“العدالة” معلّقة على الأعمدة!
التعليق على الأعمدة، ظاهرة ليست جديدة، انما لاقت رواجاً وانتشاراً كبيراً في خضم التفلت الأمني الذي كان موجوداً وزاد مؤخراً. ففي كلّ يوم نشهد إبداعات جديدة تعيدنا إلى حقبة العصر القديم.
المشهد سريالي، فبين العمود والعمود، هناك لص مقيّد بالأسلاك تتدلى من رقبته كرتونة كتب عليها “حرامي”، وما هو أكثر حقارة من المشهد الذي أصبح معتاداً، الفعل الذي يقترفه “نزلاء الأعمدة” الذين استغلوا تهجير الناس من بيوتهم لينقضوا على ممتلكاتهم التي تركوها خلفهم في سبيل النجاة بحياتهم، فليس كافياً أن تكون لصاً، بل وضيع أيضاً؟
أحد الأشخاص الذين يترددون إلى بيوتهم في الضاحية الجنوبية، يقول لموقع “لبنان الكبير”: “أذهب كل يوم إلى بيتي في الحي الذي كنت أسكنه قبل التهجير، ليتأكد اللصوص أن المنطقة ليست مهجورة، وأن هناك من يتردد إليها، وبعضهم من المنطقة ونعرفه بالاسم، بس ما حدا فاضي لحدا”. ويضيف: “ألقيت القبض على لص كان يجمع الحلي وبعض الأغراض من بين الركام، مدعياً أنه من سكان المبنى الذي تحوّل إلى كومة من الحديد والحجارة، ولسوء حظه كان معي شخص يقطن المبنى نفسه، فقمنا بتفتيشه، ووجدنا معه مبالغ من المال ومجوهرات، ومن أوّل كف اعترف، ففي موقف مماثل لا يمكنك أن تتصرف بطوباوية، أو أن تكون متسامحاً مع شخص يسبب لك الأذى مثله مثل العدو الاسرائيلي”.
ويؤكد أن “السرقات تكثر ليلاً أو فور حدوث غارة معينة، فيستغل اللص إنشغال الناس بإجلاء الضحايا وعمليات الإنقاذ، ويتفرّغ هو لوظيفته”.
مصدر أمني يوضح لموقع “لبنان الكبير”، أن “النقاط الأمنية في الضاحية الجنوبية أُخليت من الجيش ووحدات الدرك، وبات الأمر متروكاً للسكان الذين بقوا في الأحياء، أو لعناصر الحزب”. وبحسب ما يقول فإن “المخافر لم تعد تستقبل اللصوص بذريعة أن لا مكان لديها في أماكن الحجز، لذلك يعمد المواطنون الى بسط سلطة الغاب في ظل غياب السلطة الحقيقية، فيقيدون اللصوص ويتعرضون لهم بطريقة أقل ما يقال عنها انها وحشية”.
ويشير مصدر أمني آخر لموقع “لبنان الكبير”، الى أن نسبة الجريمة انخفضت من دون أن يذكر أي أرقام أو احصائيات حول الموضوع، مشدداً على أن التفلت الذي نشهده غير مقبول وستكون عواقبه وخيمة.
لبنان الكبير