خاص: نعم… وليد جنبلاط قرأ اللحظة المصيرية وحلًّ في قصر المهاجرين!

.. نعم حلّ في َأرض الشام مرفوع الرأس، عزيزاً، مُكرّماً.. نعم إنّه الأوّل من لبنان الذين لم يسبقه لا سلطة ولا حكم ولا سياسيون ولا أقران..

في الأسبوع الثاني على سقوط نظام بشار الأسد.. التقط وليد جنبلاط اللحظة المصيرية ورصد الواقع المتغيّر.. وزار على رأس وفد كبير من “مشيخة العقل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” والبيئة الدرزية الحاضنة “قصر المهاجرين” في قلب “شام العروبة”.. حيث كان في استقباله القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع.. الذي لم يعد “أبو محمد الجولاني” بل خلع عن كتفيه هيئة العسكري.. وظهر للمرّة الأولى بربط عنق.. بعدما درّج زيّه رويداً رويداً من العسكرية إلى المدنية..

وليد جنبلاط الذي يظنّ الكثيرون أنّه “شخصية متقلّبة”.. مرّة تلو أخرى يثبت الواقع أنّه راصد للتبدّلات والمستجدات.. ينحني مع العاصفة صوناً وحفظاً لطائفة الموحّدين الدروز في أي بقعة من بقاع الأرض كانوا.. فلا يقتصر تفكيره بمنطقة أو موقع.. بل يمتد إلى شمولية الطائفة التي ساهمت في رسم التاريخ منذ ما قبل عهد سلطان باشا الأرض وزمن المعلّم كمال جنبلاط.. لكنها تبقى من الأقليات خاصة في ظل الحديث عن البحر السنّي.. والخوف من التقسيم الطوائفي القادم على سوريا.. فإنّ وليد جنبلاط من منطلق حرصه على التنوّع كانت الزيارة الدمشقية “العروبية”..

وليد جنبلاط ولا لمرّة واحدة شذَّ عن طريق العروبة وتأييدها بالصوت العالي.. وليد جنبلاط أوّل مَنْ أيّد الثورة في لبنان وفي سوريا.. وأوّل من رفع الصوت بوجه جزّار دمشق الفار بشّار الأسد.. حين وصفه “يا قرداً لم تعرفه الطبيعة”.. أثبت على مر السنوات أنه الأجرأ والأصدق.. يقول كلمته ويمضي دون الركون إلى ما يجري خلفه.. لذلك تجد أبناء الطائفة يحمدون الرب على أنّه رغم كل التغيّرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط.. لا يزال وليد جنبلاط الذي تشكّل الطائفة هاجسه الأول والأخير موجوداً بينهم..

هو رجل سياسة بحق لا يفكّر في الإطار المحدود.. استشرف اتجاه الشرق الأوسط الجديد وسوريا الجديدة في أي منحى سينحيان.. وقرر عدم الركون والصمت دون أن يحجز دوراً فاعلاً لطائفة الموحدين الدروز.. خاصة أنّ الدولة اللبنانية لم تتحرك رسمياً تجاه سوريا حتى الآن.. بانتظار المؤشرات الخارجية او الرسائل والأجندات المستقبلية.. رغم ما حُكي عن اتصال بعيد عن الإعلام بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والشرع..

من هنا يبقى وليد جنبلاط “منتظراً أعداءه على ضفة النهر” العروبي والوطني والسوري واللبناني.. قارئاً للغد وراسماً مشهدية المستقبل لطائفة لعبت دوراً أساسياً في رسم صورة لبنان والمنطقة..

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة