الصحافية والناقدة الفنية رحاب ضاهر لموقعنا: “انا من الأوئل في لبنان ومن يرفض رأيي فليبحث عن “مطبّل” فني”!

الناقدة الفنية والصحافية رحاب ضاهر لموقعنا Checklebanon:
*لا يتجاوز عدد النقّاد الفنيين المحترفين في لبنان أصابع اليد الواحدة
* أنا لستُ اهم ناقدة في لبنان… لكنّني طبعا من الأوائل
*شركة إنتاج لديها فريق من النقّاد “المطبّلين” وتجود عليهم بالفُتات
*لا نجم أول ولا عمل أول.. بل فنّان تميّز ومسلسل تألق في رمضان
*تيم حسن، سينتيا كرم، رندة حشمة، أمينة خليل وسواهم أسماء لمعت
*أعمال ظلمتها النصوص وأخرى لم ينصفها العرض على منصات التواصل
*”الاستهبال” على السوشيال ميديا يُقلل من “هيبة النجوم”
* مصر كانت وما زالت “أم وأب الدراما”
********************
في أي مجال وعلى مختلف الصُعد يبرز دائماً الأفضل والمتميّز، ويتبيّن الذهب اللامع بمرور الأيام مع المعادن المغشوشة..
رحاب ضاهر.. اسم راكم على مرّ السنوات خبرة مصقولة بالإنجازات والنجاحات، بفعل موضوعيتها، لتصبح “الرقم الصعب” الذي لا يمكن رشوته ولا شراؤه، وترغيبه أو ترهيبه باتصال أو هدايا، بل بقيت منبراً للحقيقة الصادقة دون كلل أو ملل..
ترمي بسهامها إلى حيث يجب أنْ تكون، فمهما كانت نسبة إعجابها مرتفعة بهذا العمل أو ذلك، تسلّط الضوء على نقطة خلل تؤكد أنّ الكمال لله وحده…. ((يبقى خارج النقد والاستثناء “عشقها الأبدي” لـ”قيصر الأغنية العربية” كاظم الساهر))..
رحاب ضاهر صاحبة قلم تدرّج وتطوّر حتى التميّز، منذ عهد المراسلة إلى التحرير ووصولاً إلى النقد الفني، حفرت اسمها بميزان الصدق والإقناع، فتألّقت رغم تواضعها الممزوج بالحفاظ على قيمتها النقدية ومكانتها الإعلامية، فلا تسمح بأي تجاوز للخطوط الحمراء، لا من شركة إنتاج ولا من فنان أو مخرج، بل المهنية أساس النقد..
اليوم رحاب ضاهر “قيمة مضافة” لموقع “لبنان الكبير”، من خلال ما قدّمته خلال شهر رمضان المبارك من تقييم للدراما، ولا تزال تقدّمه من نقد عام للفن وأهله لأي جهة أو موقع تعاونت معه، من خلال مقالاتها الصحفية وتحليلاتها النقدية.
وكم كانت بهية وآسرة كلماتها التي شكّلت “علامة فارقة” للكثيرين خلال الموسم الرمضاني الماضي، حيث برز اسمها من خلال الاستضافات واللقاءات النقدية، وحققت متابعة واسعة، لأنها تقدّم نقداً فنيّاً مبني على الدخول إلى صميم الأعمال وتحليلها، منبعه خلفيتها وخبرتها الفنية والنقدية، لتحلل “بعيون خبيرة” للجمهور ما يعجز عن قراءته بين سطور الدراما..
*********************
حاورتها رئيسة التحرير إيمان أبو نكد:
وفي ما يلي نص الحوار المشوّق لموقعنا مع الزميلة الصحافية الصديقة والناقدة الفنية رحاب ضاهر، أمتعتنا به من خلال النقد والتقييم والكشف عن خفايا عالم الفن والإنتاج..
*في ظل غياب معايير محدّدة للنقد الفني، لماذا تختلف آراء النقّاد حول نفس العمل بالسلب أو الإيجاب؟!
– بخصوص التناقض والتضارب بين آراء النقّاد الفنيين حول الأعمال الفنية، على الصعيد اللبناني، لا يوجد عدد كبير من النقّاد المتخصصين بالدراما الفنية، بل يكادون لا يتجاوزوا أصابع اليد الواحدة، لأنّه ليس كل من دخل مجال النقد الفني منذ عام أو عامين يحق له أن يقيّم نفسه في هذا الإطار، خاصة أنّ “النقاد الفنيين” المتعارف عليهم معظمهم بدأ بتحرير الأخبار الفنية، وحتى الأخبار العادية، حتى تمرّسوا على مر السنوات وبلغوا مرحلة العمق في النقد والتحليل.
يُضاف إلى ذلك، النقد الفني بحد ذاته أصبح اليوم مادة تُدرّس، إضافة إلى كونه خبرة وثقافة يكتسبها المحرر الفني مع الوقت، من خلال قراءة الرواية والفلسفة والماورائيات، التي توصل الشغوف إلى التمكّن من التحليل الفني، وفي لبنان عملياً لا نزيد عن الـ5 أشخاص، الذي يُصنّفون من النخبة ومَنْ يُعتدّ بآرائهم، أما نقّاد مواقع التواصل – سواء المبهورون أو المشمئزون-، فيتّبعون أهواءهم، سواء خلافاتهم الشخصية أو علاقاتهم مع الفنانين، إضافة إلى الماكينات الخاصة بكل فنان وفنانة، التي تضم “صغار الصحافيين”، إذ طبعاً ليس كل ناقد هو صحافي والعكس صحيح.
أما اختلاف الرؤية بين النُقّاد، فينبع من المدرسة التي يتّبعها كل ناقد وتصب في آرائهم التحليلية للمسلسلات، وعلى سبيل المثال البعض يرفض تحطيم عمل مُعيّن بالكامل، بل لا بُدَّ من توفر بعض الإيجابيات، كالتصوير الجميل، أو أداء فلان جيد وعلان ممتاز، لكن المسلسل ككل “ضعيف”، بينما ناقد آخر يصنّف العمل ككل عمل ضعيف وفاشل، دون التركيز على “شخصية أو أداء أو تصوير أو أي تفصيل آخر”.
شخصياً، مثلي الأول في النقد هو “الناقد المصري طارق الشنّاوي”، الذي يتناول السلبيات والإيجابيات ويبتعد عن المجاملات، وأنا في المرحلة السابقة من عملي في النقد الفني، كُنتُ أعتمد التركيز على النواحي السلبية، لأنّ الإيجابيات يراها الجميع، لكن مع الوقت والخبرة، اكتشفت ضرورة الإضاءة على الإيجابيات كما التركيز على السلبيات، لأنّ أي عمل درامي لا يخص فقط أبطاله النجوم، بل يجمع فريقاً كبيراً خلف الكواليس من فنيين وتقنيين وتعب وجهد، وبالتالي من الأفضل اعتماد أسلوب “أقل حدّة” في نقد العمل ككل، ولكن هذا لا يعني الإهمال إنْ كان العمل “ضعيفا” ودون المستوى ويستهين بفكر وعين المشاهد.
ولا بد من الإشارة إلى أنّنا كلبنانيين لا نمتلك مدارس نقد فني درامي، بل تجربة متواضعة وكل الأمل أن تتطوّر ونتمتع بمدار وخطوط فنية عريضة.
* إلى أي جهة تميل رحاب ضاهر كناقدة فنية متخصصة، هل يهمها مضمون العمل اكثر (مسلسل البطل مثالاً) أم جماهيريته (تحت سابع أرض)؟!
– بطبيعة الحال “مضمون العمل” يشكّل “عامل الجذب الأوّل” للنقاد والمشاهدين في آنٍ معاً، وأي مُشاهِد ولو كان شاباً عشرينياً قد ينتقد عملاً فنياً لا يعجبه، بينما كناقدة فنية متخصصة أجد نفسي غير مضطّرة لمتابعة عمل ولو “طرحه متميّز”، لكنّه خالٍ من الأسلوب الفني الجاذب والملل أساسه، فأنّا غير مجبرة على مشاهدته ليُقال عنّي “عميقة” و”متبحرة”.
وإذا ما نظرنا جيداً، فإنّ أساس الدراما هو “التسلية والترفيه”، ولاحقاً أخذت منحى آخر بتسليط الضوء على قضايا المجتمع، وحمل رسالات إنسانية، اجتماعية، سياسية، وساهمت في تغيير قوانين، لاسيما في مصر التي أصنّفها “أم وأب الدراما”.
أما انطلاقاً من النموذج المذكور للمقارنة بين مسلسلي “البطل” و”تحت سابع أرض”، فنحن لأنّنا نعيش في عصر سوداوي، فالإنسان يميل إلى ما يُسليه ويُضحكه، ورغم أنّ قصة مُسلسل “البطل” عميقة جداً، وأداء بسام كوسا وعدد من النجوم كان مُبهراً، إلا أنّه ومن باب الشفافية الخلل الأكبر كان في كتابة النص، رغم الصورة الجميلة والكادرات التصويرية اللافتة، لكنه فشل في تحقيق الجماهيرية التي حققها “تحت سابع أرض”، الذي بدوره شكّل حالة فريدة مثلما شكّل مسلسل “الهيبة” سابقاً حالة جديدة..
وهنا لا بُد من الإشارة إلى أنّه دائماً ما نرى أعمالاً توجّه إلى النُخب وتتضمّن تعقيداً وتحليلاً فكريا وفلسفيا، وأصبحت قليلة نوعاً ما في زمننا الحالي، وأعمال أخُرى يكون هدفها الطبقات الشعبية وتخاطب كل شرائح المجتمع، وشخصياً أميل إلى الأعمال الجماهيرية التي لا تخلو من المضمون، كـ”تحت سابع أرض”، الذي تعرّض لانتقادات كثيرة بسبب “العبارات النابية” والعنف، لكنه أضاء على قاع المدينة، بكل ما يحتويه من مخدرات، عنف، تزوير عملة، وشخصياً تابعت “البطل” واسمتعت به، وتابعت “تحت سابع أرض” وكانت متعتي أكبر لكل ما احتواه، إضافة إلى جرعة اكبر من الكوميديا كنت بحاجة إليها…
*رغم حصد أعمال وأسماء فنانين للجماهيرية و”أفضل أداء” في رمضان 2025، من كان الأفضل “بعيون الخبيرة”؟؟
– أرفض منح لقب “الأفضل” و”نمبر وان” إلى عمل أو نجم دون سواه، على اعتبار أنّ الآخرين قدّموا أعمالاً تخللها الكثير من الأمور الجيدة والممتازة… طبعا المتألقة اللبنانية “سينتيا كرم” كانت من ضمن الأفضل والمميزين في رمضان هذا العام، سواء في الدراما السورية والمصرية وحتى المسلسل اللبناني الوحيد “بالدم”.
على سبيل المثال في “بالدم” عمالقة الدراما اللبنانية، مثل “رفيق علي أحمد” الذي لم يقدّم أفضل أدائه، لكن حضوره قيمة مُضافة للعمل، ويبث نوعاً من البهجة على الشاشة، خاصة من خلال ثنائيته مع القديرة جوليا قصّار التي لا يمكن القول عنها إلا أنّها كانت “عظيمة” في الأداء، إضافة إلى الممثلة الغائبة “رندة حشمة” التي قدّمت أداءً رائعاً بدور الأم، ولو بمشاهد قليلة جداً، سمارة نهرا تألّقت، جيسي عبدو أظهرت تطوّراً كبيراً في الأداء ورولا بقسماتي كانت جيدة جداً.
الدراما العربية
وعلى صعيد الدراما السورية، طبعاً لا يمكن تجاوز أداء “تيم حسن” وأداء “بسام كوسا”، لكن هناك ايضا نجوم قدّموا أداءً رائعاً في أعمال أخرى، من هنا الحكم على “أي عمل أفضل” هو خطأ كبير.
وفي الدراما المصرية، أسماء كثيرة تألّقت في رمضان 2025، وأعمال كثيرة ظُلمت ولم تنل حقّها من الترويج، ومنها على سبيل المثال “ظلم المصطبة” الذي تضمّن مباراة في الأداء الإبداعي بين فتحي عبد الوهاب وأياد نصار، وريهام عبد الغفور التي قدّمت أداءً أكثر من رائع. أمينة خليل في مسلسل “لام شمسية” وأحمد السعدني لا يمكن تجاوز أداءهما المتألق، ولا حتى الممثل محمد شاهين الذي قدّم شخصية “المتحرّش بالأطفال”.
والأمر مسحوب على ماجد المصري، الذي كان “بأفضل أحواله” في مسلسل “إش إش”، وانتصار التي قدّمت 3 أدوار بـ 3 أعمال “إش إش”، “قهوة المحطة” و”80 باكو” وكانت بأداء متنوّع ومختلف تماماً ومكتمل الإقناع.
أما في الدراما الخليجية، ولاسيما السعودية، فأداء إلهام علي كان رائعاً في مسلسل “شارع الأعشى”، حيث قدّمت شخصية “وضحة” بدور مُتعب وأكبر من عمرها، لكننا لم نشعر للحظة أنّها أصغر سنّاً، ولا حتى الممثلة الشابة الصاعدة “لما الكيلاني”، التي شكّلت موهبة ونجمة مستقبلية، لما تمتلكه من استعراض وجمال وأداء عفوي.
أعمال أخرى:
قد تكون هناك مسلسلات دون المستوى، لكن يقدّم ممثلون من خلالها أدواراً متألقة وممتازة، وعلى سبيل المثال: الممثل والمغني المصري “دياب” الذي شارك هذا العام بمسلسل “قلبي ومفتاحه” من خلال شخصية “أسعد”، فقد تصدّر مع العلم أنّه من بطولة مي عز الدين وآسر ياسين، وهما برأيي في أسوأ أداء، بينما كان أداء دياب رائعاً، ومثله أيضاً النجم أشرف عبد الغفور، وحتى الممثل “محمد عزب” في نفس المسلسل قدّم تجسيداً جميلاً جداً.
يُضاف إلى ذلك، أعمال عُرضت على منصات الدفع المسبق متل “Watch it”، ولم تأخذ حقها خصوصاً في لبنان، كون التركيز على الأعمال المعروضة عبر منصة “شاهد”، كمسلسل “قهوة المحطة”، نص الكاتب المعروف “عبد الرحيم كمال”، ورغم أن أبطاله لم يكونوا نجوم من الصف الأول، لكنه كانت متعة في المشاهدة، بالتصوير، الحوار ورسم الشخصيات، ما يجعلني أصنّفه من أهم الأعمال لهذا العام.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ عرض بعض الأعمال قد يظلم بعضها، خاصة تلك التي تُعرض على منصات غير منتشرة، أو تلقى استقطاباً في بلدان دون أخرى، حيث تستأثر مثلا منصة “شاهد” بحصة الأسد.
النجوم الشباب:
بالنسبة لي هذا العام لمعت الممثلة والمغنية ماريلين نعمان، وشخصياً أفضلها كممثلة على أدائها كمغنية، لأنّني لا أحب الغناء على الطبقات المنخفضة، والممثلة الشابة فاتن السعيد (طالبة طب) قدّمت أداءً عفوياً بسيطاً وسلساً في مسلسل “قهوة المحطة”، كما برز الشاب مصطفى عماد في براعة أداء دور الشاب المتوحّد بمسلسل “سيد الناس” الذي اجمع النقّاد والجمهور على فشله.
*بخصوص مسلسل “نفس”: مَنْ الظالم ومَنْ المظلوم ” دانييلا رحمة أو عابد فهد وحتى ثلاثيتهما مع معتصم النهار أو النص؟!
– بصراحة النص والمخرج ظلما الثلاثي الفني (دانييلا، عابد ومعتصم)، فلا النص كان متيناً وقوياً، ولا الإخراج تمكّن من نهضة النجوم إن سقطوا في أدائهم، فرغم أن المسلسل تعرض لانتقادات لاذعة، إلا أنّ دانييلا كانت “روح العمل” من خلال أدائها الجميل، الذي تقمصته من الداخل إلى الخارج، ودرست حركات الجسد ككل، لذلك هي قادرة على “حمل عمل فني متكامل” كبطلة أولى، و”اشتغلت على حالها” كما يجب ..
أما فريق العمل أمام الشاشة فلم يكن متناغماً أبداً، فمعتصم النهار لا يزال بنفس الأداء دون تطوّر أو تغيير، فيما عابد فهد منذ 4 أو 5 أعوام، وعلى مدار أربعة أو خمسة مسلسلات يقدّم نفس الأداء، وكأنه يجسّد نفس الشخصية المتنقلة من عمل إلى آخر، رغم أنّه في مسلسل “نفس” بدّل في الأداء وفقاً للدور انطلاقاً من معطياته كفنان قدير وصاحب خبرة وخريّج جامعي بدروس المسرح، فقدّم شخصية “أستاذ المسرح” من رؤياه الذاتية لهذه الشخصية التي لا بد وأن تكون نرجسية، وتتمتع بالغرور، لكنه أيضاً لم يكن على المستوى الجبار المعتاد عليه الجمهور في أدائه.
للأسف عابد فهد، والكثير الكثير من نجوم العالم العربي، يعتمدون على نجاحاتهم السابقة، فلا يطوّرون أداءهم، وقلائل جداً مَنْ يواصلون تغذية روحهم الفنية من خلال اللجوء إلى مدرّب تمثيل، كـ منى زكي التي تعترف بلجوئها إلى مدرّب تمثيل لصقل موهبتها، وهو ما برز عبر تقديم دوريها بمسلسلي “لعبة نيوتن” و”تحت الوصاية”.
*بعد غيابها عن هذا الموسم الرمضاني… برايك هل أفل “نجم نادين نجيم”؟!
– طبعاً لم يأفل نجم نادين نجيم، لكنها بواقع الحال تراجعت، إذ إن النجوم الذي يُغرِقون الجمهور بظهورهم عبر مواقع التواصل يمل منهم الناس، خاصة بعد استعراض تفاصيل حياتهم اليومية بأدقها وأحرجها وصولاً إلى حد “الاستهبال” أحياناً، وهو ما يُقلل من “هيبة النجوم”.
وبخصوص نادين مسلسلها “2024” لم يكن على قدر التوقعات، وأداؤها تراجع في عالم التمثيل، لكنها قادرة على العودة من خلال حسن الاختيار، لأنها تتمتع بقاعدة جماهيرية وشعبية عريضة، إضافة إلى الكاريزما والقبول أمام الكاميرا، لكن من المهم العودة بـ”عمل قوي”، فالكثير من نجوم مصر يغيبون لسنوات، ثم يعودون بأعمال قوية كـ”منة شلبي” و”منى زكي” اللتين عندما تقرران العودة يكون بأعمال قوية تستأهل هذا الغياب.
*مَنْ يحق له “تقييم أداء الناقّد”؟!
– الناس هم الحكم الأوّل، الجمهور الذي ينتظر نجومه المميّزين من عام لآخر، وينتظر تقييم النقّاد لهم، بكل تواضع أنا لستُ اهم ناقدة في لبنان، لكنّني من الأوائل وكثيرون ينتظرون رأيي، وآخرون لا يستسيغون أسلوبي النقدي، لكن ما يهمّني ويقيّمني “هو الجمهور والمتابعين”، ومن يسألني عن رأيي وهو مؤمن بأنّني محايدة في تقييمي ولا أتبع الأهواء أو العلاقات الشخصية والمصالح.
ولكن للأسف هناك الكثيرون من يصنّفون أنفسهم نُقّاداً، وليس كل من كتب او دوّن على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح ناقداً فنياً، بل إن البعض يكتبون بناءً للطلب، أو يطلبون من الفنانين إرسال رسائل صوتية لينشروها، تتضمن إشادة بهم وبنقدهم الفني، بينما أنا لا أنتظر لا إشادة ولا تقييماً من هذا المخرج أو هذا الفنان او تلك الشركة، بل أُعبّر عن رأيي وقناعاتي، ومن يرفض رأيي فليبحث عن “مطبّل” فني وليس ناقداً موضوعياً..
هل تنصف شركات الإنتاج الصحافي والناقد الفني؟!، وهل يُعتبر تلقيهم هدايا من شركات الإنتاج مُعيباً؟!
طبعاً شركات الإنتاج لا تنصف الناقد الفني الحقيقي أبداً، وعلى سبيل المثال إحدى شركات الإنتاج في لبنان تمتلك جيشاً من الأقلام التي لا تعرف إلا التصفيق والمدح والتركيز على إيجابيات أعمالها، وبسعر زهيد جداً جداً، بل تعتبر الناقد الفني الذي يسلط الضوء على سلبيات عملها هو العدو الأكبر الذي “يُحارَب ويجب أن يصمت نهائياً”، واعترف انه تمت محاربتي كثيراً لأصمت لكن والحمد لله مازال صوتي وقلمي يتركان أثرهما الرنان.
شخصياً أنا أرفض الهدايا المادية التي ترسلها شركات الإنتاج للصحافيين والنقّاد، ولكن في حال قررت شركة إنتاج ما تكريمي كناقدة ذات رأي يعتدّون به، ويتقبلون تقييمي الفني بسلبياته وإيجابياته، فهنا الأمر مُرحّب به، وليس بالطبع إرسال المال أو الهدايا المادية، بل التكريم والشكر ولو كان معنوياً، ودون أن يكون رسالة “ضمنية” لضمان صمتي عن نقد السلبيات والتركيز على الإيجابيات فقط.
وختاماً، لا بُدَّ من لفت الانتباه إلى أنّ بعض شركات الإنتاج في لبنان، تتواصل عبر مسؤوليها الإعلاميين مع صحافييها “المطبلين”، وترسل إليهم “لوماً وعتباً” في حال انتقدوا أحد أعمالها بشكل سلبي من منطلق الصداقة، مع العلم بأنّ النقد الفني الحقيقي لا تتخلله صداقة ولا مُراعاة خواطر أبداً، شركات الإنتاج لتطوّر من نفسها ومن إعمالها عليها الاستماع إلى النقد السلبي ولكن البنّاء، لتتخطى الأخطاء، كما من المهم التعاون مع مجموعة من النقّاد الفنيين المحترمين، وتشكيل “لجنة قراءة نصوص” وليس الرضوخ لأهواء هذا الفنان أو ذاك، رغم أنّه في لبنان اثنتين من أكبر شركات الإنتاج الفني في العالم العربي، لكن لا يزال ينقصنا الكثير، وأهمها اللجنة المذكورة اعلاه…
خاص Checklebanon
رئيسة التحرير: إيمان ابو نكد
مدير التحرير: مصطفى شريف