خاص: واقع الحال ما قبل الإسناد وبعد الانسحاب المنقوص: أصبح الاغتصاب أوسع!

سؤال برسم “البيئة الحاضنة”: قبل 8 تشرين الأول 2023 كُنّا في حال.. وقبل 17 أيلول 2024 كُنّا في حال.. وبعد 18 شباط 2025.. أين أصبحنا وفي أي حال؟!.. أما زالت الـ10452كلم هي نفسها أم أصبحت تحت النير الصهيوني؟!

قبل الدخول في حرب الإسناد كُنّا نعيش يومنا بالكاد قادرين على الإكمال.. فجاءت “الغزوة الحماسوية” التي خسّرتنا المئات من الشباب والكثير من الدمار والخراب على صعيد الجنوب.. قبل حرب البيجر وانتقال جبهة العدوان من غزّة إلى جنوب لبنان وارتفاع عدد الشهداء إلى الآلاف والجرحى أضعافهم المضاعفة.. شُلَّ البلد وغرق في أسفل أسفلين وأصبح من استجرَّ الحرب “نازحاً” مدحوراً يستجدي “اتفاق الذُل والعار” لكنّه يدّعي الانتصار..

اليوم 19 شباط 2025.. بعد يوم واحد من فتنة التمديد للانسحاب الإسرائيلي.. يوم واحد على خروج العدو من الأراضي اللبنانية التي احتلها الخريف الماضي.. اللهم إلا من 5 نقاط لا تزال كـ”مسمار جحا” ذريعة “غب الطلب” كلمّا دعت حاجات حكومات الكيان البحث عن “شبح عدو”..

أصبحنا اليوم في أراض جنوبية جرداء.. حتى الإسفلت “قبعوه” كما قال يوماً وفيق صفا عن القاضي طارق البيطار “أتذكرون”؟!.. لم يترك العدو لا حجراً ولا شجراً ولا حتى بشراً.. دمّر وحرق وقتل وهدم ولم ينسحب تماماً بل مازال محتلاً.. بعدما كُنّا في الأصل “متنازعين” على الخط الأزرق “اللاحدودي” واغتصاب مزارع شبعاً.. فاليوم أصبح الاغتصاب أوسع..

وعود على بدء السؤال الأساس: لماذا كل ما جرى؟!.. أما كُنّا بغنى عن كل هذا الخراب؟!.. أما كان البلد بحاجة إلى دفشة للأمام؟!.. قبل أنْ تُعيدونه للوراء مئات السنين.. بقرار أحادي دون حتى الاستئناس برأي السلطة “المارقة” والعميلة بنظركم.. رغم أنّها كانت حكومتكم التي استحضرتموها لتسند حُكم “ختيار جهنّم”.. أتذكرون يوم عطّلتم البلد من أجله؟!.. أتذكرون يوم أغلق “الأخ الأكبر الإستيذ” أبواب البرلمان كُرمى لعيون الرايات الصفراء الحليفة..

اليوم اختلف المشهد.. وجزء أوسع من البلد – جنوباً وبقاعاً – أصبح تحت الاحتلال.. ومن تعتبرونها الشيطان الأكبر وتنادون بأعلى الصوت “الموت لـ أمريكا”.. لعبت جاليتكم الشيعية في “بلاد العم سام” دوراً كبيراً في وصول رئيسها المجنون دونالد ترامب إلى سدّة الحُكم.. ليأتي “وفيق صفا” ويدّعي في حوار مع “الميادين” بأنّ المقاومة أقوى من ذي قبل.. أما شبعتم إراقة دماء؟!.. أما مللتم ركن حياة الناس من أجل عبور برامجكم وأجنداتكم – سياسية كانت أم عقائدية- عمرها 1400 عام؟!..

خافوا الله وعودوا إلى لبنانيّتكم.. الإيراني حين وضع مصلحته في الميزان مقابل مصلحتكم اختار “اللهم نفسي”.. ومشهد صعود مسعود بزشكيان على منبر الأمم المتحدة في الولايات المتحدة شاهد على بيعه لكم على مفترق المصالح..

ليبقى أنّكم يوم 23 شباط حتماً ستزبدون وترعدون وتتوعّدون.. بل وتدّعون بأنّ السماء تبكي على مسؤوليكم.. لكن واقع الحال أنّه حتى الطبيعة والطقس والسماء ملّت منكم ومن جبروتكم من العيش خارج حدود الواقع.. العيش في عالمكم الخاص القائم على الجبروت.. العدو أقوى منكم ودول كثيرة تتجه إلى التطبيع معه.. فارضوا بواقع الحال وكونوا مثل سواكم “ندّاً للند” لا استقواء بسلاح أو عنف أو تجارة مخدّرات.. بل اقنعوا بلبنانيّتكم أو ارحلوا إلى حيث تنتمون!!

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة