بدء الكلام عن موفد لترامب ينهي حراك هوكشتاين… ويقطع الأوكسجين عن مسعاه؟

لا يزال كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين، عازماً على استكمال حراكه الديبلوماسي بين بيروت وتل أبيب من أجل التوصل الى اتفاق لبناني – اسرائيلي يوقف به إطلاق النار ويصل الى حل شامل يرضى به الطرفان المتنازعان، على أساس احترام القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته كما هو، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، واستعادة أمن إسرائيل وعودة مستوطنيها الى شمالي فلسطين المحتلة، بما يضمن أيضاً أمن لبنان وعودة الجنوبيين الى مناطقهم، لينطلق بعدها مباشرة الحديث في تثبيت الحدود البرية.

الا أن مصادر سياسية متابعة لحراك هوكشتاين قالت لموقع “لبنان الكبير” إنها تستبعد نجاحه في الوصول الى أي اتفاق، بعد خسارة الديموقراطيين للانتخابات الرئاسية، ما سيدفع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الى عرقلة حراك الادارة الأميركية الراحلة، وبيع الحل للإدارة الجديدة التي سيشكلها الرئيس الفائز دونالد ترامب، إذ إن تقريش الحل مع عهد جديد سيكون مربحاً لنتنياهو أكثر من إعطاء إدارة راحلة جائزة ترضية في آخر أيامها، وهذا ما سيكسب جيش العدو مزيداً من الوقت للقتل والدمار ومحاولات لفرض وقائع ميدانية جديدة قد يستخدمها المفاوض الأميركي الجديد لرفع سقوف الشروط الاسرائيلية، والحصول على مكتسبات استراتيجية وسياسية وتوسعية، على الرغم من أن التنازلات من الجانب اللبناني مستحيلة، كما يقول هذا المصدر السياسي البارز، والميدان هو من سيعوق تحقيق الأحلام الاسرائيلية.

ليس فقط نتنياهو من يخرّب مسعى هوكشتاين ومحاولات تعويم حزبه الديموقراطي بعد الخيبة الانتخابية، إنما أيضاً قضى الرئيس المنتخب ترامب على محاولات هوكشتاين قبل أن يدخل الى البيت الأبيض ويتسلم مهامه، إذ بدأ الحديث عن موفد خاص به الى كل من لبنان وإسرائيل لمباشرة التفاوض والبحث في الحل الذي يوقف فوراً إطلاق النار، ويعيد الأمن الى جانبي الحدود، تنفيذاً لوعوده للجالية اللبنانية بوقف العذاب وإيجاد الحل المستدام وتأمين إعادة الإعمار. وتيرة ترامب السريعة اعتبرتها مصادر سياسية لموقع “لبنان الكبير” بمثابة قطع الأوكسجين عن مسعى موفد بايدن، وتقويض حراكه الديبلوماسي لإخراجه من البيت الأبيض من دون تحقيق إنجاز، لا مع إسرائيل ولا مع لبنان. وهذا ما يجعل البعض يستبعد عودة هوكشتاين الى لبنان، والذي لم يطلب أي موعد رسمي حتى الساعة.

الإنجاز الوحيد المتبقي لإدارة بايدن هو في تمرير التمديد لقائد الجيش جوزيف عون في مجلس النواب، لضمان بقائه على رأس المؤسسة العسكرية، ليقوم بدوره في تطبيق القرار ١٧٠١ ما بعد وقف إطلاق النار. وعلى هذا الأساس تتحرك السفيرة الأميركية ليزا جونسون منذ فترة للضغط باتجاه عقد جلسة نيابية للتمديد، وهي التقت أمس الأربعاء الرئيس نبيه بري في عين التينة. الا أن مصادر سياسية تقول لموقع “لبنان الكبير” إن رئيس المجلس هو أكثر الحريصين على المؤسسة العسكرية والضنين بوحدتها وتماسكها واستمراريتها وابعاد التجاذبات السياسية عنها، غير أن من المبكر بعد الحديث عن عقد جلسة للتمديد، ولا يزال أمامنا الوقت للعاشر من كانون الثاني المقبل… فالأولوية حالياً لوقف إطلاق النار، والدولة اللبنانية تقوم بمسؤولياتها في تحضير أرضية لتنفيذ القرار ١٧٠١، وعلى هذا الأساس أقرت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اعتمادات تطويع ١٥٠٠ جندي إضافي لإلحاقهم بعداد الجيش في الجنوب، كمرحلة أولى لاستكمال العدد المذكور في القرار الأممي، وكإشارة حسن نية والتزام من لبنان الى المجتمع الدولي. أما مفتاح الحل فهو بيد نتنياهو الذي يطيح القرارات الدولية ويستمر في خرق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، بغزو وإنزال وطيران حربي، فرَضِيَ القتيل ولم يرضَ القاتل!

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة