مناطق واقفة على “فالقٍ ساخنٍ”: متى ستتزلزل الارض تحت أقدامنا؟

وسط هول الازمات التي تحاصر لبنان، التي تسببت بها شرّ المنظومة المتسلطة، بزرع الرعب في نفوس اللبنانيين، من كيدياتهم وعدم مبالاتهم، اذ يتصرفون ببرودة سياسيّة متدنيّة في كافة المقاييس، وفقاً لحساباتهم الرئاسيّة، بحيث يعطلون كل شيء ولا يملّون من المناكفات فيما بينهم ، يعني أن الامور مفتوحة على كل الاحتمالات، والتخوف الامني يطفو على الواجهة، بعد احداث الامس في عائشة بكار، في حين يفترض أنّ تنحّى السلطة كل الخلافات جانبا، مقابل الالتزام الجاد بالاصلاحات، لتعود الى الشبكة الدوليّة التي تنادي بها مؤتمراتها المتتاليّة التي تعقد من أجل لبنان.

وامام هذه الصورة السوداويّة من الواقع اللبناني، برز اشكال في العاصمة بيروت تحديداً في منطقة “عائشة بكار” على خلفيّة تعليق صورة، بين مناصري الحزب القومي السوري الاجتماعي وبعض المواطنين، تطور بالامس الى إطلاق نار، وادّى الى اصابة شخصين بالرصاص، ما اثر الخوف والهلع في نفوس المارّة وابناء المنطقة، وسرعان ما ضربت قوّة من الجيش اللبناني طوقاً امنيّاً، وأوقفت خمسة اشخاص من المتورطين في الاشكال، ويجري العمل الى توقيف آخرين، بحسب بيان قيادة الجيش مديرية التوجيه.

في وقتٍ، يدور في الاذهان السؤال الاهم: من لهُ مصلحة اليوم في التوتير الامني ويحرّك حملَة السلاح وهو حتماً امر مشبوه وليس معزولا عن الازمة السياسية، اذ ان هؤلاء يتنقلوا بها بين منطقة وأخرى، في مناطق واقفة على “فالقٍ ساخنٍ” ناشط، بمسار زلزالي قاتل يتحرك تحت اقدام اللبنانيين القاطنين اساساً على الجمر جراء “العيش في جهنم”؟!

سياسيّاً، وجّه الرئيس نبيه برّي، دعوة لإجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الاثنين المقبل لتحديد جدول أعمال أول جلسة تشريعية، وبحسب مصادر “عين التينة”، التي تشير في اتصالٍ مع وكالة “اخبار اليوم”، انّ الجلسة التشريعية ملحّة واساسيّة لبت امور وبنود في طليعتها “الكابيتول كونترول”، والتمديد لقادة امنيين خشية من اي ثغرة على هذا المستوى، الّا انه من المرجح انّ هذه الدعوة شكلت على ما يبدو خلافاً بين قوى سياسيّة معينة قبل انعقادها، بعد تغذيّة الاجواء لإشتباك دستوري، ويبدو ايضاً انّ هناك نيّة مبيتة لتعطيل ايّ مبادرة تخفف من وطأة مشهد المؤسسات التي تتهاوى الواحدة تلو الأخرى، فكان اخرها المصارف المتجهة نحو اضراب شامل منتصف الاسبوع المقبل.

على ايّ حال، ما هو ظاهر حالياً انّ السلطة تأخد اللبنانيين الى خياراتٍ مرفوضة وكارثية، بحيث هناك من يستقصد خلق الجمود القاتل، ويبدو على هذا الصعيد انّ كل المساعي تعطلت او تجمدت، بدءاً من حركة الوزير السابق وليد جنبلاط الذي قرر السير بهدوء وتوسيع مروحة اتصالاته ، كما انّ زخم ” بكركي” بدعوة النواب المسيحيين لعقد اجتماع بحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، وصل الى حائطٍ مسدود، لأنّ مصالح البعض وشهواتهم السلطاوية لا تتوافق مع مبادرة “الكنيسة الانقاذيّة”.

شادي هيلانة- اخبار اليوم

مقالات ذات صلة