خاص: عشيّه الأعياد… متى تعودون جميعكم إلى لبنانيّتكم!!؟

غريب أمر هذا البلد وناسه.. أيام قليلة تفصلنا عن عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية واحتفالات العام الجديد 2025.. ترى المناطق على اختلافها وتنوّعها وكأنّها “لعبة بازل”.. أحياء تحضر فيها الزينة بقوة وتتأهّب على قدم وساق لاستقبال “طفل المغارة” وملوك المجوس.. وكأنّ البلد لم يمر عليه لا حرب وقتل وموت وخراب ديار..

فيما مناطق أخرى لا تعرف من العيد سوى الاستماع إلى إعلانات وصور عنه.. وواقعها خراب ودمار وورش إعادة بناء وإعمار.. بينما الطرف الثالث يحاول وبمكابرة وإصرار.. استخراج الروح من قلب الجسد الميت كوسط بيروت وجواره الساعي إلى استعادة النبض ولو بما تيسّر..

بالمختصر الصورة تختلف بين شارع وآخر.. والناس يختلفون أيضاً من شارع وآخر.. البعض يتحضر للاحتفال.. والبعض الآخر يعاني من ضائقة مادية خانقة.. والبعض الثالث ينتظر فرج السماء.. و”لوين رايحين؟!”..

كلّما تأمّلنا بغدٍ أفضل وبدأنا التحضير والترتيب لراحة بال.. تأتينا ضربة من هنا وضربة من هناك.. وكلّها بسبب المصالح والأجندات الخارجية.. وإذا ما سألنا “لبنان أولاً هل سمعتم بها؟!” لا نجد جواباً.. الممانعون مصالحهم وانتماءاتهم وميولهم إلى محور الذي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بلبنان الحقيقي.. بينما اليمين اللبناني ورغم رفعه “على طول الدرب” لشعار السيادة والاستقلال.. إلا أنّه لطالما كان همّه الأوحد مصالحه الشخصية ولو كانت مع الشيطان.. والتاريخ يشهد!!

بالمختصر إلى متى سنحتفل جميعنا بالأعياد ونكون كلّنا على نفس الموجة؟!.. متى سنهلّل لميلاد طفل المغارة.. ونستقبل هلال رمضان.. ونؤذّن لعيد الصيام الأكبر.. متى سيكون قلب السياسي على المواطن والمواطن على أخيه المواطن؟!.. ليس قلب الزعيم على منصبه وكرسيّه.. والمواطن مُساق بالكرباح أو بالدولار رافعاً شعار “بالروح بالدم نفديك يا زعيم”..

فإذا ما بقينا مشرذمين.. سنبقى لقمة سائغة للأمم وأجنداتها.. من الأطماع الفارسية و”الهلال الإيراني” إلى الصهيونية و”إسرائيل الكبرى” إلى الأتراك و”حلم الأمبراطورية العثمانية” إلى الأمريكيين و”الشرق الأوسط الجديد”.. فكّروا ببلدكم لأن الآخر لن يفكّر بكم!!


خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة