8 قرى تنتظر زحفاً شعبياً في الأيام المقبلة!

أعادت إسرائيل الجنوبيين أمس إلى المربع الأول بعد وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي. غارتان استهدفتا النبطية الفوقا وزوطر الشرقية بدّدتا الاستقرار النسبي الذي استعاده الجنوبيون بعد عودتهم إلى بلداتهم المحرّرة يوم الأحد الماضي، تاريخ انتهاء مهلة الستين يوماً لانسحاب العدو. غارة النبطية الفوقا استهدفت مرْأَباً للسيارات، فيما استهدفت الغارة الثانية منتزه «مدينة فرح». وزعم العدو أنه استهدف شاحنة ومركبة تنقلان ذخائر، فيما أعادت الغارتان الجدال حول شمول منطقة شمال الليطاني باتفاق وقف إطلاق النار ومساحة تنفيذ القرار 1701، مع سعي العدو، بدعم أميركي، إلى توسيع النطاق الجغرافي للقرار بخلاف رأي لبنان، وفي ظل رفض تام من المقاومة.

وبدا واضحاً أن غارات العدو لم تكن مرتبطة بما أعلنه العدو عما أسماه «انتهاك حزب الله للاتفاق»، بل كانت رداً على ما يحصل في الجنوب منذ الأحد الماضي، إذ يشعر العدو بالحاجة إلى خلق مناخ معاكس للمناخ الذي ساد الجنوبيين إثر قيام الأهالي باقتحام غالبية القرى الحدودية، في عمل شعبي تواصل أمس، وحيث لا تزال قوات الاحتلال تسيطر على ثماني بلدات بين القطاعين الأوسط والغربي، من عيترون وبليدا إلى ميس الجبل مروراً بحولا ومركبا وصولاً إلى رب ثلاثين والعديسة وكفركلا، علماً أن هذه القرى ليست محتلة بالكامل، إذ تمكّن الأهالي من دخول أحياء كبيرة فيها، إلا أن العدو عمد خلال الساعات الـ 24 الماضية إلى رفع سواتر كبيرة، مغلقاً كل الطرقات التي يمكن سلوكها إليها. كما بعث العدو برسائل عبر قوات الطوارئ الدولية طالباً منع الأهالي من التقدم، مهدّداً بإطلاق النار من نقاط تمركز قواته، مبرّراً ذلك بأن مجموعات الأهالي تضم عناصر من حزب الله يقومون بأعمال استفزاز للقوات الإسرائيلية.

ولليوم الثالث على التوالي، لم تخفت عزيمة الأهالي، مدعومين بزوار من مختلف المناطق. فنجحت القوافل البشرية أمس في تحرير غالبية بلدة يارون انطلاقاً من الأحياء الجنوبية الغربية لناحية رميش وصولاً إلى ساحة البلدة. وبفضل اندفاعة الأهالي، تمكّن الجيش اللبناني من إعادة التمركز في أكثر من نقطة. على المقلب الآخر في القطاع الغربي، أنهى الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة باستثناء جبل بلاط بين مروحين ورامية حيث لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تجريف الأحراج الموجودة هناك، بينما اعتقل العدو في القطاع الشرقي الشاب علي ترحيني بعد إطلاق النار عليه ومنع المسعفين والجيش اللبناني من الوصول إليه قبل أن يقتاده جريحاً.

إلى ذلك، يبدأ مكتب التعاون المدني في «اليونيفل» الأسبوع الجاري، بالتعاون مع الجيش اللبناني، توزيع خيم على العائدين إلى البلدات الحدودية بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منها، علماً أن كثيرين ممن عادوا إلى هذه البلدات يبيتون ليلهم في العراء بين الركام، فيما يضطر آخرون إلى المغادرة مساء بعد تمضية النهار. فيما باشرت فرق تابعة لمؤسسة جهاد البناء وأخرى من اللجان المعنية بالإعمار في حزب الله، في الساعات الماضية، وضع آلية لمباشرة المسح في كل القرى الحدودية المحررة، وصدرت تعليمات من قيادة حزب الله بتسريع المسح، وتوفير الدعم المباشر لكل من يريد ترميم منزله، خصوصاً أن الكشف الأولي أظهر وجود عدد غير قليل من المنازل الصالحة للسكن، وأخرى تحتاج إلى عمليات ترميم. بينما يُنتظر أن تستعدّ البلديات في هذه القرى لفتح كل الطرقات وإزالة الركام من الشوارع، على أن تبدأ فرق تابعة لمؤسستي كهرباء لبنان ومياه لبنان الجنوبي العمل في إعادة ترميم البنى التحتية الخاصة بشبكات المياه والكهرباء.

في غضون ذلك، واصلت فرق الدفاع المدني عمليات البحث بين الأنقاض عن جثامين الشهداء، فيما سُجلت مشاركة عائلات مقاومين بقاعيين ومن مناطق أخرى في عمليات التحرير الشعبي، للبحث عن جثامين شهدائهم التي بقيت تحت الأنقاض.

امال خليل- الاخبار

مقالات ذات صلة