتابعت: “آثار مواقع التّواصل الاجتماعي تؤثّر بشدّة على الأطفال من عمر 8 سنوات إلى 14 سنة، لأنّ بنيتهم العقليّة والنّفسيّة لا زالت في مرحلة النموّ، وعندما لا يكتمل النموّ الفكري للطّفل، لا يمكنه التّمييز بين الجيّد والسّيّء أو بين الخير والشّرّ، فتتولّد لديه انحرافات سلوكيّة مختلفة من عزلة، اكتئاب، قلق، خوف… بمعنى أنّ المعرّضين لهذه المواقع ممكن أن يميلوا إلى العدوانيّة والعنف، عبر تقليد ما يرونه من فيديوهات، أن يتعلّقوا بنجوم على هذه المنصّات، إضافة إلى إمكانيّة تعرّضهم إلى التنمّر والتحرّش الإلكترونيَّيْن، وتوليد مشاعر “هشّة” لديهم من خلال التّعرّض إلى محتوى سيّء يضرّ بعقلهم، بدينهم، بقيمهم… أو إلى مواضيع جنسيّة لا تتناسب مع أعمارهم”.
كيف يُمكن تفادي هذه المخاطر إذًا؟
تأسف عجاقة لتربية الجيل المئوي (1995-2010) وجيل الألفا (2010-2025) على يد منصّات التّواصل الإجتماعي، وتعتبر أنّ ذلك “مضرّ لمجتمعاتنا لناحية عدم القدرة على السّيطرة على الأولاد ولا على زرع قيم وأخلاق تتناسب مع الحياة التي نريد أو الحياة اللّائقة التي نرغب بعيشها”…
وتشدّد على ضرورة حماية الأطفال من آثار هذه المنصّات، خصوصًا “انستغرام” و”تيك توك”، لذا على الأهل:
– وضع قوانين وعدم التّهاون في تنفيذها لناحية عدد السّاعات وشكل الاستخدام ليتناسب مع عمر ووعي الأطفال.
– تفعيل نظام “المراقبة الأبويّة الإلكترونيّة”، والحرص على حوار دائم مع الأولاد حول ما يشاهدون وما يفكّرون لاكتشاف المشكلة أو الخلل لديهم قبل أن يتفاقم.
– توفير البديل للأطفال، كالخروج في نزهات عائليّة، اللّعب معهم، أو القيام بنشاطات حركيّة بهدف إبعادهم قدر المستطاع عن عالم “السوشيل ميديا”.
أن يملك طفل دون الـ15 عامًا حسابات على مواقع التّواصل الإجتماعي إذًا ليس بالشّيء الذي يستدعي التّباهي أو المفاخرة، إنّما المسؤوليّة والوعي… فاحذروا أن يقع أبناؤكم في فخّ “العالم الافتراضي”!