قراءات حول احتضار«حزب الله» وإنهاء ملف السلاح: إفراط في المبالغة؟

رأت قراءات سيادية، في الأفق، فرصة لإنهاء ملف السلاح، إذ ترى «أنّ «حزب الله» في حال احتضار، لأنّه أُصيب بضعف كبير جداً، والهزيمة التي تلقّاها أفقدته قدرته على المبادرة، بل وعلى الاستمرار، وجعلته محاصراً من الخارج بعدما قُيِّدت إيران وكُبّلت دولياً، وأُقفلت أمامه طريق سوريا، ومحاصراً في الداخل بانحدار وضعه وحضوره ودوره إلى حال لا يُحسد عليه، وفَقَد قدرة تحكّمه ولم يَعُد يسبح في مياه داخلية صافية، فأمامه جبهة سياسية عريضة تزيد عن ثلاثة أرباع الشعب اللبناني، تعارض منهجه، وضدّ سلاحه واحتكاره قرار الحرب والسلم، ولا تريد أن تتكرّر فترة إمساكه بمفاصل الدولة وقرارها. فضلاً عن أنّ العهد الرئاسي والحكومي الجديد يحول دون ذلك».
وبحسب القراءات السيادية، فإنّ «عاملاً أساسياً يعزّز تراجع الحزب، هو إدراكه أنّ أيّ مجازفة من قبله بأي عمل عسكري، باتت تشكّل مخاطرة كبرى بالتسبّب بالمزيد من التهجير والخراب والدمار. ثم إنّه بعد اتفاق وقف إطلاق النار بات مقيّداً بالكامل، لأنّ حرية حركته جنوبي الليطاني لم تعد ممكنة، كما أنّه لا يستطيع أن يخرج على القرار 1701 الذي يحظى بإجماع دولي وإجماع داخلي على تطبيق مندرجاته وتعزيز الجيش لتأمين وحماية الحدود الجنوبية».
وتخلص القراءات السيادية إلى تأييد ودعم توجّه الدولة اللبنانية إلى اعتماد الخيار الديبلوماسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، وهو الأمر الذي يؤمل أن يحقق نتائجه المرجوّة بالاستناد إلى الدعم الدولي والالتزام باستعادة لبنان لسيادته على كامل أراضيه».
على أنّ هذه القراءات يدرجها مسؤول وسطي بارز في خانة «الإفراط في المبالغة» بقوله لـ«الجمهورية»: «إنّ «حزب الله» لم ينتهِ، فهو بلا أدنى شك يعاني وضعاً صعباً، لكنّه يبدو قادراً على النهوض إنما ذلك قد يستلزم بعض الوقت. لكن في الوقت الراهن، فإنّ صعوبة وضعه يبدو أنّها لا تسمح له بالتحرّك على ما كان عليه في السابق، ولذلك حسناً فعل بانكفائه في هذه الفترة – وهذه خطوة ذكية – بترك مسؤولية استرجاع التلال الخمس اللبنانية للحكومة للتحرك ديبلوماسياً ودفع العدو الإسرائيلي إلى الانسحاب من تلك النقاط».
وعمّا إذا كان واثقاً بنجاح الجهد الديبلوماسي في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، قال المسؤول: «الدولة كما سمعنا جميعاً مصمِّمة على خوض الحرب الديبلوماسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس، وتؤكّد وجود تطمينات بأنّ المجتمع الدولي يقف إلى جانبها لتحقيق هذا الهدف. لكنّ مسؤولين كباراً يشكّكون باستجابة إسرائيل للجهد الديبلوماسي. أنا أتفق مع هذا الموقف، وأرى صعوبة كبرى تعتري المسار الديبلوماسي، وخصوصاً بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي استمرار احتلال النقاط الخمس بموافقة أميركية لمدى زمني غير محدّد. أعتقد أنّ القرار النهائي في ما خصّ الانسحاب هو بيَد الأميركيِّين، والجهد الديبلوماسي ينبغي أن ينصبّ في اتجاههم، فوحدهم القادرون على إلزام إسرائيل بالانسحاب، وغير ذلك مضيعة للوقت».
الجمهورية