خاص: من موقعنا نسأل: عن أي استقلال تتحدثون؟!
أما وقد حلَّ تاريخ 22 تشرين الثاني / نوفمبر.. المتعارف عليه بأنّه “يوم استقلال” لبنان من الانتداب الفرنسي.. فلا يسعنا إلا أنّ نتوجّه بـ”معايدة” إلى الشعب اللبناني.. لكن في مقابل هذه المعايدة نسأل: هل هناك عاقل مقتنع بأنّنا مُستقلون؟!
أي استقلال ومنذ العام 1943.. أي التاريخ الذي أعلن فيه هذا اليوم.. مررنا بويلات لا حصر لها ولا عدد.. وعلى سبيل الذكر لا الحصر منذ العام 1948 واللجوء الفلسطيني إلى بلدنا بفعل الاغتصاب الإسرائيلي فهل هذا استقلال؟!.. ثم حروب الآخرين عل أرضنا بأيدينا؟!.. وصولاً إلى الاحتلال عام 1982.. مروراً بالوصاية السورية.. وما تبعها من ولاء داخلي للخارج سواء لسوريا أو إيران أو أمريكا وحتى للعربان؟!.. فعن أي استقلال تتحدثون؟!
اليوم ومع الحديث عن “مواجهة من مسافة صفر” في الجنوب.. ومعلومات ضائعة والحقيقة مموهة بصور صهيونية من القرى الجنوبية فهل عادت الـ10452 كلم مربعاً كما كانت.. وفي الأصل هي لم تكن مكتملة مع عدم ترسيم حدودنا فعلياً مع سوريا سواء لجهة مزارع شبعا وقرية الغجر جنوباً أو لجهة القصير والحد الشمالي الفاصل..
اليوم نحن بلد لا سيادة فيه لدولة حاكمة بأمر القانون.. اليوم نحن بلدة عبارة عن كانتونات مؤتمرة بأمر من الخارج.. أو بمعنى أوضح مؤتمرة إما بأمر المال والدعم الخارجي.. أو بولاء وعقيدة مبنيين على ضلال وأهداف استعمارية عمرها مئات السنين.. وعن أي استقلال تتحدثون فيما “رجل” أميركي يفاوض من أجل وقف الإسرائيلي اغتصابه لأجوائه وأراضينا؟!.
.
وفي الختام لا يسعنا إلا أنْ نتأمل بيوم يبلغ فيه الشعب اللبناني المعنى الحقيقي للاستقلال.. يستقل نفسياُ وعملياً من تبعاته وانتماءاته لخارج الحدود.. يستقل من ولائه الأعمى للحاكم بأمر الفقيه أو الدولار او المنصب والزعامة.. عندها فقط نستحق أن نحتفل بعيد استقلال حقيقي.. ونقول “كل عام وأنتم مستقلون”!!
خاص Checklebanon