خاص شدة قلم: أنياب الإدارة الأمريكية ظهرت.. اتفاق العار أوقف الحرب وسلّم لبنان لإسرائيل!!

بعد طول انتظار لمعرفة خبايا “اتفاق العار” الذي أوقف إطلاق النار الصهيونية على لبنان، إثر عدوان “البيجر” 2024، فَضِحَ المستور وكشفت الإدارة الأمريكية على لسان مبعوثها إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن النوايا المبيّتة و”الاتفاق الصهيو-أمريكي” الخفي بين واشنطن وتل أبيب، لفرض التطبيع بين لبنان وإسرائيل بحبر من نار ودم ودمار..

ليس دفاعاً عن حزب الله، لأنّه أساساً السبب الرئيس في وصولنا إلى ما بلغناه اليوم، من هيمنة وسيطرة إسرائيلية بشكل كامل، وبذراع أو من دون على أجوائنا، وحتى حدودنا من الجنوب إلى الشمال، مروراً بالبقاع، لكن الحزب منذ الاتفاق مُلتزم بكل ما تم الاتفاق عليه، أو أقلّه هذا ما يتواتر إعلامياً ويؤكده مسؤولوه وقياديوه..

فيما العدو الإسرائيلي أمعن في الدمار والخراب، وأجّل الانسحاب من كانون الثاني إلى 18 شباط، ليواصل العدم والتدمير بذريعة القضاء على مقدرات الحزب داخل الجنوب، فيما واقع الحال يعمل على هدم القرى والبلدات انتقاماً من أهلها لانتمائهم العقائد إلى “خط حزب الله”..

والأنكى أنّه بعد الانسحاب بقي رابضاً على صدورنا في خمس نقاط “محتلة”، ويومياً تقصف مدفعيته أو يُغير طيرانه حربياً أو مسيّراً أو تحوم طائرات استطلاعه في مختلف الأجواء اللبنانية، ما يعني وكأنّنا أصبحنا “مستعمرة” منبوذة تحت إشراف العدو الراغب في القضاء على الحزب وبيئته..

حتى كان العدوان المُستجد على غزة، ومن بعده فوراً تصريح ويتكوف الذي لوّح من خلاله إلى مصير مُشابه حين تحدث عن عدم رضا إدارته عن “أداء المسؤولين اللبنانيين في التعامل مع الحزب”، رافضاً ما وصفه بـ”تدوير الزوايا الذي لم يحقق المطلوب”، هنا لا يسعنا إلا وصف ويتكوف وإدارته وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرّف بالعُهر، في سبيل فرض ما أسماه “المفاوضات السياسية المباشرة”، لتكون أولى خطوات التطبيع بين البلدين ولو كانا “عدوّين” وللبنان بحور من الدماء في رقاب حكومات الكيان المتوالية..

بل وقالها بالفم الملآن أن لا إعمار ولا بناء في الجنوب، سواء من الدول العربية أو من أي جهة أخرى، إضافة إلى منع الأهالي من العودة إلى ديارهم قبل التوصّل إلى هذا الاتفاق، الذي صنّفه بـ”مسار سلمي” على الرئيسين جوزاف عون ونوّاف سلام الخوض فيه، يعني مخالب إدارة ترامب ظهرت للعلن، وأنيابه على وشك أنْ تظهر لشل أي انطلاقة للعهد اللبناني الجديد، ما لم يكن “خادماً مُطيعاً” أمام “دول الكيان الإسرائيلية”، مع التلويح بعدم مد الجيش اللبناني بأي دعم أمريكي..

“إسرائيل لعبتها صح ولصالحها مع إدارة دونالد ترامب”، وحزب الله لوقف الدم المسفوك واسترجاع بعضاً من هيبته أمام بيئته ومن خلف الرئيس نبيه برّي مضوا في “اتفاق العار”، والشعب اللبناني الذي تأمّل خيراً بوصول “قائد الجيش السابق” و”رئيس محكمة العدل الدولية” إلى الحُكم بدأ يصطدم بالحيطان، لا إنجازات أمنية ولا حتى سياسية، بل فرض وإملاءات ومحاصصات، وعلى ما يبدو أنّ الأميركي أصبح يعتبر لبنان جزء تابع لحليفته الإسرائيلية، ومن بعد كلام أورتاغوس “العاطل” جاء تصريح ويتكوف “الأعطل”، لكن نعود ونقول بأنّ إيران وذراعها في لبنان كانا السبب الرئيس في ما وصلنا إليه، بعد استجرار حرب الإسناد الغزاوي إلى لبنان، بذريعتهما المعهودة “إسرائيل كانت تتحضر للحرب”، مثلما سبق وخوّفوا الناس من “الزحف التكفيري” ودخلوا في الحرب السورية..

خلاصة القول، نحن أمام أيام صِعاب وقد تكون عودة للمواجهات بين الحزب والعدو الإسرائيلي من جهة إذا ما “أحرجوه فأخرجوه”، لأنّ حزب الله يحتاج إلى “نقطة ماء” لتطوف أكوابه ويعمل على استعادة ماء وجهه أمام جماهيره، الذين يُخادِعون على الملأ بأنّهم انتصروا في الحرب، لكن حين الخلود إلى أنفسهم هم على يقين بالخسارة والدمار والانهيار.. والله يسترنا من الأعظم، لأنّ جُل ما نريده قيامة البلد والعودة إلى حياتنا الطبيعية، وعودة المؤتمرات العربية والدولية، والانطلاق في مرحلة القضاء على الفساد وتصفيه أربابه، فهل هذا كثير؟!

لبنان: ما ضمانات الحفاظ على الهدنة مع إسرائيل وهل هي بداية مسار سياسي جديد  للبلاد؟
مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة