«تهتز ولا تقع» بين «الحليفين اللدودين»: هل يشارك “التقدمي” في التشييع ؟

«تهتز ولا تقع»، تلك هي حالة المنسوب السياسي بين «الحليفين اللدودين» رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط.
ليست المرة الأولى التي يذهب فيه الرجلان كل في خياره السياسي ليعودا ويلتقيا على نقطة واحدة، وان كانت عبارة «اللا غالب ولا مغلوب»، التي اقتبسها جنبلاط عن الرئيس صائب سلام، تصح لمن كان يطمح لإقصاء أحد جناحي «الثنائي» الشيعي.
جاءت زيارة الزعيم الدرزي إلى عين التينة مساء الاثنين، لتكمل اللبنة الاولى في إعادة تصحيح شائبة الافتراق السياسي حول انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة. وكان قام بها قبل نحو اسبوع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من كتلة «اللقاء الديموقراطي» النيابية بلقاء الرئيس بري.
عنوان الزيارتين الجنبلاطيتين، هو التأكيد على العلاقة المتينة والقوية مع الرئيس بري، والتي عزا جنبلاط الأب انقطاع اللقاءات بينهما إلى «نتيجة الحرب وتشكيل الوزارة».
الزعيم جنبلاط وبعدما اكتشف، بحسب مصدر في الحزب «التقدمي الاشتراكي» لـ«الأنباء» ان ثمة من يحاول الاصطياد بالمياه العكرة ولا طول له بهكذا أمر، من خلال تحميل تبعات مشكلة الطائرة الايرانية لوزير الأشغال فايز رسامني (سماه جنبلاط للوزارة)، سارع إلى زيارة بري، والتأكيد من منبر عين التينة على العلاقة القوية، ونفي مسؤولية الوزارة التقنية فقط بهذا الخصوص، والقول انها على عاتق وزارتي الداخلية بخصوص التفتيش والمالية بالنسبة إلى الجمارك«.
وأضاف المصدر:«اذا كان من مسؤولية ولو نسبية، فإنها تقع على الوزير السابق علي حمية (المحسوب على حزب الله) وليس على الوزير الجديد، الذي ورث هكذا قرار وينتظر نيل الحكومة الثقة قبل الذهاب إلى تغييره أو تعديله».
جنبلاط الذي انتقل من عبارة «كفى هذه المزايدة السياسية»، إلى التأكيد على أن «بقاء الاحتلال (الإسرائيلي) في التلال الخمس، مخالف للاتفاق (وقف إطلاق النار) لا أكثر ولا أقل»، وهذا ليس بالموقف الجديد ضد الاحتلال وتمسكه بمبدأ الهدنة، بمعزل عن ماهية مواقف بري و«حزب الله» والدولة بهذا الخصوص.
مصادر محايدة لفتت لـ«الأنباء» النظر، إلى عدم لقاء جنبلاط بـ«حزب الله»، ليسلم وفد منه دعوة إلى جنبلاط ونجله تيمور للمشاركة في تشييع الأمينين العامين السابقين للحزب السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، على غرار بقية المسؤولين، متسائلة عن سبب اكتفاء جنبلاط ونجله بقبول الدعوة «بريديا»(!). وعلمت «الأنباء» في هذا الصدد عن توجه إلى مشاركة نائب من كتلة «اللقاء الديموقراطي» وأحد المسؤولين من«التقدمي» بالمناسبة.
ولاحظت مصادر متابعة في هذا السياق«ان وليد جنبلاط بدأ قبل فترة بـ«قوننة» علاقته السياسية «غير المقطوعة» مع «حزب الله»، الذي يعتبره مكونا سياسيا كسائر المكونات والتيارات السياسية والحزبية في لبنان، وهو كما الحزب «الاشتراكي» يتطلعان إلى نهوض الدولة بكامل مؤسساتها وعدم العودة بالزمن إلى الوراء تحت أي ظرف».
عامر زين الدين – الانباء الكويتية