سليمان فرنجية رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة في الربيع المقبل… إلّا إذا

يعتقد المستوى السياسي في لبنان أنّ الانتخابات الرئاسية سوف تجري في الربيع المقبل، بعد أن يكون “الثنائي الشيعي” قد هيّأ الأجواء السياسيّة الداخليّة لوصول مرشحه الوحيد، سليمان فرنجيّة.

 
ويظن كثيرون بأنّ العقبتين الأخيرتين  تتمثلان حتى تاريخه بالولايات المتحدة الأميركية التي تميل وزارة الدفاع فيها لقائد الجيش العماد جوزف عون وبـ”غموض” موقف المملكة العربية السعودية، ولكنّ بعض أدعياء الإمساك بـ”أسرار الآلهة” واثقون بأنّ المعارضة الأميركية”مؤقتة” و”براغماتيّة” فيما “الغموض”السعودي مشروط بتوفير فرنجية المزيد من الوضوح لبرنامجه الرئاسي.
 

وتكمن أهمية الاجتماع الخماسي المقرر غدًا بمشاركة ممثلين عن كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، في قدرة داعمي كل من فرنجية وعون، على ايجاد قواسم مشتركة، من شأنها توحيد عمل هذه الدول على المساهمة في انهاء الشغور الرئاسي في لبنان الذي يصيب الدولة، بكل مؤسساتها، بشلل خطير، في ظل حكومة تصريف الأعمال التي يتحوّل كل اجتماع تعقده الى مشكلة طائفية في البلاد.
 

ولم يعد خفيّاً أنّ فرنسا لا تعترض على وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، اذا توافرت له الظروف الداخلية، في حين تبدي الدبلوماسيّة المصريّة حماسة له، أمّا دوائر وزارة الخارجية الاميركية فقد بدت مقتنعة بأنّ هناك صعوبة في انجاح معركة نقل مقر قائد الجيش من اليرزة الى القصر الجمهوري.
 

وعلى ما يبدو، فقد بدأ الوهن يصيب العوائق الداخلية التي كانت تضعف حظوظ فرنجية، فرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وقبل ان يحصل من “الثنائي الشيعي” على ما يوحي بإمكان التنازل عن فرنجية، أعلن “وجوب التخلي” عن النائب ميشال معوض الذي يرشحه وأحزاب سياسية أخرى الى رئاسة الجمهوريّة، فيما هو  لا يبخل، أمام زوّاره، في إضفاء صفات على فرنجية إن كانت لا تتسم بالحماسة له فهي توحي  ب”مقبوليته”، في وقت أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع عدم اللجوء الى تعطيل النصاب الذي وحده، في حال  توفير الاصوات اللازمة لفرنجيه، يمكنه منع انتخابه، ولن يستطيع “التيّار الوطني الحر” الصمود طويلًا، في اغلاق الطريق أمام فرنجية، لأنّ “حزب الله” لن يصمت طويلًا عن ذلك، بل سيلجأ، في حال “العناد” الى تفعيل نفوذه لدى ستة نواب في التكتل العوني، من جهة، وإفقاده مكتسبات موعودة في العهد الجديد، من جهة أخرى.
 

ولا يستبعد “حزب الله” صحة المعلومات الواردة اليه من أكثر من مصدر عن خطة وضعها الرئيس ميشال عون وتهدف الى الانفصال، في اللحظة التي تناسبه، عنه، وبالتالي، فهو لن ينتظر طويلًا لتنفيذ سيناريو ايصال فرنجية الى القصر الجمهوري، حتى لا يباغته عون باعلان هذا الانفصال الذي يمهد له رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل واعلامه.
 

وتفيد المعلومات بأنّ عون، سواء أصرّ “حزب الله” على ترئيس فرنجية أو وافق على ترئيس غيره، فهو ماضٍ في تهيئة الأرضية لاعلان انفصاله عن “حزب الله” الذي يقول، وفق التقارير، إنّه أتعبه و”لطخ تاريخه”.
 

في المقابل، يسعى حزب الكتائب اللبنانية وقوى التغيير الى ايجاد وسيلة من شأنها تعطيل هذا الزخم الانتخابي، فاذا عجزت، بالوسائل السياسية عن منع خطة “حزب الله” من الوصول إلى غاياتها، فهي لن تتأخّر من استعمال السلاح الذي يستعمله “حزب الله” بشكل دائم، أي تعطيل النصاب.
 

حتى تاريخه، لا تملك القوى النيابية الرافضة وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، “الثلث المعطل”، بفعل التزام حزب “القوات اللبنانية” بالمشاركة في كل الجلسات، ولكن المساعي انطلقت، على كل المستويات، من اجل تحقيق هذا الهدف، من خلال استنفار شريحة واسعة من الرأي العام تعتبر أنّ كل تراخ أمام “حزب الله” هو تواطؤ معه.
 

وفي حال نجح هذا الاستنفار، فإنّ كتلة تعطيلية عابرة للكتل الحديدية، لن تسمح لشجرة فرنجية التي نصبها “حزب الله” أنتزهر في الربيع المقبل.

فارس خشان- النهار العربي

مقالات ذات صلة