خاص شدة قلم: أي جريمة ترتكب بحق الطفولة: أتنتصرون بالموت؟!

"نحن حين ننتصر ننتصر.. وحين نستشهد ننتصر.. لبيك يا نصرالله"

سؤال إلى عاقل يفهم أو يعي: بأي ميزان ممكن أنْ نضع كلام طفلة.. أظنّها لم تبلغ الخامسة من العمر.. حين تقول: “نحن حين ننتصر ننتصر.. وحين نستشهد ننتصر.. لبيك يا نصرالله”.. فهل تفهم هذه الطفلة معنى ما تقوله؟!.. هل تفهم ما تعنيه الشهادة؟!.. هل تعي أنّ كلامها كبير جداً حين تلبّي؟!

https://x.com/FederalLebanon_/status/1844624518058475534

 

وعلى نفس المنوال نرى طفلاً يكبرها بالقليل يزيدها في البيت شعراً.. ويؤكد أنّه لن يترك الخط الذي سنّه أمين عام الحزب؟!.. هل يعرف ما هي بنود هذا الخط؟!.. وهل يعرف إلى أين قد يودي به؟!..

وتطول لائحة أسئلتي وأنا أشاهد الفيديو وأعيده مرّات ومرّات.. أي عقيدة وأي ضخٍّ وأي زرع في العقول منذ ما قبل الحُلُم؟!.. إنْ كُنتم تُربّون الأطفال على هذا المبدأ فلماذا نزحتم؟!.. لماذا هربتهم إنْ كان كما تردّدون دوماً “القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”؟!.. فابقوا في قراكم حتى يأتيكم الموت.. وتنالون باسمه الشهادة وترتقون إلى حيث تُريدون..

إنّها جريمة تُرتكب بحق أطفال “البيئة الشيعية”.. من حشو عقولهم بـ”كلام فارغ”.. كلام كله شعارات لا تُغني ولا تُسمن من جوع.. كلام على وزن “اقتلونا. فإنّ شعبنا سيعي أكثر.. وحتى لو قتلتمونا جميعاً سيأتي طفل صغير ويحمل سلاحاً ويقضي عليكم”..

https://x.com/FederalLebanon_/status/1844042936696373349

“صدّقوني يا جماعة” هذا الكلام ليس أكثر من بث روح ما بين الجروح.. أو جزء من نص إنشائي مشروخ التعابير.. فلا نغمة موسيقية فيه تُطرب الأذن ولا حتى أسس حماسية تشعل نار الحمية.. بل هو تفاهة لا ترتقي إلا إلى مستوى “الديك المدبوح وعم يفرفر”..

والأنكى أن أبواق الممانعة ثابتون على غيّهم يكابرون ويتكبّرون.. ويتمسكون بمقولاتهم انتصرنا وسننتصر.. “شرّفوا اشرحولي وين النصر؟!”.. أكثر من ألفي شهيد وعشرات آلاف الجرحى.. الضاحية الجنوبية أصبحت أشبه بسطح القمر مع فارق روائح البارود والكيماويات والدخان السام..

أما الجنوب فسلّم الله ما تبقى من صور والنبطية وصيدا وسواها.. فيما الخراب والدمار حوّل كل شيء إلى غزّة ثانية.. وإنْ كنتم على إصراركم “فدا السيد” فـ”السيد راح”.. لكن لا تحزنوا معين شريف “جبلكم الحل وقال فدا روح السيد”.. نداء جديد تتباهون فيه..

بينما نحن “الآمنون غير الآمنين” في بيروت التي غيّرتم وجهها.. وحوّلتموه إلى رايات سوداء مضمّخة بالأحمر الدموي.. البسطة (سنيّة) وأبو عبد البيروتي شاهد وشهيد.. زقاق البلاط (سنية) النويري نفس الحال.. مار الياس قرينة كركول الدروز.. ودار الطائفة الدرزية ربيبة عائشة بكّار.. يعني بالعربي الفصيح مناطقنا غيّرتم هويّتها.. وتركناها لكم لترتعوا فيها..

لكن اليوم أصبحتهم بوابات للموت واستجلاب الدمار والخراب.. نحن لا نريد الموت ولا نريد الاستشهاد لننتصر.. ولا حتى نريد السلام مع العدو ولا الاستسلام له.. يكفينا حاميها حراميها الذين خربوا البلد.. ونهبوا أرزاق الناس وأضاعوا جنى العمر.. فأي مصير أسود استجلبتموه علينا.. والحمار الذي يدّعي بأنّه مخطط كان يُحاك.. فعلاً هو كذلك لكنّه كان نائما في الأدراج.. لكنّكم آذيتم وكر الدبابير فنالكم ونالنا جميعاً لدغها”.. وختاماً لا يسعني القول وأنا العبد الفقير إلى الله إلا: حسبي الله ونعم الوكيل!!

مصطفى شريف – مدير التحرير

مقالات ذات صلة