قمة الرياض: كيف نُخرج المقاومة؟

استضافت الرياض قمّة «غير رسمية»، أمس، ضمّت زعماء دول الخليج ومصر والأردن – بغياب سلطنة عُمان -، وتناولت الوضع الفلسطيني و«طريقة التعامل» خلال الفترة المقبلة مع المقاومة، إذعاناً للمطالب الأميركية، وسط التشديد المصري – القطري – الأردني على ضرورة رفض التهجير، باعتباره «خطاً أحمر لا يمكن مناقشته أو قبول طرحه من الأساس».

وبحسب مصادر مصرية، فقد ناقش الاجتماع «التصورات المصرية حول عملية إعادة الإعمار بشكل موسّع، والتي ارتكزت على تسريع هذه العملية عبر ضخ استثمارات كبيرة، إلى جانب العمل على إدخال مزيد من المساعدات بشكل يومي، بما يضمن عودة الحياة إلى ما كانت عليه تقريباً في غضون عام واحد فقط، فضلاً عن استمرار الأعمال الإنشائية لمدة قد تصل إلى 10 سنوات شريطة استمرار وقف إطلاق النار». وبدا لافتاً في اللقاء، الاهتمام المصري بالاستماع إلى محددات التطبيع السعودي – الإسرائيلي من ولي العهد، محمد بن سلمان، مباشرة، وهو أمر ترى القاهرة أنه «سيلعب دوراً مهماً في مسار القضية الفلسطينية خلال الشهور المقبلة باعتباره ورقة ضغط هامة يجب توظيفها بما يخدم الوضع في قطاع غزة»، وفقاً للمصادر.

وبحسب مسؤول مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن الولايات المتحدة «تريد من مصر والأردن تقديم خطة قابلة للتنفيذ تحقق كل المطالب الإسرائيلية، وفي مقدّمتها التعامل مع مسألة سلاح المقاومة وتحويل غزة لتكون تحت الإشراف الأمني الإسرائيلي، ولو بشكل غير مباشر لمنع تكرار ما حدث في طوفان الأقصى، بالإضافة إلى تغييب المقاومة بشكل كامل عن الحكم». وأضاف أن «الخطة التي تعمل عليها القاهرة في الوقت الحالي تعتمد على مراحل لتحقيق المطالب الإسرائيلية “الأمنية”، مع التشديد على أن فكرة نفي القادة الفلسطينيين خارج بلادهم أمر لا يجب أن يكون شرطاً لوقف الحرب، وضرورة أن يأتي ذلك في إطار العمل على تقديم تنازلات من مختلف الأطراف وليس المقاومة فقط». وأعرب المسؤول المصري عن اعتقاده بأن «التوافق العربي حول أساسيات الخطة التي يجري إعدادها في الوقت الحالي، سيكون مقدّمة لإمكانية إعداد تعديلات عليها، تسمح بدخولها حيّز التنفيذ بموافقة أميركية».

وكانت السعودية سعت إلى خفض سقف التوقعات بإحداث القمة أي اختراق، بتأكيدها، أول أمس، أن الاجتماع هو «لقاء أخوي غير رسمي»، وقراراته ستكون ضمن جدول أعمال «القمة العربية الطارئة» التي ستُعقد في مصر في الرابع من آذار المقبل. وفيما لم يصدر أي بيان رسمي بشأن الاجتماع، نشرت قناة «الإخبارية السعودية» الحكومية، صورة للمشاركين في قمة الرياض، من دون أن تحدد مكانها أو جدول أعمالها. وأظهرت الصورة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مع الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، والملك الأردني، عبدالله الثاني، وولي عهده، حسين بن عبدالله، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى رئيس وزراء البحرين، سلمان بن حمد آل خليفة.

من جهتها، ذكرت الرئاسة المصرية أنّ السيسي غادر الرياض بعد «مشاركته في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية». وبحسب المصادر، فإن الاجتماع عُقِد «بعد ورود إشارات إيجابية تلقّاها المسؤولون العرب، عبر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي تحدّث عن مستقبل أفضل لأهالي غزة وليس تهجيرهم، باعتبار أن البحث عن المستقبل الأفضل هو سبب مقترح التهجير وليس العكس»، علماً أن ويتكوف زعم، في تصريحات أطلقها أولَ أمس، أن «خطة ترامب بشأن غزة ليست لتهجير الفلسطينيين»، بل إنها «تهدف إلى تغيير تفكير الجميع وفعل ما هو أفضل للشعب الفلسطيني».

الاخبار

مقالات ذات صلة