علاقة بري – جنبلاط تمنع الفتنة… والأمن الذاتي مرفوض!
العلاقة العميقة بين نبيه بري ووليد جنبلاط قادرة على حصر التوترات، ومنع تطور اي اشكالات فردية في الجبل بين الاهالي والنازحين، رغم تضخيم بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مع بصمات العديد من المحللين و”الغيارى الخبيثين”، حيث تبين ان الايدي “الاسرائيلية” واضحة في التحريض من اجل خلق الفتن من أبواب عدة، بينها تغلغل النازحين في المناطق اللبنانية ومن ضمنهم عناصر حزب الله، مما يعرضها للاعتداءات “الاسرائيلية”. وقد وصل التحريض الى حد اتهام النازحين بالسعي لشراء الاراضي في الجبل، وفي كل المناطق اللبنانية وتغيير الديموغرافيا .
وحسب المعلومات فان الاجتماع الدرزي العام في خلوات القطالب في بعذران الشوف، توصل الى الامور الآتية:
١- الجيش اللبناني هو المسؤول الاول عن الامن في الجبل، ومعالجة اي اشكالات بالتعاون مع القوى الامنية. والامن الذاتي مرفوض جملة وتفصيلا، ومن مسؤولية الدولة معالجة اي موضوع يتعلق بالسلاح وتداعياته.
٢- البلديات هي المخولة بمتابعة أحوال النازحين وتوزيع المساعدات وحاجياتهم.
٣ – الاهتمام المطلق بالنازحين والسعي لتامين كل ما يحتاجونه، وهم ضيوف مكرمون معززون بين أهلهم، وما يصيبهم يصيب كل مواطن في الجبل ولبنان.
لكن اللافت انه بعد اجتماع بعذران في خلوات القطالب بيوم واحد، حصل اعتداء على سيارة للنازحين في بعقلين بححج مختلفة، وتوزيع “فيديو” عن عمليات الضرب بحق احد النازحين امام عائلته، مما ترك استياء درزيا شاملا، وتدخل على الفور العقلاء وبعض المشايخ وانهوا الأشكال سريعا.
ووضعت مصادر درزية الامر من باب التشويش على اجتماع خلوات القطالب واحراج القيادات الدرزية، مطالبة القوى الامنية وتحديدا الجيش اللبناني بالتدخل لوضع حد لمثل هذه الأعمال الفردية المدانة من قبل الجميع. واستنكر الحزبان “التقدمي الاشتراكي” و”الديموقراطي اللبناني” الحادثة، مطالبين القوى الامنية بالتدخل لضبط الامن لحماية المقيمين والنازحين، ومحذرين من هذه الأعمال التي تعود معالجتها على عاتق القوى. اما حزب “التوحيد العربي” فطالب باعتقال الفاعلين من قبل الأجهزة الأمنية، واذا لم يحصل ذلك سيكون لنا تصرف آخر، مطالبا الذين اجتمعوا في بعذران بالتدخل، في حين اشارت معلومات الى ان الحادث فردي جدا ولا علاقة لاي مواطن من بعقلين بالحادث .
وحسب المعلومات، ان قيادة الجيش اللبناني كانت قد ابلغت المعنيين ان اي ظاهرة من ظواهر الامن الذاتي ستقمع فورا وبشكل حاسم، وممنوع ظهور اي مسلح او اقامة الحواجز وسيتم التعامل مع هذه الحالات بالحسم وضمن القانون.
وعلم ايضا، ان القيادات الدرزية تبلغت قرارا حاسما بالنسبة لطريق بيروت – دمشق، بان الامن عليها من مسؤولية الجيش اللبناني وممنوع قطعها، او اعتراض اي مواطن، او القيام باجراءات تحمل حنينا للامن الذاتي مهما كانت الأسباب والاعتبارات، فاي حادث مهما كان نوعه يعالجه الجيش والقوى الامنية، والقرار الدولي والعربي واضح لجهة دعم الجيش في مهامه على كل الاراضي اللبنانية .
وفي المعلومات، ان المشكلة الكبرى والاساسية تكمن ببعض الإعلام ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يسلطون الاضواء على الحوادث الفردية والاشكالات البسيطة، ويتجاهلون اجواء الود والاحترام وتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية للنازحين، الذين يحظون بأحسن معاملة من القيادات الدرزية دون استثناء، والذين يتحملون التكاليف ودعم المطابخ المركزية التي تقدم آلاف الوجبات الغذائية يوميا، على نفقة أحزاب “الاشتراكي” و”الديموقراطي اللبناني” و”التوحيد العربي”. ويشرف على تحضير الغداء واعداده متطوعات من الجبل بالتعاون مع متطوعات من النازحين، في حين ان مساعدات الدولة غائبة كليا، في ظل اصرار الدول المانحة على الإشراف المباشر على توزيع المساعدات لضمان وصولها الى مستحقيها، فيما الدولة متمسكة بالمرجعية المطلقة في هذا الامر وتحديدا وزارة الشؤون الاجتماعية .
وفي المعلومات ايضا، ان خطوط الهاتف المفتوحة بين بري وجنبلاط على مدار الـ ٢٤ ساعة، تساهم في المعالجة الفورية للحوادث الفردية والاشكالات، كما حصل في عرمون وعالية وبعقلين والعديد من المناطق عبر لجان من الطرفين، وابلاغ الجيش عنها للاسراع في حسم الامور. كما ساهمت جولات وليد جنبلاط برفقة حفيده فؤاد تيمور جنبلاط على قرى عاليه، واجراء الحوارات المعمقة مع المشايخ لتبريد الرؤوس الحامية، مطالبا بعدم الاخذ بخبريات مواقع” التخريب” الاجتماعي والاحاديث عن توترات وهمية .كما ساهمت تدخلات طلال ارسلان في المناطق الدرزية المتاخمة للضاحية الى معالجة كل الاشكالات والمداخلات .
واكدت المعلومات ان التوافق في اجتماع خلوات القطالب كان شاملا وجامعا، بالحرص على النازحين، وحظي هذا الامر بدعم كبار مشايخ الطائفة الدرزية، وبركة الشيخ منير القضماني الذي يتولى الرعاية الدينية في الخلوات، وكذلك المشايخ سامي ابي المنى ونصر الدين الغريب ونعيم حسن والهيئة الروحية العليا، وكل نواب الطائفة الذي غاب عنهم فراس حمدان فقط .
وعلم، ان اجتماع خلوات القطالب لن يكون يتيما، وهناك اجتماع قريب في مقام السيد عبدالله التنوخي في عبيه لمشايخ منطقة عاليه، للتأكيد على نفس الثوابت التي اقرت في اجتماع خلوات القطالب.
ولفتت المعلومات الى ان القيادات الشيعية مرتاحة جدا للموقف الدرزي العام من النواحي السياسية والاجتماعية، وتحديدا لجهة التعامل مع النازحين، والامر لا يخلو من بعض الحوادث الفردية، مع تأكيد القيادات الشيعية ان النازحين من كل المناطق سيعودون بعد ساعات من وقف النار الى قراهم في الجنوب والبقاع والضاحية، وسيعيشون في الخيم حتى الانتهاء من اعادة اعمار بيوتهم. فمنذ قيام كيان الاحتلال واهالي الجنوب يتعرضون للقصف والتدمير اليومي ولم يتركوا منازلهم، وكانوا في طليعة المقاومين للدفاع عن أرضهم والقضية الفلسطينية، رغم كل ما عانوه، وقادرون على احباط المخططات “الاسرائيلية” لتهجيرهم من اراضيهم.
رضوان الذيب- الديار