ليلة لها العجب.. طيور أبابيل الصهيونية كادت أن تبيدنا!!
هي بكل المقاييس وكل العبارات.. وكل ما يمكن أنْ يوصف أو يُقال.. الليلة الأصعب والأقسى والأكثر وجعاً على أهل بيروت.. التي أحيطت بزنّار نار “من بابها إلى محرابها”.. بل على لبنان أجمع من الجنوب إلى البقاع.. وصولاً إلى الشمال وآخر معبر مرور بين لبنان وسوريا..
ليلة لها العجب.. “الناس بالطرقات” بكل ما للكلمة من معنى.. زحمة سير الهاربين من مناطق التهديد.. بالسيارات أو ركضاً على الأقدام وهمّهم الابتعاد من مواقع القصف المرصود..
وابل من النيران يتراشق على أحياء سكنية مأهولة أو فارغة.. مناطق وردت إليها تهديدات اللعين أفيخاي وأخرى قُصِفَتْ دون تلقيها التهديد.. ما أسفر عن سقوط عدد جديد من الضحايا لينضموا إلى قافلة الأرقام.. نعم نحن المدنيين أصبحنا أرقاماً تُحسب وتُضاف للشهداء أو الجرحى حتى دون ذكر أسماء!!
خوف نعم، هلع أكيد، رعب وأكثر.. بل عويل وفرار بالروح والعيال.. رغم البرد القارس والقارص في ليلة شتوية بامتياز.. خرج الناس إلى العراء قاصدين ربٍ كريم.. يحميهم من “طيور أبابل صهيونية” لا تحمل حجارة.. بل صواريخ “من سجيل” عمياء صمّاء لا تميّز بين بشر أو حجر..
17 أيلول 2024 إلى فجر 27 تشرين الثاني 2024.. أكثر من شهرين من الزمن على تحوّل جبهة الإسناد “الحزبلاوية” للعدوان الإسرائيلي على غزة.. إلى جبهة موت حقيقية لكل لبنان.. بدءاً من الضاحية مروراً بقلب بيروت وجواره..
ماذا جنيتم غير أنّكم حملتم الدمار إلينا.. رفعتم راية “وحدة الساحات”.. فأوصلكم زملاؤكم الممانعون إلى “نص البير وقطعوا الحبل فيكم”.. لا إسناد ولا دعم ولا حتى فتح جبهات للتخفيف عنكم.. وليس فقط عنكم بل عنّا “نحن الذين تم اغتيال حياتنا بجريرة أفعالكم”..
النظام السوري الذي خربتم بلدنا من أجله تخلّى عنكم.. الحوثيون مغتصبو اليمن لم يتحركوا قيد أنملة من أجلكم.. أما إيران فـ”بعصتكم نعم بعصتكم”.. وأعدّت مسرحية الرد والرد المقابل.. مع “شوية صواريخ بلهاء”.. كانت أقرب إلى المفرقعات في الليل الصهيوني..
أكثر من شهرين ونحن ندفع ثمناً جديداً لـ”لو كنت أعلم”.. لكنه اليوم بعدما أصبح في العالم الآخر.. نسأل هل فعلاً سيكون “قطوع ومرق”.. أم إنّكم ستعودون بعد 60 يوماً من الهدنة إلى شد العصب ورص الصفوف؟.. نحن لم نعد قادرون على التحمّل أكثر خاصة ليلة الأمس التي كانت أشبه برمينا في قلب الجحيم.. نيران الموت محيطة بنا “طيونة، شياح، سفارة كويتية، بربور، نويري، كورنيش المزرعة، المصيطبة مار الياس، زقاق البلاط وحتى الحمراء”..
وماذا بعد؟!.. شعار “انتصرنا.. وفدا فلان وعلان.. خلّوها إلكم”.. نحن لسنا فداءً لأحد ولن نكون.. لأنّنا عند وقوعنا لم نجد من يآزرنا.. وكلّه بسببكم وما زلتم تتبجّحون “انتصرنا”.. وتشدّدون على أن تحرككم بفتح جبهة الإسناد كان استباقياً.. فكذبة الجرود وحرب التكفيريين ما عادت تنطلي على أحد..
على أمل الخلاص ومرور أيام الهدنة على خير.. ارحمونا كرمى لله وحده!!
مصطفى شريف
مدير التحرير