“خطوات إسرائيلية بالغة الخطورة” في الجنوب السوري: ماذا يحصل؟

شرحت مصادر سياسية مواكبة لـ«الجمهورية» خلفيات الموقف الذي أطلقه جنبلاط، وقالت إنّ الرجل استشعر حقيقة الاتجاه الذي يسلكه الوضع في جنوب لبنان وجنوب سوريا، حيث تبدو الأمور في صدد المزيد من التعقيد والصدمات.

فمن الواضح، تقول المصادر، أنّ حكومة بنيامين نتنياهو على وشك تنفيذ خطوات بالغة الخطورة في الجنوب السوري، مستغلة بعض الحساسيات الطائفية هناك، وتحديداً الوضع الدرزي، وهي أوعزت رسمياً إلى الجيش الإسرائيلي ليكون في وضعية التأهّب للتدخّل وضرب أهداف تابعة للحكم في سوريا، إذا نفّذ هذا الحكم إجراءات إنتقامية ضدّ أبناء الطائفة الدرزية في بلدة جرمانا، في ريف دمشق، على خلفية الحادث الذي حصل هناك قبل أيام.

فما يخشاه جنبلاط هو أن تستغل إسرائيل حال التوتر في الجنوب السوري، وتتذرّع بحماية الأقلية الدرزية لتنفيذ مخططات التقسيم في سوريا. وهذا الأمر لا يصبّ إطلاقاً في مصلحة الدروز في سوريا، كما ينعكس على واقع الطائفة في لبنان. وهذا أيضاً ما دفع جنبلاط إلى ترتيب زيارة ثانية للرئيس السوري أحمد الشرع، في وقت لاحق، استكمالاً للزيارة الأولى، ولتأمين أوسع حماية ممكنة لأبناء الطائفة في البلدين، وتجنيبهم مخططات قد يكلّفهم التورط فيها أثماناً باهظة.

والجدير ذكره، عَقدَ الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، مؤتمراً صحافياً بعد ظهر أمس في كليمنصو، في حضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، تحدث فيه عن التطورات الجارية وعن التحضيرات لإحياء الذكرى 48 لاستشهاد كمال جنبلاط. وقال: «صبرنا، وصمدنا، وانتصرنا. بعد 48 عاماً سقط النظام السوري وتحرّر الشعب، وعادت الحرّية إلى سوريا بفضل الشعب السوري، وبفضل أحمد الشرع والفصائل السياسية المتعددة والمتنوعة»، مضيفاً: «نريد لـ16 آذار 2025 ذكرى كبيرة شعبية، ولن تكون هناك دعوات رسمية، ونريد العلم اللبناني وحده». وأضاف: «الذي يريد أن يأتي من المسؤولين والأحزاب أهلاً وسهلاً به، ولن نوجّه أيّ دعوة، وسيكون هناك علم واحد هو العلم اللبناني. لا أريد أعلاماً حزبية أو غير حزبية. انتماؤنا المختارة للبنان، وانتماؤنا العريض للعروبة».

وتطرّق إلى الوضع السوري فقال: «على أحرار سوريا أن يحذروا من المكائد الإسرائيلية. وعلى الأحرار في جبل العرب، أحفاد سلطان باشا، إذا كانت قلة قليلة مأجورة من هنا أو هناك تريد جرّ سوريا إلى فوضى، فلا أعتقد أنّ الذين وحّدوا سوريا من أيام سلطان باشا ورفاقه من جميع المناطق السورية، سيستجيبون لدعوة نتنياهو للتخريب لعزل العرب الأحرار عن كل المحيط العربي والإسلامي، ولجعلهم فقط حراس حدود».

وقال جنبلاط: «سأزور دمشق مجددًا لأقول للجميع إنّ الشام هي عاصمة سوريا، وطلبتُ موعداً للقاء الشرع».

وعن موضوع الجنوب، أكّد أنّ «هناك احتلالاً في الجنوب، ونعوّل على جهود الرئيس جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، والرئيس نبيه بري والجميع، في الاتصالات الديبلوماسية مع الدول الكبرى. لكن هناك احتلالاً ومخالفة واضحة في القرارات الدولية من 1701 إلى اتفاق الطائف». محذّراً من أنّ «هناك مشروع تخريبٍ للأمن القومي العربي في سوريا وغزة والضفة الغربية. وعلى العرب في المؤتمر الذي سيجري في القاهرة أن ينتبهوا لأنّهم لن يكونوا بمنأى عن التخريب والتقسيم».

وقال: «تريد إسرائيل أن تستخدم الطوائف والمذاهب لمصلحتها، وتريد تفكيك المنطقة. هذا مشروع قديم جديد، ومررنا عليه في لبنان في مرحلة معينة، وفشل في لبنان بالرغم من الخسائر الفادحة التي مُني بها لبنان. لكن اليوم تعود إسرائيل لتتمدّد، ومشروعها التوراتي ليس له حدود، من الضفة الغربية من السامرة، من يهودا إلى بلاد كنعان. اقرأوا تورات العهد القديم، والتفاسير المتعددة التي لا حدود لها. هي تريد تحقيق إسرائيل الكبرى، وهذه هي مسؤولية القادة العرب قبل فوات الأوان».

وأشار إلى أنّ «إعادة الإعمار مرتبطة بالإصلاح، والبرنامج الذي وضعه نواف سلام مقبول، وأهمّ بند هو ودائع صغار ومتوسطي المودعين، وذلك من جملة بنود أخرى مثل الكهرباء والاتصالات».

وعمّا إذا كانت المساعدات مشروطة بتطبيق القرار 1701، قال جنبلاط: «القرار 1701 تعدّله الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل. أمّا موضوع الإصلاحات فهو أمرٌ داخلي».

واضاف: «سنبقى كما كنا مع الرئيس بري والقوى الوطنية، ومع سليمان فرنجية (الجد) ورشيد كرامي، كنا وسنبقى ضدّ الصلح مع إسرائيل إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية ويكون الحل للّاجئين الذين هربوا من فلسطين المحتلة عام 1948».

مقالات ذات صلة