خاص: إلى القنوات والمنصات..ارحمونا من محلّلي “مهرّجي الشاشات”!!

للأسف لم تعد الحرب – ببشاعتها – غارات وقصف واستهدافات وتفجيرات بوسائل تقليدية فقط.. بل دخلنا مرحلة حرب الاستنزاف.. وأصبح اللبناني يتهيّب الخروج من منزله فقد لا يعود.. نتيجة قصف صاروخ هنا أو استهداف مسيّرة هناك.. بل وأكثر “القاعدين بأمان الله” تنزل عليهم الصواريخ في منازلهم.. فمنهم مَنْ يستشهد ومنهم مَنْ يتضرّر ومنهم ومنهم ومنهم.. وكل ذنبهم أنّهم تواجدوا في مكان وزمان مع عنصر أو مسؤول أو قيادي تابع للحزب..

لم تعد الحرب تقتصر على المواجهات ولو من “مسافة صفر”.. أو آلاف الأمتار وحروب إلكترونية وتفجيرية عن بُعد.. بل أصبحت “حرب أعصاب” وضياع الأمن والأمان.. خاصة مع تسلق أبواق سياسية للشاشات.. أكثر ما يبرعون فيه هو “تحليل الدم”.. كي لا ننحدر ونقول “تحليل البول”.. بل يتجبّرون ويدّعون توزيع شهادات بالوطنية والعمالة والتخوين..

الحرب اليوم توتر وحبوب مهدئات وتسمّر أمام الشاشات.. نترقّب هذا أي سُمٍّ سيبُخ.. وذاك أي نيران سيضُخ.. وبالعامية “اللي بيسوى واللي ما بيسوى صار محلل سياسي وعارف كل شي ولوين رايحين”.. في حين واقع الحال يؤكد أنّ الله وحده.. يعرف ما الذي يدور في رؤوس الشيطان بنيامين نتنياهو من جهة وقيادات إيران وحزب الله من جهة أخرى..

أمام هذا الواقع.. كم جميل لو تكتفي القنوات والمحطات باستضافة المحللين السياسيين أصحاب الباع الطويل في علم السياسة والاستراتيجيات.. شخصيات تتمتّع بحس تحليلي على مستوى من العلم قادرة على القياس والاستنباط.. وفعلاً ترحموننا من “مهرّجي الشاشات” وحتى المنصّات.. على وزن صاحب فكرة “خطط الحزب الإيوائية” التي بلحظة ستفتح أبوابها للآلاف من النازحين.. أو صاحب مقولة “كبسة الزرّ” التي استشهد الأمين العام للحزب ولم يكبسها.. ولم تُمسح إسرائيل بل أوشكت على أنْ تمسحنا وتمحينا.. ما جعلنا أضحوكة أمام خلق الله..ناهيكم عن رؤساء تحرير مواقع تنبت يوميا كالفطر.. وثمنها معروف.. ومدفوع سلفا…ولن نستفيض في الحديث عن “اعلاميات” منحازات ومن ارباب المطولات.. واستعراض البطولات..

“دخيل الله” ارحمونا ولا تستضيفوا المحللين الذي لا يفقهون إلا التوتير والتعكير.. أو في أفضل الأحوال التكابر على الواقع والتكاذب وادعاءات الانتصار الوهمي..

الإعلام في لبنان إلى أين؟

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة