“اضرب واهرب”… مهنة جديدة في الحرب بــ250 دولار: “مش ملحقين ”
انطلاقاً من مقولة “اضرب واهرب” ابتكر بلال مهنة جديدة ولدت من أجواء الحرب، وقد لا تخطر في البال، تؤكد نظرية أن اللبناني يستغل كلّ المحن والمصائب لمصلحته.
قبل حوالي ثلاثة أسابيع ترك سكان الضاحية الجنوبية منازلهم بعد اشتداد القصف والتهديدات مرّة واحدة، فخرجوا على عجلة، حتى أنهم لم يتمكنوا من إخراج بعض مستلزماتهم الأساسية، فقرر بلال وصديقه الأربعيني أن يخاطرا بحياتهما لقاء حفنة من المال لتسديد نفقات الحرب التي لم تكن في الحسبان.
250 دولاراً هو المبلغ الذي يتقاضاه بلال من أجل إحضار بضائع التجار من المحال، بحسب ما يقول لموقع “لبنان الكبير”، ثياب، الكترونيات، وحتى أغراض من المنازل، كلّ ما عليك أن تفعله هو تسليمه المفتاح واعطاؤه العنوان، وإخباره بما تريد. ويضيف بلال: “إذا أغراض من بيت، بقلو أعطيني قد ما بدك، فلا أشارطه على الاطلاق”.
ينطلق بلال بواسطة سيارته أو فانه عندما تكون الأمور “سالكة” ولو تحت نظر المسيّرات التي نادراً ما تفارق السماء، وخلال دقائق تتم العملية “منحمّل ومنمشي” فليس من المحبّذ أن نطيل المكوث في المكان الذي نقصده، مشيراً إلى أنه وصديقه ينسقان مع بعض الشبان الموجودين على الأرض قبل دخولهما إلى الأحياء لضمان سلامتهما.
أمّا عن إقبال الناس على هذا النوع من الخدمة، فيقول: “مش ملحقين، الكلّ ترك رزقه وأغراضه”.
ريان بزّي، صاحبة متجر لبيع الملابس النسائية في منطقة حارة حريك، توضح لموقع “لبنان الكبير”، أنها استعانت ببلال وصديقه بهدف إخراج البضاعة من المحل الذي يعدّ ضمن المناطق الخطرة جداً في الضاحية الجنوبية، مشيرة الى أنها تعرّفت عليه عبر صديقة لها أكدت أمانته وأنه يقوم بهذا العمل بشجاعة بهدف إعالة أسرته في الحرب.
ووفق ما تؤكد ريان، أن من الخطر جداً إدخال شاحنة إلى الضاحية، فـ “الفان” هو الحلّ الأنسب ويمكن أن يتسع لكميات الملابس التي تريد إخراجها، والتي لم تحددها بل اكتفت بالقول: “حمّل وامشي”.
وتشهد الضاحية الجنوبية هدوءاً “مريباً” منذ عدّة أيام، الأمر الذي استغلّه العديد من النازحين للعودة إلى منازلهم بهدف تفقدها، وإحضار أغراضهم ومقتنياتهم، علماً أن التهديد الأخير الذي أطلقه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، بقصف الضاحية لم ينفّذ حتى اللحظة.
فاطمة البسام- لبنان الكبير