عمليّات مريبة وشُبهات حول تذاكر «MEA»: الشركة تتحكّم بالتذاكر وتبيعها لمن تُريد بأسعارٍ تفوق سعرها الحقيقي!
رغم أنّ إدارة «طيران الشرق الأوسط» لم توقف رحلاتها عبر مطار رفيق الحريري الدّولي وتحطّ طائراتها أو تغادر بالتّزامن مع الغارات الإسرائيليّة على الضاحية، غير بعيد من المدّرجات، إلا أنّ الحصول على تذكرة سفر لمغادرة الأراضي اللبنانيّة يبدو من سابع المستحيلات.يحاول محمّد س. منذ أسبوع حجز تذاكر له ولعائلته إلى تركيا، التي يحملون جنسيتها، بلا طائل. ويقول: «على مدى أسبوع، وأنا على الكومبيوتر أتابع المواقع الإلكترونيّة المختصّة. ما إن توضع التذاكر حتى تطير بلحظة واحدة من دون أن أملك الوقت لأشتري ولو تذكرة واحدة، فيما تضعني الشركة على قائمة الانتظار حتّى يُلغي أحد المسافرين رحلته، وهو ما لا يحصل».
وهو أيضاً ما تؤكّده سامية التي قطعت تذكرة إلى أميركا لتفاجأ قبل أيّام من موعد الرحلة بإلغاء تذكرتها، رغم أنّها أكّدت الحجز. أمّا المفاجأة الكبرى، على حدّ قولها، فهي أنّها وجدت تذكرة على الرّحلة نفسها مقابل أكثر من 7 آلاف دولار.
كلّ ذلك يشي بعمليّات مريبة لبَيْع التذاكر بأسعارٍ تفوق سعرها الحقيقي، بحسب ما يقول أحد أصحاب مكاتب السفر في بيروت، لافتاً إلى «أخبار يجري تناقلها بأن بعض الموظفين في مراكز أساسيّة في الشركة يضعون «بلوك» على عدد كبيرٍ من المقاعد فور وضعها في التّداول ليعودوا إلى بيْعها في السوق السوداء بأسعارٍ خياليّة، أو تأمينها لأشخاصٍ مقرّبين منهم.
وأوضح أنّه بعد مُتابعة بعض الرّحلات، استنتج أنّ بعض التذاكر لا يتمّ تداولها في السوق أو عرضها على المواقع الإلكترونيّة الخاصّة بـ«MEA» ليكون بمقدور مكاتب السفر شراءها، ما يتيح لإدارة الشركة التحكّم بها وبيْعها لمن تُريد.
مسؤولون في «طيران الشرق الأوسط»، أكدوا أن «لا عمليّات غير مشروعة تحصل، وإنّما نتعرّض لضغطٍ غير مسبوق وخصوصاً أنّ الشركة هي الوحيدة التي تُقلع طائراتها من بيروت، والكثير من اللبنانيين والأجانب يريدون مغادرة الأراضي اللبنانيّة، ما يصعّب مهمّتنا ويحملنا في بعض الأوقات على تعديلات على الرّحلات». وشدّد على أنّ بعض التذاكر التي نعرضها للبيْع تُباع بعد لحظاتٍ قليلة، ملمّحاً إلى يدٍ لأصحاب مكاتب السفر.
يُذكر أنّ «أزمة تذاكر» مماثلة اندلعت في حزيران الماضي بعد اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، ووقف شركات طيران عربيّة وأجنبيّة رحلاتها إلى لبنان، ما أدّى إلى حصر السفر على «طيران الشرق الأوسط» التي قامت برفع الأسعار. وأُثيرت يومها أيضاً شُبهات حول تخصيص مكاتب سفر مقرّبة من الإدارة بـ«كوتا» معيّنة من التذاكر.
لينا فخر الدين- الاخبار