“المغتربون سيأتون إلى لبنان مهما كانت الظروف… و حجوزات الأعياد 80%…ولكن!
“لبيروت… من قلبي سلامٌ لبيروت”. سلامُ المغتربين لبيروت ليس شعراً جمّلتهُ فيروز بعبيق حُنجرتها، إنما عادةً ما يتبعه موعدٌ… فلقاءُ. هذا اللقاء يبلغ ذروة الحنين وقمة الفرح عندما يكون في مواسم الأعياد… وكَم بالحريّ إذا كان في عيدَي الميلاد ورأس السنة!
لكن المشهديّة التي تظلّل لبنان اليوم، جبهات مشتعلة وغارات صاروخية مدمِّرة ونزوح نازف… تشكّل مجتمعةً لوحة موزاييك من المأساة والهلع.. والخوف مما هو آتٍ. فهل لا يزال المغتربون اللبنانيون على حنينهم متشبثين بحماستهم عشية الأعياد ليقضونها مع مَن يحبّون في وطنهم الأمّ؟!
…”المغتربون سيأتون إلى لبنان مهما كانت الظروف! فانتماؤهم للوطن والعائلة يبقى الأقوى من كل شيء” يقول نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود لـ”المركزية”، لكن هذه القناعة لم تمنعه من اعتبار أن هذه الحركة “لا تُطعِم خبزاً” على حدّ تعبيره… فشركة الطيران الوطنية الـ”ميدل إيست” “لا تزال الشركة الوحيدة العاملة في مطار بيروت الدولي، حيث تستوعب 15% إلى 20% من مجموع الركاب الذين كانوا يحطّون في مطار بيروت قبل الحرب”.
ويكشف عن حركة حجوزات سُجِلت في الفترة الممتدة من 10 كانون الأول المقبل إلى 22 منه، بنسبة ملاءة تصل إلى حدود الـ80% و85%.
“لكن هذه النسبة لا تعني شيئاً مقابل ما شهدته الفترة ذاتها من العام الفائت، يقول عبود، “حيث سُجّل إشغال 56 شركة طيران مقابل 75 رحلة يومياً… أما حالياً فبالكاد تصل إلى 15 أو 20 رحلة في اليوم الواحد. الفارق شاسع كبير جداً! كما أن مطار بيروت استقبل خلال زمن الميلاد من العام 2023 نحو 13 ألف راكب يومياً، في حين لا يتعدّى الـ3 آلاف و500 راكب خلال الأيام العشرة المرتقبة من الشهر المقبل”.
ولم يغفل عبود الإشارة إلى “النفقات التي سجّلها المغتربون في عيدّي الميلاد ورأس السنة من العام الفائت، أما هذا العام فسيبقى الإنفاق محدوداً جداً نظراً إلى خطورة الوضع الأمني في البلاد حيث تكون حركة التنقل شبه معدومة في ساعات الليل!”.
ويُضيف: الشركات العالمية الكبرى التي كانت تتوجّه إلى مطار بيروت، أجرت جدولة على رحلاتها بفعل الحرب القائمة، وبالتالي يلزمها وقت طويل لتسحب طائراتها من خطوط جويّة معيّنة وإعادة توجيهها إلى مطار بيروت. وعلى رغم ذلك لم تُعلن أي شركة طيران أنها ستتوجّه إلى بيروت قبل سنة 2025! أي أنها لن تأتي في عيدَيّ الميلاد ورأس السنة.
الأسعار تحكمها عوامل ثلاث…
أما عن أسعار تذاكر السفر “فيحكمها العرض والطلب” يقول عبود، “حالياً الطلب يفوق العرض المحدود، ما يؤدي تلقائياً إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر. إضافة إلى عامل آخر يحرّك الأسعار صعوداً وهو ارتفاع الكلفة التشغيلية للطائرات ذهاباً وإياباً. ناهيك عن الارتفاع الكبير في كلفة التأمين العالمي على المخاطر بعد تصنيف بيروت “Red Zone”.
في ضوء هذه الصورة القاتمة، يخلص عبود إلى الإقرار بأن “مساهمة السياحة في الدخل القومي هذا العام مخيِّبة … قد لا تتعدّى المليارَي دولار مقارنةً بـ6 مليار ونصف مليار دولار في العام 2023. التراجع يتراوح بين 80% و85% في الشكل والمضمون!”.
المركزية