غالانت يكشف أسباب إقالته.. خلافات حول ثلاثة مواضيع
قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي عقب إقالته من منصبه، إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالته، “جاء نتيجة خلافات حول ثلاثة مواضيع وهي قانون التجنيد والالتزام الأخلاقي باستعادة الرهائن وتشكيل لجنة تحقيق رسمية بأحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023”.
تحديات صعبة
وأضاف غالانت أن “هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة واستعادة المختطفين، ذلك منوط بتنازلات بعضها مؤلمة”. وتابع: “علينا أن نفعل ذلك في أسرع وقت ممكن وهم على قيد الحياة، إنهم بحاجة للعودة إلى منازلهم وعائلاتهم”.
وقال: “أتحمل مسؤولية الأجهزة الأمنية خلال السنتين الأخيرتين، بما فيها النجاحات والإخفاقات. هناك تحديات صعبة أمام إيران ووكلائها في المنطقة”.
وأعقبت إقالة غالانت احتجاجات انطلقت في مسالك “أيالون” باتجاه الجنوب، حيث أغلق متظاهرون الشارع المركزي في منطقة تل أبيب، أمام حركة السير. وارتدى بعضهم قمصاناً تحمل شعار “أعيدوهم إلى ديارهم الآن” في إشارة إلى الرهائن.
ورفعوا لافتات تحمل شعارات مثل “نستحق قادة أفضل” و”لا نترك أحداً خلفنا”، ووضع أحد المتظاهرين أصفاداً وقناعاً يحمل صورة نتنياهو. وهتف بعضهم “بيبي خائن! أنت مذنب”، محملين نتنياهو مسؤولية الفشل في منع هجوم “طوفان الأقصى”.
ونقل موقع صحيفة “هآرتس” عن مصادر مقربة من نتنياهو، أن الآخير يدرس مستقبلاً إقالة رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، فيما ذكرت القناة (12) أن نتنياهو وغالانت التقيا في مكتب الأول واستمرت جلسة الإقالة لمدة 3 دقائق.
إقالة سياسية
وأعرب وزراء وأعضاء كنيست في معسكر نتنياهو عن دعمهم لقرار إقالة غالانت. وأشاد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في بيان، بقرار نتنياهو. وقال: “أهنئ رئيس الوزراء على قراره بإقالة غالانت.. مع غالانت، الذي لا يزال أسيراً عميقاً للمفاهيم القديمة، لا يمكن تحقيق النصر المطلق، وقد أحسن رئيس الوزراء بقراره بنقله من منصبه”.
من جهته، قال رئيس المعارضة يائير لبيد إن “إقالة غالانت في خضم حرب هو عمل جنوني. نتنياهو يبيع أمن إسرائيل والجنود من أجل بقاء سياسي مشين”. فيما وصف رئيس “المعسكر الوطني” بيني غانتس، إقالة غالانت بـ”السياسية على حساب أمن الدولة”.
كاتس “بولدوزر” وفظ
ويُعرف وزير الأمن الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، الذي حلّ مكان غالانت، بأسلوبه اللاذع هو حليف قديم لنتنياهو ويكنّ له ولاءً كاملاً.
وكان كاتس يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة التي يرأسها نتنياهو حتى مساء الثلاثاء، عندما أعلن رئيس الحكومة إقالة غالانت، وتعيين كاتس، فيما عيّن جدعون ساعر وزيراً للخارجية.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية كاتس بأنه “بولدوزر” بسبب أسلوبه المباشر والفظّ أحياناً. وبعد تعيينه، تعهّد كاتس بالعمل “معاً لقيادة المؤسسة الدفاعية إلى النصر على أعدائنا وتحقيق أهداف الحرب: إعادة جميع الرهائن… تدمير حماس في غزة، وهزيمة حزب الله في لبنان، واحتواء العدوان الإيراني، والعودة الآمنة لسكان الشمال والجنوب إلى منازلهم”.
ويسرائيل كاتس عضو في حزب “ليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، وشغل مناصب وزارية عدة منذ العام 2003. ولفت الأنظار إليه، بسبب تهجمّه على زعماء العالم والمنظمات الدولية التي انتقدت العمليات العسكرية الإسرائيلية، لا سيّما في قطاع غزة.
وقاد كاتس معركة دبلوماسية ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وأثار استياء جهات ودول عدّة الشهر الماضي، عندما أعلن أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس “شخص غير مرغوب به في إسرائيل”، وكتب في منشور على منصة “إكس”، أنه سيمنعه من دخول البلاد.
ويرجّح المحلل السياسي أفيف بوشينسكي، مدير مكتب نتنياهو السابق، أن يكون كاتس “أكثر انسجاماً مع رئيس الوزراء من سلفه غالانت”. ويضيف “لا أستطيع أن أتذكّر حادثة واحدة كان فيها كاتس معارضاً لنتنياهو في أي شيء”.
ويقول: “صحيح أنه لا يتمتع بأي خبرة عسكرية، لكنه كان وزير نقل جيداً جداً، وعضواً في الحكومة لسنوات عديدة”. ويرى أن نتنياهو في أيّ حال “يعتبر أنه قادر على إدارة العرض بنفسه”، مشيرا الى أنه “واصل إدارة” الحرب “على الرغم من استقالة بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وهما جنرالان، من الحكومة”.
المدن