خاص: الدروز اليوم بحاجة إلى “الحكمة”: هل مَنْ يقرأ كمال جنبلاط؟!.. هل مَنْ يعي ويتبصّر؟!؟

بين 16 آذار 1977 و16 آذار 2025.. 48 عاماً على يومٍ مشؤوم في التاريخ اللبناني والعربي..
48 عاماً انقضت على رحيل “المُعلِّم” كمال جنبلاط.. لكنّه لم يغب عن هموم وشؤون وشجون الوطن على مساحته الواسعة من المحيط إلى الخليج.. بل نحن الذين غبنا عن تعاليمه وعن أفكاره وفلسفته الحياتية والسياسية والنضالية.. فغرقنا في وحول الأزمات والصراعات..
48 عاماً ونضال كمال جنبلاط المؤمن بأنّ “الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء” انقضت ونحن اليوم ضعفاء.. أتُرانا لا نستحق ذكراه التي تحل هذا العام وقد انتصر القدر على سيوف الغدر السورية.. وسقط النظام الطاغي الذي اغتاله لإسكات صوت الحق الهادر في وجه المعتقل السوري الكبير الذي أسر لبنان على مر سنوات طويلة..
48 عاماً وشخص كمال جنبلاط لا يتكرّر.. كمال جنبلاط قائد أكبر من طائفة وأكبر من فئة.. بل كان أُمّة في رجل.. فهابه “النظام البعثي” العبثي و”الموساد” الصهيوني وخافه كل أعدائه المُبغضين لكلمة الحق.. لأنّه ببسيط العبارة “فهم اللعبة صح”.. وأدرك أنّ “الذين ليس على صدورهم قميص هم مَنْ سيحررون العالم”..
في زمن الإلغاء
اليوم وفي عز حروب الإلغاء وتهميش الأقليات في المنطقة.. لبنان والعالم العربي بحاجة إلى شخص يمتلك فكر كمال جنبلاط.. يمتلك رؤية وإيمان وروح كمال جنبلاط.. شخص “لا يهرب من معركة الحياة لأنّها هروب من معركة الحق”، بل شخص قادر على “ترك الحزبية واتّباع ضميره، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير”..
في هذه المرحلة الصعبة التي يحاول العدو الإسرائيلي إيقاع الشرخ بين أبناء طائفة الموحّدين الدروز.. ما بين لبنان والقنيطرة والجولان وحتى في أراضي الـ48 المحتلة.. فإنّ الوحدة الوطنية و”الانتماء التوحيدي العربي” لا يحتاج إلا إلى وعي وتبصّر وفكر كمال جنبلاط المنفتح.. فلا زعامات تجرّهم إلى الانسلاخ عن وطنيتهم.. ولا مسؤولين يتدثّرون بملابس الوطنية ومصلحة الأقليات.. لإبعادهم عن أصولهم وجذورهم الوطنية منذ ما قبل ثورة سلطان باشا الأطرش وإلى الغد المُقبل..
دين الحكمة والتبصّر
لذلك ومع ما شاهده العالم منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي جرى خلال الصيف الماضي.. ومحاولة استغلال المجزرة التي أصابت الأطفال الدروز.. وصولاً إلى اليوم وما يشهده الداخل السوري من تخويف بفعل تفلّت وأخطاء الُحكم السوري الجديد.. فإنّ الدروز بحاجة إلى “الحكمة”.. التي هي أساس دينهم وحدودهم ويقينهم.. بحاجة إلى حكماء وعقلاء ليسيروا بهدي ورؤى كمال جنبلاط الذي حلم “بالمسؤول الفريد الذي يتجرأ على توقيف كل لبناني يقوم بدعاية طائفية”..
وبانتظار ما ستشهده الساعات المقبلة من إحياء للذكرى الـ48 على اغتيال “المعلم”.. وكلمة “بيك المختارة” الرئيس السابق لـ”الحزب التقدّمي الاشتراكي” وليد بيك جنبلاط في هذه المناسبة الأكثر ألماً ووقعاً على قلبه.. فهل مَنْ يقرأ كمال جنبلاط؟!.. وهل مَنْ يعود إلى فكر وروح كمال جنبلاط؟!.. ساعات ونتبصر!!
خاص Checklebanon