الأمر لها: أورتاغوس ترفع البطاقة الحمراء ضد توزير “الحزب”؟

ما بعد مجيء المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ليس كما قبله، ليس حكومياً فقط إذ ستكون هناك ارتدادات على مستويات سياسية عدة. لقد أجمع المراقبون على هذا التوصيف، وافترقوا في تقدير أبعاده. وتقول أوساط سياسية بارزة في هذا المضمار لـ”نداء الوطن” إن تفويت فرصة ولادة الحكومة الخميس ورفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسم الشيعي الخامس، يمكن استلحاقه قبل أن تقوى الزوبعة السياسية التي أثارتها أورتاغوس.

في موازاة ذلك، علمت “نداء الوطن” أن الخطاب العالي النبرة للموفدة الأميركية من بعبدا بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، “لم يعكر جو تأليف الحكومة، لأن أورتاغوس قالت خلال اجتماعها مع عون إنها ترفض توزير حزبيين من “حزب الله”، في حين أن الأميركيين يعرفون جيداً الأسماء الشيعية الأربعة المطروحة، وهناك من يعمل معهم في الجامعة الأميركية لذلك لم يضعوا “فيتو” على أي اسم لأنهم يدققون في السير الذاتية وسلوك وارتباطات كل شخص”.

المسألة أن الموقف الأميركي، لا يحجب أن ما قالته أورتاغوس على الطريقة “الترامبية”، قاله مراراً سلفها آموس هوكستين ولكن بدبلوماسية. ومن أخذ عليها خاتم نجمة داوود، لا يجب أن ينسى أن هوكستين كان ضابطاً بالجيش الإسرائيلي. في كل حال عندما نقول إننا في مرحلة جديدة أثمرت انتخاب عون وتكليف سلام، فهذه المرحلة كانت الولايات المتحدة وكل المجتمع الدولي في صلبها. وهذه المرحلة جاءت بعدما اختل ميزان القوى إلى درجة أن “حزب الله” وافق صاغراً على اتفاق وقف النار الذي رعته واشنطن. لذا تبدو مواقف أورتاغوس انعكاساً ولو “فظاً” للوضع الجديد الذي نشأ بعدما ورَّط “حزب الله” كل لبنان في تداعياته.

ومن جهة ثانية أكدت أورتاغوس الانسحاب الكامل الإسرائيلي من الجنوب وتحريك ملف الأسرى وتطوير برنامج دعم الجيش اللبناني ليكون القوة الوحيدة في جنوب الليطاني وفي كل لبنان، في حين أكد عون الالتزام الكامل بالقرار 1701 بكل مندرجاته وبالاتفاق الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية في 27 تشرين الثاني الماضي.

 

وكانت زيارة الرئيس المكلف نواف سلام مساء أمس إلى قصر بعبدا مناسبة للبحث في الاسم الشيعي الخامس. وكان هناك اقتراح بأن يكون هذا الاسم الوزير السابق ناصر السعيدي لكن الأخير يبدو اشترط تغيير الحقيبة المعروضة (التنمية الإدارية) ما استدعى المزيد من المشاورات، التي ستتواصل بين عون وسلام لمحاولة تسريع إنجاز التشكيلة.

وأكدت أورتاغوس أيضاً من قصر بعبدا التزام بلادها “الصداقة والشراكة التي تربطنا بالحكومة الجديدة”، وأبدت تفاؤلها بقدرة أعضائها على “ضمان بدء القضاء على الفساد، وإنهاء نفوذ “حزب الله”، والشروع في الإصلاحات”.

ورداً على سؤال، قالت أورتاغوس: “وضعنا في الولايات المتحدة خطوطاً حمراء واضحة، تمنعهم (“حزب الله”) من ترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة” المقبلة. وأضافت “لقد بدأت نهاية عهد “حزب الله” في الترهيب في لبنان وحول العالم. لقد انتهى”.

وقالت “نحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة “حزب الله”، مشيرة إلى ضغوط يفرضها ترامب راهناً على إيران “حتى لا تتمكن من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة”، وبينهم “حزب الله” الذي تعد طهران داعمته الرئيسية.

وفي وقت لاحق، أوردت الرئاسة اللبنانية في بيان مقتضب أن “بعض ما صدر” عن أورتاغوس في القصر الرئاسي “يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به”.

بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا لديها ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل طوائف الشعب اللبناني. ورداً على سؤال حول الخطوط الحمراء التي حددتها الولايات المتحدة بشأن مشاركة “حزب الله” في الحكومة اللبنانية، قال المتحدث إن فرنسا تأمل أن يجد رئيس الوزراء اللبناني وسيلة لحل المأزق.

أما “حزب الله” فرأى عبر رئيس كتلة “الحزب” البرلمانية محمّد رعد في بيان، “في تصريحها (أورتاغوس) تدخلاً سافراً في السيادة اللبنانية وخروجاً عن كل اللياقات الدبلوماسية” معتبراً أن ما ورد فيه “زاخر بالحقد وبانعدام المسؤولية، ويتطاول على مكون وطني هو جزء من الوفاق الوطني ومن الحياة السياسية اللبنانية”.

نداء الوطن

مقالات ذات صلة