حين أُحرقت لافتات “العهد الجديد” على طريق المطار: أين الإدانات الرسمية… والعلنية؟

ليل الخميس، أقدم مجهولون على إحراق لافتات رسمية كُتبت عليها عبارة “العهد الجديد”، كانت قد وضعتها مؤخراً وزارة الأشغال العامة والنقل على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، في إطار حملة تهدف إلى تنظيم المشهد البصري واستبدال الشعارات السياسية والحزبية برسائل وطنية موحدة.
الاعتداء على اللافتات أثار موجة من التساؤلات والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنه تزامن مع إزالة صور وشعارات لـ”حزب الله”، بينها صور شهداء كانت تحتل جزءاً كبيراً من طريق المطار منذ سنوات.
وفي هذا الاطار، أوضح مصدر من شركة الاعلانات المعنية بإدارة اللوحات على الطريق لموقع “لبنان الكبير”، أن إزالة الصور الحزبية تمت بصورة قانونية بسبب انتهاء مدة الاعلان المحددة مسبقاً، وليس نتيجة ضغوط سياسية أو حزبية كما أُشيع، لافتة إلى أن كل التعديلات والإزالات تمّت بالتنسيق مع وزارة الأشغال، ضمن خطة لإعادة تنظيم الفضاء العام بما يتماشى مع القوانين والعقود الموقّعة.
وعلم موقع “لبنان الكبير” من مصدر خاص أن حادثة إحراق اللافتات لم تكن الأولى من نوعها، بل سُجّلت حوادث مماثلة في الأسابيع الماضية، ما دفع الشركة إلى تقديم شكاوى قانونية ضد الفاعلين. وأكّد المصدر أن القوى الأمنية أوقفت بعض المتورطين في إحراق اللافتات الجديدة، ويتم التحقيق معه بإشراف القضاء المختص.
وفي وقت تتصاعد فيه الأسئلة حول الجهة التي تقف وراء الحريق، وأبعاد هذا التحرك الذي جاء بعد إزالة اللافتات الحزبية التي لطالما طغت على المشهد العام في المنطقة، فضّلت بلدية الغبيري عدم الردّ على الاستفسارات الاعلامية بعد محاولة موقع “لبنان الكبير” التواصل معها، ولم تصدر أي بيان لتحديد موقفها مما حصل، أو لتوضيح دورها في ما يتعلق بإدارة هذا الفضاء العام، الذي يقع بمعظمه ضمن نطاقها البلدي.
اللافتات التي حملت عبارة “العهد الجديد” كانت جزءاً من حملة وزارة الأشغال لإزالة المظاهر الحزبية من الطرقات الحيوية، وإعادة الفضاء العام إلى حياديته، لكنّ الرسائل التي فُسّرت بأنها تحمل دلالات سياسية مبطّنة، سرعان ما فجّرت ردّ فعل عنيفاً على الأرض.
حتى الآن، لم تصدر السلطات اللبنانية أي بيان رسمي يدين حادثة إحراق لافتات “عهد جديد للبنان” على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. كما لم تُسجّل إدانات علنية من جهات رسمية أو حزبية بشأن هذه الحادثة. مع ذلك، أعرب العديد من اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استنكاره لهذا الفعل، معتبراً أنه يعبّر عن رفض لمحاولات إعادة تنظيم المشهد البصري للطريق.
في ظل هذا المشهد، يبقى السؤال: هل يمكن لمبادرات الدولة أن تمرّ بسلام، في بلد لا تزال حتى اللافتات فيه تُقرأ بلون سياسي، ويُردّ عليها بالنار؟
لبنان الكبير